"داعش" في ديرالزور: معركة الأمتار الأخيرة

المدن - عرب وعالم

الإثنين 2019/02/11
تواصل "قوات سوريا الديموقراطية" و"مجلس ديرالزور العسكري" الهجوم العسكري على قرية الباغوز فوقاني وقرية السفافنة، أخر المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية"، في الضفة الشرقية لنهر الفرات بمحافظة ديرالزور، بحسب مراسل "المدن" محمد حسان.

الهجوم يحظى بدعم جوي من طيران "التحالف الدولي" الذي استهدف مناطق سيطرة التنظيم بعشرات الغارات الجوية، بالإضافة إلى لقصف مكثف تنفذُه المدفعية الفرنسية المتمركزة في بادية مدينة هجين، مستهدفاً خطوط دفاع التنظيم وبعض مقراته داخل البلدتين.

وتجددت المعارك بعد توقف لأكثر من شهر في هدنة مُعلنة بين الطرفين، تخللها إدخال مواد غذائية إلى مناطق التنظيم، وخروج الآلاف من المدنيين ومقاتلي التنظيم مع عائلاتهم إلى مناطق سيطرة "قسد".

وشهدت الهدنة مفاوضات بين الطرفين، حاول التنظيم من خلالها تأمين ممر لمقاتليه الرافضين للاستسلام إلى مناطق البادية الجنوبية لديرالزور عبر الأراضي العراقية، مقابل تسليم "قسد" معتقلين أجانب وكميات من الذهب والأموال بحوزة التنظيم، لكن المفاوضات لم تثمر عن أي اتفاق.

مصدر قيادي من "مجلس ديرالزور العسكري" قال لـ"المدن"، إن عدد من خرجوا من مناطق سيطرة التنظيم خلال فترة الهدنة، بلغ 38 ألفاً مدنياً، والمئات من مقاتلي التنظيم وعائلاتهم".
وأضاف المصدر أن من تبقى من مقاتلي التنظيم في مناطق سيطرته، بحدود 500 عنصر مع بعض العائلات، ممن رفضوا تسليم أنفسهم وآثروا استمرار القتال.

هجوم "قسد" و"مدع" انطلق من ثلاثة محاور؛ من جهة الغرب انطلاقاً من قرية المراشدة، وشمالاً من البادية الشمالية للباغوز، وشرقاً من بلدة باغوز تحتاني.

ويتصدى تنظيم "الدولة" للهجمات عبر استخدام السيارات المفخخة. وفجّر التنظيم 8 سيارات، معظمها على الأطراف الشرقية لقرية المراشدة التي تحاول "قسد" التقدم منها بشكل رئيسي.

وخسرت "قسد" أكثر من 40 عنصراً، بين قتيل وجريح، منذ ليل الأحد/الإثنين، بينما خسر "داعش" 9 قتلى وأكثر من 11 جريحاً، سقط معظمهم نتيجة المعارك الدائرة على أطراف قرية المراشدة بوابة مناطق سيطرة التنظيم.

ولم يبق تحت سيطرة التنظيم سوى أجزاء من قرية الباغوز فوقاني والسفافنة بمساحة تقدر بـ12 كيلومتراً مربعاً. وفشلت "قسد" بإحراز أي تقدم بسبب تحصينات التنظيم الدفاعية على خطوط المواجهة الأولى، والتي جهد التنظيم بترتيبها خلال فترة الهدنة. وأبرز تلك الخطوط؛ شبكة الانفاق التي تصل مناطق سيطرته بخطوط القتال الأولى، وحقول ألغام زرعت بعناية على أغلب الطرق التي يمكن أن تسلكها القوات المهاجمة.

المعركة لن تكون سهلة لـ"قسد"، لأسباب منها؛ أن توازن القرار الداخلي عاد للتنظيم مع بقاء المقاتلين الراغبين بمواصلة القتال فقط في مناطق سيطرته، وكذلك لتردد القوات المهاجمة بسبب تداخل خطوط الاشتباكات في مساحة صغيرة ما سيتسبب بفقدان فعالية طيران "التحالف".

ثبات التنظيم المؤقت يقابله ميزات يمكن لـ"قسد" الإستفادة منها. فالتنظيم يعتمد على شحنات الغذاء القادمة من مناطق "قسد" وبالتالي فالحصار سيؤثر عليه. كذلك، بامكان "قسد" زيادة الكثافة النارية والقصف بعدما تحررت من مسألة المدنيين في مناطق سيطرة التنظيم.

مصدر خاص قال لـ"المدن"، إن الهجوم جاء للضغط على مقاتلي التنظيم، ويمكن للهدنة أن تسري مجدداً في حال القبول بشروط "قسد"، أو محاولة الوصول لاتفاق جديد.

ويوجد في مناطق سيطرة التنظيم شرقي ديرالزور ما بين 300-500 معتقل على قيد الحياة، بينهم رهائن أجانب لم تُحدد هوياتهم. ومن شأن طي ملف جيوب التنظيم، بالعمل العسكري أو المفاوضات، كشف الغموض عن ملف المختفين قسرياً في سجون التنظيم.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024