اختراق داعش لمخيم اليرموك:الوضع يزداد سوءاً

صبر درويش

الخميس 2015/04/02
تمكن مقاتلون تابعون لـ"تنظيم الدولة الإسلامية"، وبدعم من مقاتلي "جبهة النصرة"، من التقدم نحو مخيم اليرموك جنوبي دمشق، انطلاقاً من مواقعهم التي كانوا مرابطين بها في حي الحجر الأسود جنوبي المخيم.

وفيما احتدمت معارك عنيفة بين مقاتلي التنظيم من جهة ومقاتلي فصيل "أكناف بيت المقدس" المدافعين عن مخيم اليرموك من جهة أخرى، تمكن مقاتلو الدولة من تحقيق تقدم ملموس على الأرض. وبات التنظيم يسيطر على المنطقة الممتدة من تخوم شارع الثلاثين غربي المخيم مروراً بمشفى فلسطين وحيّ العروبة وحي التقدم حتى سوق الخضار جنوب شرقي المخيم، وصولاً إلى حيّ المغاربة وجامع فلسطين.

وبحسب أحد المقاتلين في مخيم اليرموك، فإن مقاتلو التنظيم يواصلون التقدم، حتى أنهم وصلوا شارع المدارس وسط المخيم، بدعم ومؤازرة من النصرة التي سلمت المواقع التي تسيطر عليها للتنظيم. كما أن النصرة اتُهمت بمنع وصول المؤازرة للمدافعين عن المخيم.

كما أن "جيش الإسلام" و"لواء شام الرسول" و"أبابيل حوران" احتشدوا في بلدة يلدا على خط التماس مع المخيم، إلا أنه لم يذكر حدوث أي تدخل من قبل هذه التشكيلات في المعارك الدائرة. وبحسب أحد المقاتلين في المنطقة فإن هذه التشكيلات عرضت على أكناف بيت المقدس اقتحام المخيم ومهاجمة مقاتلي الدولة إلا أن القائد العسكري للأكناف أبو جعفر، رفض ذلك بحجة أنهم ما زالوا يعتبرون جبهة النصرة حليفة لهم. بينما أكد الناشط في المخيم عبد الله الخطيب وصول مؤازرات من هذه التشكيلات لنصرة المخيم، وهي تحيط به متقدمة الى الداخل. وفي هذه الأثناء صدر بيان عن "الهيئة الشرعية" في مخيم اليرموك يدعو إلى قتال كل من يساند أو يقاتل إلى جانب تنظيم الدولة.

وأشارت مصادر داخل المخيم لـ"المدن" إلى أن الوضع يزداد سوء وأن مقاتلي التنظيم، أذاعوا بعد ظهر اليوم من جامع فلسطين دعوة لمقاتلي الأكناف إلى تسليم سلاحهم لجبهة النصرة، والاستسلام للتنظيم.

ويتصدى لواء الأكناف مع باقي المقاتلين في هذه الأوقات لهجمات تنظيم الدولة، وتعد ألوية الأكناف واحدة من أكثر التشكيلات العسكرية تنظيماً وتدريباً، ويشكل الفلسطينيون أغلب المقاتلين فيها، ومن أبرز قادتهم محمد زغموت المعروف بـ"المشير"، وهو ممن كانوا مرافقين في ما مضى للقيادي في حركة حماس خالد مشعل. ومن القادة أيضاً نضال أبو العلا المعروف بـ"أبو همام"، والقائد زكريا أحمد المعروف بـ"أبو يحيى".

وبحسب الناشط الخطيب فإن شباب المخيم ما زالوا يدافعون عنه ويسيطرون الآن على شمال المخيم بشكل كامل. ويؤكد الخطيب على وقوع العديد من الضحايا بين المدنيين، بسبب انتشار قناصة الدولة، كما أشار إلى أن الوضع الطبي بات مزرياً في المخيم.

ويشير العديد من الناشطين إلى أن التنظيم إذا تمكن من السيطرة على المخيم، فهناك احتمال كبير بارتكابه لمجازر بحق المقاتلين وحتى المدنيين وتحديداً من الفلسطينيين.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024