ترامب على حافة أسوأ الهزائم الانتخابية

المدن - عرب وعالم

الإثنين 2020/06/29
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تغريدة الأحد، إنه واثق من الفوز في الانتخابات الرئاسية المقبلة في 3 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، على منافسه المرشح الديموقراطي جو بايدن.

وكتب ترامب في تغريدته: "الأكثرية الصامتة بخير وعلى قيد الحياة!! سنحقق فوزاً كبيراً في هذه الانتخابات. لا أحد يريد رئيساً بمعدل ذكاء منخفض يحكم بلادنا، وجو النعسان هو بكل تأكيد شخص بمعدل ذكاء منخفض"، في إشارة إلى منافسه بايدن.

لكن موقع "بوليتكو" الأميركي يرى أن ترامب أدرك أنه يخسر الانتخابات. وينقل الموقع عن مقربين من ترامب أن الرئيس وصل إلى ذلك الإدراك القاتم بشكل خاص في الأيام الأخيرة، وسط جبل من استطلاعات الرأي المتشائمة والتحذيرات من بعض حلفائه الأقوياء بأنه في طريقه ليكون رئيساً لولاية واحدة.

ويقول "بوليتكو" في تقرير لألكس اسينستادت بعنوان "ترامب يعترف:إنه يخسر"، إن الرئيس "تحمّل ما وصفه المساعدون بأنه أسوأ فترة في رئاسته، شابتها انتقادات واسعة النطاق بشأن رده على جائحة كورونا والاضطرابات العرقية في جميع أنحاء البلاد. تحولت مسيرته في أوكلاهوما في نهاية الأسبوع الماضي، وهي الأولى منذ آذار/مارس، إلى إحراج عندما فشل في ملء الساحة".

مقابلة تلفزيونية كان يفترض أن تكون سهلة لترامب مع قناة "فوكس نيوز" تحولت إلى "فزع" للمقربين منه بعدما فشل في الرد على أسئلة بسيطة من مثل "ما هي خططك للولاية الثانية". في المقابلة نفسها، قدم الرئيس "الواثق من نفسه" اعترافاً ضمنياً بأنه قد يخسر عندما قال إن جو بايدن "سيكون رئيسك لأن بعض الناس لا يحبونني، ربما".

في الساعات التي تلت بث المقابلة، كانت الأسئلة تدور داخل دائرته الداخلية حول ما إذا كان قادراً حقاً عندما يتعلق الأمر بالسعي لإعادة الانتخاب. لدى ترامب الوقت للانتعاش، ويمكن أن تتحسن البيئة السياسية بالنسبة له. لكن المقابلات التي أجريت مع أكثر من ستة أشخاص مقربين من الرئيس صورّت محاولة إعادة انتخابه بأنها بحاجة ماسة إلى التوجيه لمرشح غير قادر على التركيز ويقوض نفسه بشكل متكرر.

وقال المستشار السياسي السابق لترامب، سام نونبرغ، الذي لا يزال مؤيداً له، إنه "في ظل المسار الحالي، يقع الرئيس ترامب على حافة واحدة من أسوأ الهزائم الانتخابية في الانتخابات الرئاسية الحديثة وأسوأ تاريخ لرئيس في منصبه".

وأشار نونبرغ إلى استطلاعات الرأي التي نشرتها "سي إن بي سي" ونيويورك تايمز خلال الأسبوع الماضي والتي أظهرت أن نسبة التأييد لترامب في مواجهة بايدن أقل من 40 في المئة. وقال إنه إذا تضاءلت أرقام ترامب إلى 35 نقطة مئوية خلال الأسبوعين المقبلين، فسوف يواجه بشكل واقعي خسارة 400 صوت في المجمع الانتخابي، وسيحتاج الرئيس إلى إعادة النظر بشدة في ما إذا كان يريد الاستمرار كمرشح للرئاسة".

وراء الكواليس ، يتخذ ترامب وفريقه خطوات لتصحيح المسار، بحسب "بوليتكو". في الأسبوع الذي أعقب تجمعه في تولسا، اعترف الرئيس على مضض أنه متخلّف، وفقاً لثلاثة أشخاص على دراية بتفكيره. بدأ ترامب، الذي قام بالترويج للحدث، في لعب دور عملي أكبر في الحملة وعبّر عن انفتاحه على إضافة المزيد من الأشخاص إلى الفريق. كما عقد اجتماعات مؤخراً تركز على جهوده في الولايات حيث المعركة الفردية.

يصر فريق ترامب على أن أرقام الرئيس من المحتم أن تتحسن بينما يتكلم أمام الناس ويكثّف هجماته على بايدن. يقول الأشخاص المشاركون في الحملة إنهم استقروا على طريقين رئيسيين لملاحقة نائب الرئيس السابق: أنه مدين لليبراليين الذين يريدون التخلص من القانون والنظام، وأنه من داخل الدائرة الضيقة في واشنطن.

مع ذلك، فإن مستشاري ترامب يقرون، بحسب "بوليتكو"، بأن تمزيق بايدن سيتطلب مستوىّ من الانضباط لا يظهره ترامب. وقد توسلوا إلى الرئيس، الذي استخدم حسابه على تويتر لتشويه منتقديه، للتوقف عن التركيز على الخلافات التي لا تعني الكثير للناخبين.

وقال مستشارو ترامب إن ضعف بايدن خلال الوباء جعل من الصعب على ترامب توجيه لكمة له. لكن الجمهوريين يقولون إنه وحملته بحاجة إلى معرفة شيء قريباً. وقال ديفيد ماكينتوش، الموالي لترامب: "العامل الأساسي هو أن بايدن كان قادراً على البقاء خارج السباق.. يتعين على الجمهوريين البدء في تحجيم بايدن ووضع الموارد والجهد والرسائل المتسقة وراءه".

ولا يزال ترامب يتلقى الضربات خصوصاً عندما يتعلق الأمر بروسيا. وقال البيت الأبيض إنه لم يجرِ إطلاع الرئيس دونالد ترامب على معلومات منسوبة للمخابرات الأميركية أفادت بأن الجيش الروسي عرض مكافآت على متشددين مرتبطين بحركة طالبان لقتل جنود أميركيين في أفغانستان.

ولم يتطرق البيان إلى "مصداقية معلومات المخابرات المزعومة" التي نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" الجمعة. وذكرت الصحيفة أن وحدة مخابرات عسكرية روسية مرتبطة بمحاولات اغتيال في أوروبا عرضت مكافآت لقاء هجمات ناجحة في العام الماضي على جنود من القوات الأميركية وقوات التحالف. وقالت إنه جرى إطلاع ترامب على معلومات المخابرات لكنه لم يجِز التحرك للرد.

وقال بايدن في لقاء افتراضي السبت، إن تقرير الصحيفة، في حال صحته، يعد "كشفاً صادماً حقاً"، مشيرا على وجه الخصوص إلى إحجام ترامب عن الرد. وأضاف "دونالد ترامب لم يحجم فقط عن فرض عقوبات أو اتخاذ أي إجراءات ضد روسيا على هذا الانتهاك الصارخ للقانون الدولي بل واصل حملته المحرجة باحترام فلاديمير بوتين والانتقاص من قدره الشخصي أمامه".

وانتقدت رئيسة مجلس النواب الديموقراطية نانسي بيلوسي الأحد الرئيس لكونه مديناً للحكومة الروسية، بعد تقرير "نيويورك تايمز". وقالت في إشارة إلى بوتين: "كما قلت للرئيس: معه جميع الطرق تؤدي إلى بوتين.. أنا لا أعرف ما لدى الروس على الرئيس، سياسياً أو شخصياً أو مالياً".
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024