عفرين في قبضة "غصن الزيتون".. ومنبج هدف مقبل

عدنان الحسين

الأحد 2018/03/18

تمكنت فصائل الجيش الحر، مدعومة بقوات من الجيش التركي، من السيطرة على مدينة عفرين بشكل كامل، الأحد، لتتحق بذلك أبرز أهداف عملية "غصن الزيتون"، التي أطلقتها تركيا لطرد "وحدات حماية الشعب" الكردية في 20 كانون الثاني.

قوات الجيش الحر بدأت عملية دخول أحياء مدينة عفرين ليل السبت-الأحد من الجهتين، الشرقية والشرقية الشمالية، ومن الجهة الغربية، وسيطرت على شارع الفيلات والمركز الثقافي ثم بدأت تتوغل في الأحياء الأخرى.


وفي ساعات الفجر، توغلت قوات الجيش الحر بإسناد من قوات خاصة تركية داخل الأحياء، وسيطرت على الكاراج القديم، وأحياء الأشرفية، والجميلية، بعد مقاومة من "الوحدات الكردية".


"الوحدات" أبدت مقاومة بداية توغل فصائل الجيش الحر والجيش التركي، إلا أنها انسحبت في وقت لاحق بين صفوف المدنيين النازحين من المدينة باتجاه مناطق النظام ومدينة رفعت والقرى المحيطة بها.


وخسرت "الوحدات" نحو 70 عنصراً داخل أحياء المدينة وفي محيطها، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وبدأت فصائل الجيش الحر تمشيط الأحياء وسيطرت على مركز المدينة ومداخلها، ثم دخلت قوات إضافية بهدف تمشيط كامل المدينة خشية وجود أنفاق او محاولة عملية التفاف.


خسارة "الوحدات الكردية" لمركز عفرين جاء نتيجة خطة محكمة وضعتها القوات الخاصة التركية، بمشاركة فصائل الجيش الحر، من خلال التقدم عبر مجموعات على محاور عديدة وبشكل مكثف، بهدف تشتيت القوات المدافعة عن المدينة. كما استعملت القوات المهاجمة تكتيك الهجوم الليلي الصامت عبر استخدام الأسلحة المتطورة كالمناظير الحرارية والإغارة السريعة على مواقع "الوحدات".


وكان للأعداد الكبيرة للقوات المهاجمة، بمساندة طائرات بدون طيار، الدور الكبير في التقدم السريع وإجبار "الوحدات" على الانسحاب من المواقع التي تم تحصينها في المدينة.


ومنعت الطائرات التركية من دون طيار "الوحدات" من إخراج أي أسلحة متوسطة أو ثقيلة، من خلال رصدها كل الخارجين من المدينة.


وفي أعقاب سيطرتهم على المدينة، اكتشف الجيش الحر والقوات التركية مستودعات ضخمة، وأنفاق كبيرة، تحتوي على أسلحة بينها مضادات دروع، ومضادات للطائرات.


المقدم محمد الحمادين قال، لـ"المدن"، إن مدينة عفرين تحتوي على شبكة ألغام معقدة زرعتها "وحدات حماية الشعب" بين الأحياء السكنية، كما أكد على وجود شبكة انفاق كبيرة لم يتم تمشيطها بعد.


وأصيب عدد من المدنيين ومقاتلي الجيش الحر إثر انفجار ألغام، كانت "الوحدات" قد زرعتها داخل منازل المدنيين قبل انسحابها نقلوا على اثرها للمشافي التركية.


الحمادين أكد أن المرحلة المقبلة هي مطاردة "الوحدات" في القرى المتبقية، والتوجه إلى تل رفعت والقرى المحيطة بها ومن ثم التوجه إلى منبج لضمها إلى قائمة المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش الحر.


من جهة ثانية، استمرت قوات الجيش الحر في التقدم في محيط مدينة عفرين، وسيطرت على ناحية معبطلي بشكل كامل، وعلى قرى كمروك ومعسكر حج محسنلي وولاد العرب وخليل أوشاغي، ومعسكرات داغ أوشاغي في الجهة الغربية الشمالية، والغربية الشمالية لمدينة عفرين.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024