درعا: عقد الصلح مهدد بالانفراط

المدن - عرب وعالم

السبت 2020/01/18
هدد القيادي السابق في "الجيش الحر" في درعا أدهم الأكراد، بإعادة فتح غرفة عمليات "البنيان المرصوص" ضد نظام الأسد مجدداً، في حال استمرت انتهاكات قوات النظام وميليشياته بحق المدنيين في المحافظة، ما توج أسبوعاً متوتراً عاشته درعا، وأعاد الحديث عن إمكانية تحول العمليات العسكرية المتفرقة ضد قوات النظام في المحافظة التي انطلقت منها الثورة السورية قبل 9 أعوام، إلى حراك مسلح جديد ضد النظام وحلفائه.


وكتب الأكراد على صفحته الشخصية في "فايسبوك": "فرضت علينا القوى الدولية أعتى الظروف وخاننا من يدعي أنه صديق للشعب وكانت شعاراتنا الأولى يا الله ما النا غيرك... نسينا هذا الشعار ونسينا أننا أصحاب حق. وعليه بدأ النظام الغادر عبر أيادي الزنادقة عمليات الخطف والقتل والاعتقال والترويع متناسياً أننا لقناه دروسا عبر 9 سنوات ولن تخدمك روسيا على الأرض كثيراً حين تلتحم القوات".

وجاءت تصريحات الأكراد، رداً على تزايد حالات الخطف والاعتقال والإعدامات التي تقوم بها عناصر في قوات النظام بحق المدنيين في المحافظة. وبالتحديد قضية اختطاف رجلين شقيقين من عائلة القطيفان، في درعا البلد، الجمعة، من قبل مصطفى مسالمة، القيادي السابق في فصيل "شباب السنة" الذي بات ناشطاً في صفوف "الأمن العسكري" بعد إجرائه "مصالحة وتسوية".

وجرى اقتياد الرجلين إلى جهة مجهولة حتى اللحظة من دون توفر معلومات عن أسباب ودوافع الاختطاف، علماً أن القيادي نفسه أشرف بحسب "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، على تصفية جماعية بحق 3 شبان في المحافظة، مؤخراً، بعد تعذيبهم بتهمة اغتيال شقيقه.

في السياق، هاجم مسلحون مجهولون، حواجز عسكرية لقوات النظام السوري، صباح السبت، في ريفي درعا الشرقي والغربي. وأسروا عدداً من العناصر، على خلفية التوتر الأمني الحاصل في المنطقة.

وبحسب تقارير محلية، نفذ مجهولون هجوماً على حاجز أمني يتبع لفرع "المخابرات الجوية" في قرية الشيخ سعد بريف درعا الغربي موقعين قتلى وجرحى في صفوفهم. فيما أسر أهالي بلدة الكرك شرقي درعا 8 عناصر، بعد مهاجمتهم لثلاثة حواجز في محيط البلدة والسيطرة عليها.

إلى ذلك، عززت قوات النظام السوري، الجمعة، حواجزها بعناصر جديدة من "الفرقة 15" شمالي وشرقي المحافظة درعا، وتحديداً الحاجز الواقع على مدخل بلدة محجة (38 كم شمال مدينة درعا) إضافة إلى الحاجز بين قرية الكرك الشرقي (24 كم شرق مدينة درعا) وبلدة المسيفرة (23 كم شرق مدينة درعا).

ويشكو سكان درعا من القبضة الأمنية المتزايدة التي تفرضها قوات النظام، وتزايد حالات الاعتقال التعسفي للسكان على الحواجز الأمنية، بما ينافي الوعود الروسية التي تضمنها اتفاق التسوية في تموز/يوليو 2018، القاضي بوقف الاعتقالات والملاحقات الأمنية والإفراج عن المعتقلين من سجون النظام.

التوتر المتزايد في المحافظة طوال الأسبوع، تجلى في مقتل ضابطين اثنين وعنصر من "الفرقة الرابعة" التابعة لقوات النظام، الخميس الماضي، عبر إطلاق النار عليهم من قبل مسلحين مجهولين في بلدة نهج على طريق تل شهاب - زيزون في ريف درعا الغربي، حسبما نقل المرصد السوري لحقوق الإنسان، فيما اعترفت قناة "سما" شبه الرسمية بمقتل كل من الضابطين بشار سلمان سلمان وسمير وليد العجي، إضافة الى المجند أنس قاسم الحريري.

إلى ذلك، استهدف مسلحون، الأربعاء الماضي، عنصرين سابقين في فصائل المعارضة في مدينة الصنمين بريف درعا عبر إطلاق الرصاص عليهما، من دون تسجيل وقوع خسائر بشرية. ليرتفع عدد الهجمات ومحاولات الاغتيال في المحافظة إلى أكثر من 260، منذ حزيران/يونيو الماضي، ما أسفر عن مقتل 176 من بينهم 28 مدنياً. 

وتقول مصادر محلية أن التوتر يعود إلى قيام قوات الأمن العسكري والسياسي التابعة للنظام، بتنظيم عمليات اختطاف وتصفية لمقاتلين سابقين في الجيش الحر "لم ينخرطوا في المصالحات".

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024