مهجرو حمص الشمالي: لم نجد خيمة!

المدن - عرب وعالم

الثلاثاء 2018/05/15
وصلت ليل الإثنين/الثلاثاء، الدفعة الخامسة من مهجري ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي، إلى مدينة إدلب عبر معبر قلعة المضيق الذي تسيطر عليه "جبهة تحرير سوريا"، بحسب مراسل "المدن" محمد أيوب.

وضمّت الدفعة الخامسة 54 حافلة وأكثر من 60 سيارة خاصة، تقل أكثر من 3400 مُهجّر من مدينة الرستن، أغلبهم من مقاتلي "حركة تحرير وطن" وبعض الفصائل المستقلة، وعوائلهم. كما ضمّت عدداً كبير من المدنيين رافضي "التسوية" مع النظام.

ويعاني مهجرو ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي ظروفاً استثنائية بعد وصولهم إلى الشمال السوري، بسبب عدم توفر مراكز الايواء في مدينتي جرابلس وادلب، الوجهتين المتفق عليهما في اتفاق "المصالحة" مع الجانب الروسي. الأحوال الجوية الماطرة زادت معاناة المهجّرين.

وقد تم ايقاف القافلة الأخيرة على المعبر إلى مناطق المعارضة في الشمال السوري، لساعات طويلة، بسبب سوء التنسيق بين الجانب الروسي والجانب التركي. وذكر بعض المهجرين الذين يستقلون سياراتهم الخاصة، لـ"المدن"، أنهم غادروا المعبر بسبب عدم ادخال القافلة الى مراكز ايواء، وانتشروا مع الكثير من العوائل وبشكل إفرادي في مدينة إدلب وريفها، بحثاً عن منزل أو سكن لدى أقاربهم ومعارفهم. وكان الكثيرون من أهالي ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي، قد فروا من الحصار، عبر طرق التهريب، إلى محافظة إدلب.

أبو سعيد، أحد المُهجّرين في الدفعة الخامسة، برفقة أطفاله ووالدته وأبناء أخيه، قال لـ"المدن": "أنا المعيل الوحيد لكل هذه العائلة، وأعمل بائع خضروات، لكنني لا أقبل العيش في كنف الاسد ولا اثق بنظامه، وأنا متأكد انه سيقوم باعتقالي لأسباب بسيطة"، وتابع: "اخترت التهجير على ان ابقى واعيش في ذل وقهر".

أبو سعيد الذي عانى بمرارة مع عائلته أثار الحصار الذي دام 6 سنوات على مدينة الرستن، وعايش نقص المواد الغذائية والمحروقات، في ظل القصف الذي لا يهدأ، قال: "ألم كل هذه السنوات لم يعادل لحظة ركوبي مع اطفالي واهلي في الحافلة، التي ستأخذني إلى مصير أجهله"، وما زاد من تلك المعاناة "الذل والاهانة التي تعرضنا لها على الطريق إلى المناطق المحررة ضمن مناطق سيطرة النظام". أبو سعيد اعتبر ذلك "أقسى بكثير من وقع البراميل التي كان النظام يلقيها على منازلنا".

لحظة وصول أبو سعيد وعائلته الكبيرة إلى الشمال السوري كانت صادمة لهم: "لم نجد على الأقل خيمة نحتمي فيها من الأمطار الغزيرة التي تنهمر فوق رؤوسنا، فقبلت مساعدة بعض عناصر الجيش الحر في المنطقة لنقلي وعائلتي إلى قرية في ريف عفرين لنسكن في منزل مدمر جزئياً، من دون مساعدة المنظمات الإنسانية والإغاثية، منتظرين أياماً مجهولة".

أغلب مهجري الريفين، سلكوا الطريق الذي سلكه أبو سعيد، إذ تم نقلهم وعائلاتهم إلى قرى مهجورة في ريف إدلب، من دون تسجيل أسمائهم لدى المنظمات الإغاثية، التي تبذل اقصى ما في وسعها في ظل عجز كبير عن تغطية احتياجات الأعداد الهائلة.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024