هل تنجح "غصن الزيتون" بإجبار "الوحدات" على تسليم عفرين؟

عدنان الحسين

الأحد 2018/01/21

سيطرت فصائل الجيش الحر على قرية شنكال، وقرى أخرى في ناحية راجو شمال غربي عفرين، بعد اقتحامها بإسناد من الجيش التركي. وتهدف الفصائل لجعل المنطقة منطلق عمليات متقدمة للإطباق على عفرين.

وبدأت فصائل المعارضة، والقوات الخاصة التركية، بالانتشار والتحرك البري باتجاه مدينة عفرين من ثلاثة محاور؛ بداية من ريف حلب الشمالي باتجاه مرعناز وتل رفعت ومنغ ومطارها، وكذلك من جهة الحدود التركية باتجاه قرية بلبل شمال عفرين، ومن ريف حلب الغربي باتجاه جنديريس ومحيطها.

وتأتي التحركات البرية بعد أن شنت المقاتلات الجوية التركية، منذ الإعلان عن انطلاق عملية "غصن الزيتون"، أكثر من 150 غارة جوية على مواقع "وحدات حماية الشعب" الكردية، الذراع العسكرية لحزب "الاتحاد الديموقراطي" الكردي، كما ترافقت الغارات الجوية مع قصف مدفعي مكثف، استهدف معظم مواقع الوحدات في شرق وغرب وشمال عفرين.

ونتج عن القصف خسائر عسكرية ومادية كبيرة، حيث خسرت "الوحدات" حاجز الغزاوية، وهو أحد أكبر الحواجز في محيط عفرين، بالإضافة إلى معسكر قيبار، وكتيبة تل عجار، ورتلٍ عسكري كان متوجها لنقطة جبل برصايا المطل على مدينة إعزاز السورية وكلس التركية.

ونتيجة للخسائر، ردت "الوحدات" بقصف مدينة أعزاز الخاضعة لسيطرة المعارضة بشكل عشوائي، ما خلف أضراراً مادية، كما قصف مدينة كلس التركية بقذائف مدفعية أدت لإصابات بين المدنيين الأتراك، لترد المدفعية التركية بقصف مكثف على نقاط "الوحدات" في المدينة وريفها.

ودخلت بعد منتصف ليل السبت، تعزيزات إضافية للجيش التركي من معبر باب السلامة، مؤلفة من دبابات ومدفعية ثقيلة ومعدات عسكرية ولوجستية تمركزت بقاعدة كلجبرين العسكرية.

ومن المقرر أن تكون وجهة فصائل "الجيش الحر" الأولى استعادة السيطرة على قرى وبلدات تل رفعت ومنغ وعين دقنة ومرعناز ومريمين والمالكية، من جهة ريف حلب الشمالي، وقد وصلت تعزيزات إضافية، الأحد، للفصائل على الشريط الحدودي حيث من المتوقع أن تتقدم للسيطرة على تلك المواقع من ناحية شيخ الحديد.

أما من ريف حلب الغربي، والذي يبدو الجبهة العسكرية الأبرد، وذلك لطبيعة المنطقة الجبلية وتفاوت مناطق السيطرة، من المقرر أن يتولى "فيلق الشام"، وحركة "نور الدين زنكي" الهجوم على مواقع "الوحدات" في محيط قلعة سمعان، ومن جهة جبل الشيخ عقيل للوصول لناحية جنديرس والسيطرة عليها.

ويشارك في العملية نحو 500 مقاتل كردي، موزعين على فصائل "الجيش الحر" المشاركة في عملية "غصن الزيتون"، كما تشارك في المعارك "كتيبة أزادي" ضمن فصيل "جيش النخبة" التابع لـ"الجيش الوطني"، ودفعت بكل مقاتليها باتجاه مدينة عفرين، وذلك بهدف تطمين المدنيين بأن المعركة موجهة ضد "الوحدات".

وبحسب مصادر مطلعة، فإن الخطة تهدف لإجبار "الوحدات" على تسليم المدينة لفصائل "الجيش الحر"، وفصائل كردية تشارك في العملية، وذلك لتجنيب المدينة حرباً واسعة تؤدي لخسائر لا يمكن توقعها. كما أن تركيا تطمح لتخديم المدينة وريفها بشكل كبير بعد السيطرة عليها، ما سيسمح لها بربط مناطق المعارضة في ريف حلب الشمالي والغربي ببعضها، وإزالة أي تهديدات لها على الحدود.

ودفعت تركيا بفصائل معينة، لتكون أول الداخلين برياً إلى عفرين، وخاصة تلك التي تضم في صفوفها مقاتلين أكراد، مثل "جيش النخبة"، و"مجلس مارع العسكري"، و"الجبهة الشامية"، وحركة "أحرار الشام" و"جيش المناصر بالله"، و"جيش الأحفاد"، فيما ستكون مهمة الجيش التركي تقديم الدعم العسكري عبر الآليات الثقيلة والتغطية الجوية والمدفعية والدعم اللوجستي، في حين قالت مصادر محلية، لـ"المدن"، إن تعزيزات عسكرية وصلت من حي الشيخ مقصود في حلب، إلى مدينة عفرين، لمساندة الوحدات.

في المقابل، قتل عشرة أشخاص، بينهم 7 مدنيين، في القصف التركي على مدينة عفرين، وفق ما أفاد بيروسك هاساكا، المتحدث باسم "وحدات حماية الشعب". وأوضح "حصيلة شهدائنا أمس (السبت) عشرة أشخاص هم سبعة مدنيين، بالاضافة الى مقاتلتين اثنتين من وحدات حماية المرأة الكردية، ومقاتل من وحدات حماية الشعب الكردية".

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024