الغوطة الشرقية: لواء "الأشعري" ينشق عن "فيلق الرحمن"

عمار حمو

الأربعاء 2016/10/26
شهدت الغوطة الشرقية ولادة تشكيل عسكري جديد باسم "ألوية المجد"، الثلاثاء، بالتزامن مع إعلان "لواء أبو موسى الأشعري" فكّ ارتباطه بـ"فيلق الرحمن". "لواء الأشعري" برر ذلك بأنه نتيجة "خلافات على مستوى القيادة بما يخص الاقتتال الداخلي وسقوط مدن وبلدات الغوطة" بيد مليشيات النظام، وفق ما ذكره بيان صادر عنه. واتخذ "لواء أبو موسى الأشعري" من بلدة حمورية، موقعاً لإعلان فك إرتباطه بـ"فيلق الرحمن"، ولإعلان تشكيل "ألوية المجد".

وكان "لواء أبو موسى الأشعري" قد اندمج مع "لواء البراء"، في العام 2014، وشكلا سوية "فيلق الرحمن". وكان قائد "فيلق الرحمن" عبد الناصر شمير أبو النصر، المنشق عن قوات النظام، قد شكّل "لواء البراء" في نيسان/إبريل 2012.

بدوره، "فيلق الرحمن" أصدر بياناً يرد فيه على فكّ الارتباط، ويوضح أنه، بحسب وصفه، "خروج بعض العناصر المطلوبة لقضاء الفيلق". وقال البيان إن إعلان الانشقاق باسم "لواء أبي موسى الأشعري" جاء بعد محاولة اغتيال تعرضت لها قيادة "فيلق الرحمن" في أحد المقرات في بلدة حمورية، وتبيّن فيها تورط بعض العناصر المنتسبين لـ"الفيلق"، وبعد ضغط لتسليم المتورطين، أصدروا بياناً بإعلان انشقاقهم.

وفي حين روّجت بعض وسائل الإعلام أن "لواء أبو موسى الأشعري"، المنشق عن "فيلق الرحمن"، يُشكل أكثر من نصف تعداد "الفيلق"، ويُعدّ انشقاقه ضربة قاسمة لقيادة "الفيلق"، إلا أن الناطق الرسمي لـ"فيلق الرحمن" وائل علوان، قال لـ"المدن"، إن عدد عناصر "لواء أبو موسى الأشعري" لا يتجاوز 200 مقاتل، وقادته معزولون من القيادة، ولكن توقيت إعلان انشقاقهم له مآرب أخرى.

علوان اعتبر أن "العناصر المنشقين عن الفيلق والمشكلين لألوية المجد لا يؤثرون على فيلق الرحمن البالغ تعداده 9 آلاف مقاتل، 7 آلاف منهم في الغوطة الشرقية على أقل تقدير".
مصدر محلي قال لـ"المدن"، إن عناصر "أبو موسى الأشعري" لا يتجاوزون 750 شخصاً، ويقتصر تأثير انشقاقهم على الجانب السياسي والإعلامي لـ"الفيلق"، من دون أن يؤثر ذلك على قوته العسكرية.

مصدر آخر من "فيلق الرحمن" أشار في حديثه لـ"المدن"، إلى وجود جهات تدعم المجموعة التي أعلنت انشقاقها وساهمت في تأسيس "ألوية المجد"، وهدفها خلق فتنة داخل "الفيلق" وزعزعته. وأوضح أن "ألوية المجد" لا يتجاوز عدد عناصرها 150 مقاتلاً.

إعلان "ألوية المجد" كفصيل جديد في الغوطة الشرقية أثار جملة من التناقضات، خصوصاً وأن إعلان التشكيل قوبل بترحيب من بعض الشخصيات الإعلامية والثورية المشاركة في الحراك الشعبي المطالب بتوحيد فصائل الغوطة الشرقية. وذلك رغم أن "القيادة العسكرية الموحدة" في الغوطة الشرقية، والتي ضمّت حين شُكّلت في العام 2014 كلاً من "جيش الإسلام" و"فيلق الرحمن" و"الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام"، كانت قد أصدرت قراراً في شباط/ فبراير 2015، يمنع تشكيل أي فصيل عسكري جديد، ويتوعد باستئصاله مباشرة وبشكل كامل من دون أي إنذار.

التطورات المتسارعة في الساحة العسكرية للغوطة الشرقية جاءت بعد يوم واحد على صدور بيانين من "جيش الإسلام" و"فيلق الرحمن"، يشيران إلى نزولهما عند رغبات الشارع والاستجابة لمطالبه، واستعداد كل طرف منهما للجلوس مع الآخر، والموافقة على تشكيل "غرفة العمليات المشتركة"، ورفع الحواجز في الغوطة الشرقية وإزالة السواتر الترابية. وجاء البيانان بعد موجة غليان شعبي نتيجة التراجع العسكري لفصائل الغوطة، وإحراز مليشيات النظام مزيداً من التقدم، ووقوع مدينة دوما تحت التهديد المباشر.

لكن انشقاق "لواء أبو موسى الأشعري" وولادة فصيل جديد في الغوطة الشرقية، قد تؤجج الخلافات بين فصائل الغوطة وتزيد من انقسامات الشارع، لا سيما أن "ألوية المجد" أعلنت أن باكورة أعمالها هو جهد مشترك مع "جيش الإسلام" على جبهة تل كردي.

مصدر محلي قال لـ"المدن"، إنه ورغم أن "جيش الإسلام" لم يعلق رسمياً، على عملية الانشقاق، وأن "ألوية المجد" لم تعلن دخولها تحت راية "جيش الإسلام"، إلا أن توقيت ما يحدث، والترحيب من أشخاص مقربين من "الجيش" بما حدث هو مؤشر على وجود علاقة للأمر بـ"جيش الإسلام".

مصادر محلية أكدت لـ"المدن" أن انشقاق "الأشعري" كان قد تمّ فعلياً قبل شهرين، إلا أن الإعلان عنه تأخر حتى الثلاثاء بالتزامن مع إعلان تشكيل "ألوية المجد". ويرى البعض أن ما حصل هو إضعاف لـ"فيلق الرحمن"، قد يُستغل لصالح "جيش الإسلام" الذي سبق وقضى على "جيش الأمة" بتهمة "الفساد" مطلع العام 2015. وكان القائد السابق لـ"جيش الإسلام" زهران علوش، قد صرّح بعدم السماح بوجود "رأسين" في الغوطة الشرقية.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024