"تحرير الشام":"لا دور للمنافقين بيننا"!

المدن - عرب وعالم

السبت 2019/01/12
يتمحور حديث أنصار "هيئة تحرير الشام" على شكل الإدارة العسكرية، وطريقة السيطرة المفترض تحقيقها في ادلب وما حولها، خلال الفترة المقبلة. ودعا قادة وشرعيون بارزون في "تحرير الشام" ما تبقى من فصائل المعارضة المسلحة إلى مشاركتها في الادارتين المدنية والعسكرية، بحسب مراسل "المدن" خالد الخطيب.

منظرو "تحرير الشام" من السوريين، كانوا أقل تشدداً في خطابهم الموجه للفصائل، واعتبروا أن المعركة الأخيرة كانت ضرورة، وما حصل من هيمنة واعتداء على الفصائل وحلها ليس تغلباً، وإنما ضرورة كان لا بد من تنفيذها في هذا الوقت. أنصار هذا الرأي قادة عسكريون وشرعيون أمثال "أبو الحارث الزبداني" و"الأسيف عبدالرحمن" و"أبو محمد السوري" و"أبو عبدالرحمن الشامي" و"أبو عبدالله الدمشقي". ودعا هؤلاء فصائل "الجبهة الوطنية للتحرير" إلى تغليب لغة العقل والمصلحة. بعض محددات الدعوة للمشاركة أكدها "أبو الحارث الزبداني": "أرجوا أن تتسع صدوركم لنا إن قسونا عليكم، لا يشارك منافقون فيما يحدث بيننا، ولا متنفعين لأن هؤلاء لا يخوضون معارك اعتقادية أو منهجية".

المنظرون والقادة المهاجرون في صفوف "تحرير الشام" كانوا أكثر تشدداً واشتراطاً في دعوتهم فصائل "الجبهة الوطنية" للمشاركة في الادارتين العسكرية والمدنية في ادلب. وتصدر هذا الرأي عضو مجلس الشورى المصري "أبو الفتح الفرغلي" الذي أكد أن الولاء لـ"تحرير الشام" ومشروعها، شرط لازم، وأن أنصار التبعية للمشاريع الديموقراطية والعلمانية لا مكان لهم حتماً.

أنصار "تحرير الشام" توسعوا في حملتهم الدعائية لجذب خصومهم، وشرحوا الأهداف الكبيرة التي يطمحون إلى تحقيقها. وعملياً، انضم كثير من أنصار التيار الجهادي، من مشايخ وشخصيات إسلاموية، إلى الحملة التي شملت توحيد الشعارات في المعرفات الشخصية والعامة في مواقع التواصل الاجتماعي باسم "عام الجماعة". وتضمنت الحملة نصائح وتصورات لشكل العلاقة بين غرفة عمليات "وحرض المؤمنين" و"الجبهة الوطنية" و"جيش العزة" و"تحرير الشام"، والعمل على رأب الصدع بينها. وشن أنصار الحملة هجوماً لاذعاً على منتقدي الحملة من منظري الحركات الإسلامية المناهضة لـ"تحرير الشام"، كحسن الدغيم، وعباس شريفة، وأبو صالح الحموي، والكويتي علي العرجاني، ووصفوهم بالعملاء للدول الأجنبية والتي يدعونها لقصف وتخريب ادلب.

ودعا أنصار "تحرير الشام" للإسراع في تشكيل وزارة حرب تتبع لـ"حكومة الإنقاذ" تشترك فيها القوى المسلحة، وجعلها مؤسسة عسكرية منظمة من حيث التقسيمات والإدارات التابعة لها، والتفكير جدياً في فرض التجنيد الاجباري في ادلب وما حولها من مناطق المعارضة المسلحة.
وواصل الجناح العسكري لـ"الهيئة"، و"حكومة الإنقاذ" التوسع، وتطبيق الاتفاقات مع الفصائل. في معرة النعمان في ريف ادلب، أصدرت قوى وفعاليات مدنية بياناً، عبرت فيه عن رفضها إقامة أي مقر عسكري لـ"تحرير الشام" داخل المدينة، ودعت للحفاظ على المؤسسات والمرافق العامة والموارد وإدارتها من قبل المجلس المحلي. وردّ أنصار "تحرير الشام" على البيان، بإتهام المسؤولين عن إصداره بالخيانة، وإتهامهم بالولاء للنظام والتنسيق معه.

وعقدت "تحرير الشام" اتفاقاً مع "جيش الأحرار"، ليل الجمعة/ السبت، يسمح لها بالسيطرة العسكرية على المنطقة وتسلّم العديد من الحواجز العسكرية في ريف ادلب الشمالي الغربي، وريف اللاذقية الشمالي، ومطار تفتناز العسكري. ويضمن الاتفاق لـ"الإنقاذ" سيطرتها على المجالس المحلية والمرافق هناك.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024