كورونا سوريا:الاصابات في الشمال قد تتخطى المليون

المدن - عرب وعالم

السبت 2020/03/21
حتى الساعة لم يتم الإعلان رسمياً عن أي حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد في سوريا على ضفتي النظام والمعارضة رغم الوضع السيئ في الجهتين.

وأكدت مديرية الصحة في مدينة عفرين السورية، وفاة مريض في أحد مستشفيات المدينة الواقعة بريف حلب الشمالي، وأنه مشتبه في أن تكون وفاته بسبب إصابته بفيروس كورونا.

وقال مدير المكتب الطبي في عفرين، الطبيب أحمد حاجي حسن، لوسائل إعلام محلية، إن "المتوفى كان يبلغ من العمر 55 سنة، وكان يعاني من نزلة تنفسية وسعال حين حضر إلى المشفى بعد شعوره بارتفاع حرارة جسده، لكنه توفي بعد أخذ عيّنة دم، وإرسالها إلى تركيا، وما زلنا بانتظار وصول تأكيد أو نفي حول إصابته بالفيروس من عدمه".

وأوضح الحسن أنه "إذا تأكد تسجيل إصابة في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، سيتبع ذلك عشرات الإصابات في مناطق عديدة، خصوصاً في مخيمات النازحين".

وأصدرت نقابة "أطباء الشمال المحرّر" بياناً أكدت فيه إغلاق المدارس والجامعات التي لا تزال مفتوحة، وإغلاق المقاهي والمطاعم باستثناء شراء الوجبات لتناولها خارج المطاعم، وإيقاف صلاة الجماعة والزيارات الاجتماعية، والسفر غير الضروري.

ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريراً أشارت فيه الى إن هناك مليون نازح يعيشون في الشمال الغربي لسوريا في خيام مقامة على الطين أو بنايات مهجورة، لافتة إلى أن إنتشار وباء كورونا قد يتسبب بكوارث في المنطقة المدمرة أصلاً.

وقالت الصحيفة: "طبعا يمكنك أن تنسى غسل الأيدي وإبقاء مسافة اجتماعية، وهو ما تنصح به السلطات الصحية في أنحاء العالم، لكن في المخيمات، هناك القليل من الماء إن وجد، وقد يصل عدد من يعيشون في خيمة واحدة إلى 12 شخصاً".

وذكرت الصحيفة أن الأطباء السوريين يعتقدون أن الفيروس دخل إلى المخيمات، حيث الوفيات والأمراض تحمل سمات التفشي، لكن رد الفعل الدولي كان بطيئاً أو منعدماً، بحسب أكثر من 12 خبيراً وأطباء سوريين، مشيرة إلى أن "منظمة الصحة العالمية لم توصل معدات الفحص اللازمة لفيروس كورونا للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة، بالرغم من أنها أوصلت أول دفعة للحكومة السورية قبل أكثر من شهر".

وقال مدير مستشفيات الجمعية الطبية السورية الأميركية في المنطقة محمد غالب التناري: "نحن لدينا حالياً حالات متشابهة وتوفي لدينا بعض الأشخاص، ولا نستطيع التأكد إن كانت هذه حالات كورونا أم لا".

وأشارت الصحيفة إلى أن الأطباء في المنطقة يقدرون بأن حوالي مليون قد يصابون بالفيروس في محافظة إدلب، وأن حوالي 100 إلى 120 ألف منهم سيموتون، وأن 10 آلاف سيحتاجون المساعدة بأجهزة التنفس، لافتة إلى أن هناك 153 جهاز تنفس في المحافظة الآن.

وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في سوريا نعمة سعيد عبد ل"رويترز"، إن "عدداً كبيراً من السكان مهددون في مخيمات اللاجئين والمناطق العشوائية على مشارف المناطق الحضرية الكبيرة". وأضاف "إذا أخذنا السيناريو الذي حدث في الصين أو حتى إيران، فإننا نتوقع إكتشاف عدد كبير من الحالات، ونحن نستعد وفقاً لذلك".

بدورها قالت مسؤولة الشؤون السياسية في الأمم المتحدة روزماري ديكارلو ل"رويترز"، إنها "سمعت من مصادر على الأرض عن احتمال أن يترك فيروس كورونا أثراً مدمراً في سوريا".

ويبدو أن المناطق التي يديرها الأكراد غير مقتنعة أيضاً بإجراءات النظام، وقال رئيس المجلس المدني لمحافظة دير الزور غسان اليوسف إنهم "اتخذوا قراراً بإغلاق كل المعابر مع المناطق الخاضعة لسيطرة النظام"، مشيراً إلى مخاوف من انتقال الفيروس من المنطقة التي تسيطرعليها الحكومة غربي نهر الفرات خاصة الخاضعة لسيطرة المليشيات الشيعية وتدعمها إيران وينتمي أفرادها لبلدان يتفشى بها الفيروس".

ومنعت الإدارة الكردية الانتقالات بين البلدات الواقعة في المنطقة اعتباراً من السبت كما يبدأ حظر تجول من الاثنين.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024