بومبيو من القاهرة: أي انسحاب أميركي تعقبه الفوضى

المدن - عرب وعالم

الجمعة 2019/01/11
أعلن وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو، الخميس، في القاهرة، أن بلاده ستواصل العمل من خلال "الديبلوماسية" مع حلفائها من أجل طرد آخر جندي إيراني من سوريا حتى بعد انسحاب الجنود الأميركيين من البلاد.

وقال بومبيو، في خطاب له بالجامعة الأميركية بالعاصمة المصرية القاهرة، الخميس، إن "الواجب يقتضي أن نواجه آيات الله، لا أن نحتويهم"، مؤكداً أن "العقوبات على إيران لم يكن يجب أن ترفع أبدا، ولا يجب أن يكون هناك أي وسيلة للتعاون مع إيران".

وكشف أن دول المنطقة تتعاون مع واشنطن لمنع انتشار النفوذ الإيراني في المنطقة، مشيراً إلى أن إدارة الرئيس دونالد ترمب، تعمل على تأسيس تحالف يشمل مصر والأردن ودول الخليج، داعياً قادة هذه الدول إلى "التفكير في الخطوات التالية بهذا الاتجاه والمزيد من التعاون لتعزيزه". وقال: "نعمل على نسج علاقات استراتيجية بالمنطقة، لمواجهة التهديدات الأبرز وتعزيز التنسيق الاقتصادي".

ودعا دول الشرق الأوسط إلى تجاوز "الخصومات القديمة" لمواجهة إيران. وحذر بومبيو من أن "طموحات إيران لا تقتصر على الشرق الأوسط"، داعيا كل الدول إلى التعاون من أجل التصدي للنهج الإيران.

وذكّر بأن "كل دول العالم أوقفت شراء النفط الإيراني بفضل العقوبات الأميركية". كما اعتبر أن الولايات المتحدة "لن تقبل بالوضع الحالي الذي يمر به لبنان بسبب حزب الله"، وقيامه بنشر صواريخ موجهة بصورة مباشرة إلى إسرائيل، مضيفاً: "لن نوقف جهودنا لمواجهة أنشطة إيران التخريبية في المنطقة ونشاطات أذرعها ومنها حزب الله الذي يخرق كافة القرارات الدولية".

وانتقد بومبيو خطاب الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، في القاهرة في العام 2009، مؤكداً أن إدارته أخطأت في قراءة التاريخ ما أثّر بصورة سلبية على حياة مئات الملايين في مصر وجميع أنحاء المنطقة. وانتقد بومبيو إرث أوباما، مؤكداً أن الإدارة الحالية أعادت الولايات المتحدة بقوة إلى الساحة الدولية و"لن تخرج من المنطقة قبل دحر الإرهاب".
واعتبر أن "أميركا غابت عن الشرق الأوسط لوقت طويل، وغابت عن تطورات المنطقة منذ 2009"، مضيفا أن "ترامب أعاد الدور الأميركي لهذه المنطقة".

وعن سوريا، ذكّر بومبيو بأن الولايات المتحدة قصفت بالصواريخ نظام الأسد في سوريا، وتتمنى ألا تضطر لإعادة القصف مجددا، مضيفاً أن "واشنطن تعلمت أن أي انسحاب للولايات المتحدة تعقبه فوضى في المنطقة". وأكد أن سحب قوات بلاده من سوريا لن يؤثر في التزام الولايات المتحدة بمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية"، كما "لن يؤثر في معركتنا ضد الإرهاب".
وتابع بومبيو أن "الملايين في العراق وسوريا يعيشون حياة طبيعية مع تراجع داعش"، مؤكدا أن "السعودية ودول الخليج تبرعوا بكل كرم للاجئين في سوريا".

وأضاف أن الولايات المتحدة "قوة خير" في الشرق الأوسط، وتحل الفوضى بانسحابها، داعياً دول المنطقة إلى بذل مزيد من الجهد في التصدي لخطر "داعش"، وخاصة أن قيادات سابقة لم تقدر خطر التشدد في المنطقة العربية، وأساءت تقدير "وحشية" التشدد الإسلامي. وتابع بومبيو: "الولايات المتحدة واجهت الحقيقة القبيحة للإسلام المتشدد خلال 24 شهراً". وأضاف أن "داعش وصل للعراق بسبب تردد الولايات المتحدة".

وزاد: "الولايات المتحدة أخطأت حين وجهت حديثها إلى مسلمي الشرق الأوسط وحدهم، وقوضت فكرة الأمة الدولة. والاتفاق النووي الإيراني كان نتيجة الرغبة في تحقيق السلام بأي ثمن"، مواصلاً "عصر العار الأميركي والسياسات التي أتت معه انتهت. ونحن نأتي بدعوة من الدولة نفسها، وبعد انتهاء المهمة نغادر، كما حدث مع عشرات الآلاف من الجنود في العراق".

وتعهد بومبيو من جهة أخرى بأن تواصل واشنطن العمل على أن "تحتفظ إسرائيل بالقدرات العسكرية" التي تمكنها من "الدفاع عن نفسها ضد نزعة المغامرة العدوانية للنظام الإيراني".

وكان بومبيو، قد التقى صباح الخميس، الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، في قصر الرئاسة في القاهرة.ويقوم بومبيو بجولة عربية تشمل الأردن والسعودية ومصر وقطر والعراق والإمارات والبحرين وعمان والكويت.

وكان بومبيو قد وصل، مساء الاربعاء، الى العاصمة المصرية عقب زيارة خاطفة وغير معلنة للعراق هدفت الى طمأنة حلفاء واشنطن إزاء الدعم في الحرب ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" رغم إعلان انسحاب القوات الأميركية من سوريا.

وأعلن وزير الخارجية المصرية سامح شكري، في مؤتمر صحافي مع نظيره الأميركي، عن اجتماع بصيغة 2+2 (وزيرا الدفاع والخارجية) بين بلاده والولايات المتحدة، قبل نهاية 2019 (من دون تحديد موعد)، لمناقشة التعاون الاستراتيجي وتطورات الأوضاع في المنطقة.

قال بومبيو في المؤتمر: "واشنطن ستظل شريكاً راسخاً في الشرق الأوسط، ومن الممكن أن تسحب قواتها من سورية، وأن تستمر أيضاً في حملة محاربة داعش". وأضاف: "سنقوم بذلك بطريقة ما، وبشكل مختلف في سورية. لقد قرر الرئيس ترامب سحب قواتنا. حسناً، سنفعل ذلك".
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024