"مشايخ الكرامة" لوفد روسي: النظام مسؤول عن مجزرة "داعش"

يامن الشوفي

الإثنين 2018/08/13
حمّلت "حركة رجال الكرامة" النظام السوري المسؤولية عن هجمات تنظيم "الدولة الإسلامية" على محافظة السويداء، خلال اجتماع عُقد مع وفد روسي في منزل قائد "الحركة"، رُفضت فيه مُجدداً المُقترحات الروسية التي قيل إنها تأتي في إطار محاولة إطلاق سراح المُختطفين الدروز لدى "داعش".

وكان المسؤول عن تشكيل "الفيلق الخامس/اقتحام" في السويداء عماد العقباني، قد وصل الخميس، مبعوثاً من الجانب الروسي إلى بلدة نمرة شمال شرقي السويداء، والتقى فيها أمين الفرقة الحزبية وبعض وجهاء المنطقة، مطالباً بحضور ممثل عن "حركة رجال الكرامة". واستدعي إلى الاجتماع قائد "بيرق سيف الولي" من أبناء البلدة.

العقباني قال خلال الاجتماع إن الروس توصلوا الى اتفاق يقضي بنقل العالقين من عشائر البدو في ريف المحافظة الشمالي الشرقي، الذين نزحوا من بادية السويداء بعد التصعيد العسكري الأخير، إلى محافظة درعا، موضحاً أن النظام وافق أيضاً على الاقتراح، وتبقى موافقة الفصائل المحلية. ممثل "رجال الكرامة" قال إن قيادة "الحركة" ترفض أي اتفاقات من هذا النوع.

هذا الرفض لفت انتباه الروس مجدداً لـ"حركة رجال الكرامة". فوصل وفد من الضباط الروس إلى مدينة السويداء، السبت، وعقد اجتماعاً مع مشيخة عقل الطائفة، لبحث قضية مختطفي السويداء لدى تنظيم "داعش"، ونقل العالقين من العشائر إلى درعا، وطالب خلال الاجتماع بلقاء قائد "حركة رجال الكرامة" الشيخ يحيى الحجار. وحاول شيخ العقل حمود الحناوي استدعاء الحجار للاجتماع، باتصال هاتفي، لكنه رفض الحضور. فقرر الوفد الروسي زيارة الحجار في منزله في قرية شنيرة جنوبي المحافظة. واتصل عماد العقباني الذي يرافق الوفود الروسية في المحافظة، بالحجار، وأبلغه أن الوفد في طريقه إلى شنيرة، ليستقبلهم الحجار برفقة بعض قيادات "الحركة" في منزله خلال ساعات المساء.

وطلب الجانب الروسي مجدداً خلال الاجتماع موافقة "رجال الكرامة" على نقل ما يقارب 2000 مدني من عشائر بادية السويداء إلى محافظة درعا، نتيجة الظروف المآساوية التي حلّت بهم بعد العمليات العسكرية في بادية السويداء. لكن الحجار رفض الأمر وقال للوفد إن بعض أبناء العشائر متورطون مع تنظيم "داعش" في الهجمات الأخيرة على محافظة السويداء، ويتوجب محاسبتهم، مؤكداً للوفد توفر معلومات للحركة عن تواجد مقربين من قيادات التنظيم بين أفراد العشائر العالقين في المنطقة، وبقاؤهم داخل المحافظة أي ضمن نفوذ الحركة يشكل ورقة ضغط على التنظيم ويمنعه من أذية مخطوفي السويداء لدى التنظيم.

وأكد الحجار خلال اللقاء أن قضية مختطفي السويداء هي الأولوية بالنسبة للحركة، وطالب من الروس وجميع الأطراف التي تدعي محاربة الإرهاب على رأسهم النظام بالسعي لإطلاق سراحهم، محملاً النظام مسؤولية الأحداث الأخيرة من نقل "دواعش" مخيم اليرموك إلى بادية السويداء وانسحاب قوات النظام من البادية قبل هجمات التنظيم بأيام، معتبراً أن النظام يجب أن يتحمل مسؤوليته في حماية المواطنين وإطلاق سراح المختطفين. ورغم محاولات الوفد الروسي إقناع الحجار، الموافقة على نقل العالقين، إلا أنه بقي متمسكاً بموقفه.

الوفد الروسي وجه دعوة للشيخ الحجار خلال اللقاء لحضور اجتماع سيعقد لاحقاً في العاصمة دمشق بحضور مسؤولين من قاعدة "حميميم" العسكرية وفعاليات اجتماعية وسياسية من محافظات درعا والقنيطرة والسويداء لبحث أوضاع المنطقة الجنوبية، لكن الحجار جدد رفضه حضور أي اجتماع حتى عودة الأطفال والنساء المختطفين لدى "داعش". وانتهى اللقاء بعد ساعتين من المباحثات دون الوصول للنتيجة التي كان يبحث الروس عنها.

وكان وفد روسي قد وصف "رجال الكرامة" في أول اجتماع له مع وجهاء ومشايخ العقل، نهاية حزيران/يونيو، بـ"المنظمة الإرهابية"، بحسب التقارير التي بحوزتهم، ويجب اتخاذ حلول أمنية ضدها أو عن طريق "المصالحات". الوجهاء ومشيخة العقل رفضوا هذه الصفة عن الحركة في الاجتماع وأكدوا أن الحماية الذاتية كانت دافعاً لهم ولغيرهم من أبناء المحافظة لحمل السلاح. وأثار ذلك الوصف استياء شخصيات درزية في لبنان وفلسطين.

ولا يزال مصير النساء والأطفال المختطفين لدى "الدواعش" مجهولاً، وسط تقدم سريع حققته مليشيات النظام في بادية السويداء، بعد ثمانية أيام من العمليات العسكرية، تمكنت خلالها من إطباق الحصار على تلال الصفا، أخر معاقل التنظيم في بادية السويداء. الدواعش تجنبوا المواجهات المباشرة، واكتفوا بعملية انتحارية واحدة وتفخيخ الطرقات ما أدى الى مقتل عشرة عناصر من قوات النظام والمليشيات. فيما بدأ الأخير قصفاً جوياً ومدفعياً مكثفاً على تلال الصفا تمهيداً لاقتحامها، تزامناً مع استمرار المفاوضات بين النظام والروس من طرف والدواعش من طرف أخر على المختطفين.

ويحاول التنظيم وقف هجمات النظام من خلال ملف المختطفين، وأرسل مقطعاً مصوراً إلى لجنة التفاوض في السويداء، الأحد، تحدثت فيه إحدى المختطفات عن ظروف سيئة يعانون منها نتيجة القصف، وقالت إن هذه الظروف أدت الى وفاة مولود مختطفة أخرى أنجبته قبل أيام، مطالبة بتحقيق مطالب التنظيم.

مصدر مقرب من المختطفين في قرية الشبكي قال لـ"المدن"، إن التنظيم توقف عن التواصل مع ذوي المختطفين بعد فتح قناة تفاوض مع النظام السوري والروس، ومع دروز من فلسطين ولبنان، موضحاً أن طلبات التنظيم "تعجيزية"، تارة يطالب إطلاق سراح جميع سجنائه لدى النظام، وانسحابه من البادية، أو بفدية مالية وصلت إلى 50 مليون دولار. المرة الأخيرة التي تواصل فيها التنظيم مع أهل القرية، كانت الخميس، عندما أبلغهم بوفاة زاهية الجباعي، مدعياً أن الوفاة نتيجة مضاعفات صحية.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024