ثمن الانفتاح العربي على الأسد: مواجهة "النفوذ التركي"؟

المدن - عرب وعالم

الأربعاء 2019/01/09
كشف مقال للصحافي البريطاني المتخصص في شؤون الشرق الأوسط ديفيد هيرست في موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، عن تفاصيل اجتماع أمني رباعي جمع مدير الموساد الإسرائيلي، بقادة استخبارات السعودية والإمارات ومصر، ناقش سبل تقليص نفوذ تركيا في الإقليم، وإعادة تأهيل نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وعُقد اللقاء الأمني في كانون الأول/ ديسمبر في عاصمة خليجية. وأعدت الخطة بالتعاون مع رئيس الموساد يوسي كوهين، الذي شارك في اللقاء، للترحيب بعودة الرئيس السوري إلى جامعة الدول العربية، بهدف تهميش النفوذ الإقليمي لتركيا وإيران.

وجاء اللقاء رداً على ما وصف بالبرود في العلاقات بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرياض، منذ جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي، خاصة بعد أن أخبر مسؤولو المخابرات في هذه الدول أن "ترامب فعل ما يستطيع، وأنه لن يفعل أكثر".

كما اتفق المسؤولون في اللقاء على اعتبار تركيا، لا إيران، الخصم العسكري الرئيسي في المنطقة، وناقشوا خططاً الهدف منها مواجهة "النفوذ التركي".

وخلال اللقاء، قال المسؤولون الإسرائيليون إنه بالإمكان احتواء إيران عسكرياً، أما تركيا فلديها قدرات أكبر بكثير. ونقل عن كوهين أثناء الاجتماع قوله: "إن القوة الإيرانية هشة، أما مصدر التهديد الحقيقي فيأتي من تركيا".

واتفق المشاركون في اللقاء على أربعة إجراءات: أولها مساعدة ترامب في مساعيه لسحب 14 ألفا من قوات بلاده من أفغانستان، وإثر ذلك عقد لقاء بين حركة طالبان ومسؤولين أميركيين في أبو ظبي.

والإجراء الثاني يهدف للتحكم بسنّة العراق، أي لبذل جهود لتقليص نفوذ تركيا داخل "تحالف المحور الوطني"، أكبر كتلة برلمانية من السنة في البرلمان العراقي، ويظهر ذلك من خلال الزيارة التي قام بها رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي إلى الرياض قبل شهر. والتقى الحلبوسي السفير السعودي السابق في العراق ثامر السبهان، الذي خيّره بين تقليص نفوذ تركيا في "تحالف المحور الوطني"، أو الانسحاب منه تماماً.

والإجراء الثالث هو السعي لإعادة العلاقات الديبلوماسية الكاملة بين الدول العربية الثلاث ونظام الأسد، وناقش رؤساء أجهزة المخابرات في اجتماعهم الرسالة التي أرادوا إيصالها إلى الرئيس السوري. وتحدث هيرست عن كثير من التفاصيل التي اتُبعت، ومنها وصول الرئيس السوداني عمر البشير إلى دمشق، وزيارة نائب رئيس المخابرات الإماراتية علي الشامسي إلى سوريا، وإعلان بلاده إعادة فتح سفارتها هناك، كما أعلنت البحرين أنها ستفتح بعثتها الديبلوماسية في دمشق.

ووافق المجتمعون على السياسة التي تقضي بالسعي إلى تمكين الأسد، على أن تتواصل معه إسرائيل عبر رجال أعمال سوريين: مسيحيين وعلويين، كوسطاء.

أما عن زيارة رئيس مكتب الأمن الوطني اللواء علي مملوك إلى القاهرة، فتقول المصادر إن مصر ستطلب من الحكومة السورية الإعلان أن أعداءها الرئيسيين هم: تركيا وقطر والإخوان المسلمين، مقابل إعادة العلاقات الكاملة معها. وتتضمن المبادرات تجاه الأسد تحديد مسار عودة نظامه إلى جامعة الدول العربية، ودعم الدول العربية لدمشق في معارضة الوجود العسكري التركي في شمال سوريا.

والإجراء الرابع الذي تم الاتفاق عليه في اللقاء، هو دعم أكراد سوريا ضد المساعي التركية لطرد "وحدات حماية الشعب" الكردية من الحدود التركية.

ووافق رؤساء أجهزة المخابرات على تعزيز العلاقات مع حكومة إقليم كردستان العراق والحيلولة دون أي مصالحة مع أنقرة منذ إخفاق استفتاء الإقليم.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024