مصادر "المدن":صواريخ إيرانية في العراق.. تغطي إسرائيل

المدن - عرب وعالم

الخميس 2019/05/16
أكد مصدر مطلع لـ"المدن"، أن وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو، قام بزيارته الأخيرة إلى العراق مطلع الشهر الحالي، بعدما أوصل جهاز "الموساد" الإسرائيلي معلومة أمنية إلى واشنطن حول قيام قوات "الحشد الشعبي" الموالية لإيران بنقل صواريخ إلى غرب العراق وتوجيهها نحو إسرائيل.

ووفق معلومات "المدن"، فإن نصب هذه الصواريخ في تلك المنطقة العراقية تم في شهر آذار/مارس الماضي. مع العلم أن هذه المنطقة من العراق كان قد استخدمها الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في قصف إسرائيل مطلع تسعينيات القرن الماضي، باعتبارها الأقرب للدولة العبرية.

وبحسب المصدر فإن الحديث لا يدور فقط- كما نشر في الإعلام- عن توجيه الصواريخ باتجاه قواعد ومصالح أميركية، بل يدور أيضاً عن إسرائيل كجهة مستهدفة في حال اندلاع حرب شاملة في المنطقة. ولذلك فإن بومبيو حذر السلطات العراقية من مغبة السماح لهذه الميليشيات بنصب هذه الصواريخ، وعدم فعل شيء للجمها.

ولهذه الغاية، عقد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، اجتماعاً "استثنائياً" مع قادة الأجهزة الأمنية في إسرائيل، خلال الأيام الأخيرة، بحث خلاله تصاعد حدة التوتر بين كل من طهران وواشنطن، وبشكل خاص مسألة نقل صواريخ إيرانية إلى غرب العراق، لإستخدامها في قصف إسرائيل في حال اندلعت الحرب.

يشار إلى أن إسرائيل وجهت قبل أكثر من سنة ونصف السنة رسائل تحذيرية إلى إيران بواسطة الولايات المتحدة وروسيا، طالبتها فيها بإزالة منظومة صواريخ أرض-أرض قامت إيران بنصبها في غرب العراق. وكانت التقديرات في حينه أن إيران نصبت هذه المنظومة كي تردع إسرائيل عن الاستمرار في مهاجمة الأهداف الإيرانية في الأراضي السورية.

ويبدو أنه في ضوء هذه الرسائل تراجعت إيران عن نشاطها في غرب العراق، لكن صواريخ أرض- أرض بقيت في حيازة ميليشيات شيعية موالية لطهران. ووفق التقديرات الإسرائيلية، فإن الميليشيات الشيعية الموالية لطهران في العراق تمتلك صواريخ يصل مداها إلى 700-1000 كيلومتر. ومجرد نصبها في غرب العراق يعني أنها تغطي مساحة إسرائيل كلها، كما أنها صواريخ دقيقة، ومدة تجهيزها للإطلاق قصيرة نسبياً، وذلك خلافاً للصواريخ التي قام الرئيس العراقي السابق صدام حسين بإطلاقها في اتجاه إسرائيل سنة 1991.

وكانت إسرائيل قد رصدت تهديدات من بعض القادة الإيرانيين مفادها "بأنه في حال اندلعت مواجهة بين إيران والولايات المتحدة، فستكون إسرائيل معرضة لإطلاق الصواريخ". غير أن هذه التهديدات لم تذكر بانها ستطلق الصواريخ من سوريا أو لبنان، ما دفع الدوائر الإستخباراتية في إسرائيل إلى الإعتقاد أنها ستكون من العراق أو الجهاد الإسلامي في غزة.

ولا يوجد تقدير في إسرائيل بشأن حجم هذه المواجهة ومدى سخونتها، لكن التقديرات العامة السائدة تؤكد وجوب الاستعداد لها والأخذ بالاعتبار احتمال أن تتطور بالتدريج، وأن تجد إسرائيل نفسها في خضمها في مرحلة معينة.

من ناحية ثانية، يرى الصحافي الإسرائيلي تسور شيزاف في مقال له، أن التوتر في الخليج لا علاقة له بالنووي الإيراني بل بحرب التجارة التي يشنها ترامب ضد الصين.

ويتساءل شيزاف: "لماذا يقوم الأميركيون بعملية خطرة كهذه؟". ثم يجيب: لأن افتراض الرئيس دونالد ترامب هو أن كل يوم يمر يجعله رئيساً للقوة العظمى التي تحدد الأجندة العالمية من دون أقنعة –الرأسمالية-. ليس هناك أقنعة أُخرى، لا إنسانية ولا ديمقراطية. ليس هناك قيمة لأي شيء آخر غير المال.

وبالتالي، يرى شيزاف أن ما يجري هو جزء من حرب التجارة ضد الصين. وهذا يأتي في الأسبوع عينه الذي أبلّغ فيه ترامب الصينيين أنه فرض عليهم رسوماً جمركية تقدر بـ 200 مليار دولار، في الوقت الذي كان فيه يبتسم ويلاطف كيم جونغ إيل، حاكم كوريا الشمالية الذي يعتبره صديقاً. بالنسبة إليه الموضوع النووي الإيراني هو مجرد ذريعة.

ويرى شيزاف أن ترامب يرفع الضرائب لمنع سيطرة الاقتصاد الصيني على أميركا- القوة الشرائية الأكبر في العالم - ومن جهة ثانية هو يلمّح إلى الصينيين بأن أميركا، بعملية صغيرة تشعل حرباً محدودة في الخليج، تستطيع وقف تدفق النفط من هناك.

الفارق الكبير بين الولايات المتحدة والصينيين هو أن نحو 23% من الناتج المحلي الأميركي فقط يأتي من التصدير. ويتابع تسور شيزاف: "شرارة واحدة من نار هذا التوتر يمكنها أن تشعل الخليج الفارسي وتوقف تجارة النفط العالمية وترفع أسعار النفط. في مثل هذه الحالة المتضررون هم أولاً العرب، وبعدهم الإيرانيون والأتراك والصينيون. الآخرون سيربحون. باستثناء الذين سيموتون".
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024