"النصرة" تعترف بحادثة دروز قلب لوزة: سنحاسب المتورطين

المدن - عرب وعالم

السبت 2015/06/13

أفضت الجهود التي بذلتها فصائل المعارضة السورية ووجهاء ريف إدلب، إلى انتزاع اعتراف من "جبهة النصرة" بمسؤوليتها حول حادثة مقتل 23 شخصاً من أهالي قرية قلب لوزة في جبل السماق بريف إدلب، حيث أصدرت "النصرة" بياناً، السبت، أعلنت فيه أسفها لما حصل وتوعّدت بمحاسبة المسؤولين عن الحادثة، متعهّدة بأنها ستحمي سكان المنطقة الدروز من أي تهديد قد يتعرضون له.

وقال بيان النصرة " تلقت جبهة النصرة ببالغ الأسى الحادثة التي وقعت في قرية قلب لوزة في (..) والتي شارك فيها عناصر من جبهة النصرة دون الرجوع إلى أمرائهم، وبمخالفة واضحة لتوجيهات قيادة جبهة النصرة"، ولفت البيان إلى أن النصرة أرسلت "وفوداً ولجاناً" لتبيان ما حصل "وتطمين أهالي القرية والتأكيد على أن ما وقع هو خطأ غير مبرر وتم بدون علم القيادة، وما زالت القرية وأهلها آمنين مطمئنين تحت حمايتنا وفي مناطق سيطرتنا". وأعلن البيان أن "كل من تورط في تلك الحادثة سيقدَّم لمحكمة شرعية ويُحاسب على ما ثبت في حقه من دماء، وما ذاك إلا تحكيم لشريعة ربنا التي ما أُسست النصرة منذ البداية إلا لرفع رايتها وتطبيق أحكامها".


الحادثة التي نشرت "المدن" تفاصيلها بناءً على شهادات حصلت عليها من أبناء المنطقة، لاقت استنكاراً واسعاً طاول دول الجوار، خصوصاً لبنان، حيث عقد "المجلس المذهبي" للموحدين الدروز اجتماعاً طارئاً في بيروت، هو الأول من نوعه منذ اندلاع الثورة السورية، وصدر عنه بيان وموقف من رئيس "اللقاء الديموقراطي" وليد جنبلاط، طالب بالتهدئة وبأن المشكلة سيتم حلّها بالسياسة، من خلال اتصالات مفتوحة مع فصائل المعارضة والأطراف الإقليمية الفاعلة.


وكانت فصائل منضوية في "جيش الفتح" الذي يقاتل شمالي سوريا، وفي مقدمتها حركة "أحرار الشام الإسلامية" و"الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام" قد أصدرت بياناً، الليلة الماضية، استنكرت فيه الحادثة وطالبت بمحاسبة المسؤولين عن الحادثة.


وقال بيان فصائل "جيش الفتح": "تلقى شعبنا المكلوم بألم كبير أنباء الواقعة المؤلمة، التي وقعت في محافظة إدلب المحررة بحق أهالي قرية  قلب لوزة من أبناء الطائفة الدرزية، الذين يشهد لهم في شمال سوريا بدورهم الطيب والإيجابي في نصرة الثورة السورية وإيواء أبناء وطنهم الذين نزحوا من كافة مناطق محافظة إدلب تحت وطأة قصف النظام الأسدي وإجرامه". وأضاف البيان " نستنكر هذه الأحداث المؤسفة التي زادت من ألمنا ونحن نشاهد في نفس الوقت كيف يُقصف شعبنا يومياً ببراميل النظام المجرم في مختلف أرجاء سوريا. إنَّ ما حدث في قرية قلب لوزة منافٍ لتعاليم ديننا الحنيف الذي منع ظلم الناس وإراقة دمائهم بغير حق من أي طائفة أو عرق كانوا. سنقوم باتخاذ الإجراءات اللازمة بالتنسيق مع باقي الطوائف لمنع تكرار هذه الحادثة في المناطق المحررة" وأكد البيان "على ضرورة تقديم جميع المتورطين لمحكمة شرعية محايدة".


وعلى جبهة الريف الغربي للسويداء، تجددت الاشتباكات بين مقاتلي الجبهة الجنوبية وقوات النظام في محيط مطار الثعلة العسكري في السويداء، فيما كثّف النظام من غاراته الجوية على مناطق ريف درعا الشرقي، المحاذية لريف السويداء الغربي، حيث تعرّضت بلدة أم ولد، التي نزح معظم سكّانها، إلى 14 غاراة منذ ليل الجمعة-السبت، ليصبح عدد الغارات الإجمالي منذ انطلاق معركة مطار الثعلة العسكري على القرية حوالى 37 غارة بحسب ما وثّق نشطاء في درعا، فيما أفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" عن تعرض بلدة صيدا إلى غارتين، ومدينة درعا إلى 3 غارات من دون ورود أنباء عن سقوط ضحايا.


وعن المعركة التي تجري في ريف السويداء الغربي، قال المرصد إن الاشتباكات تجددت "في جزء من مطار الثعلة العسكري ومحيطه، عند الأطراف الغربية للسويداء والمحاذية لمحافظة درعا، وسط قصف عنيف ومتبادل بين الطرفين" مشيراً إلى أن "اللجان الشعبية المسلحة الموالية للنظام وقوات الدفاع الوطني من أبناء المنطقة ومن أبناء محافظة السويداء" تشارك في المعركة حالياً.


من جهة ثانية، تناقل نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أنباء تفيد عن إعلان "جبهة النصرة" اشتراكها في معركة المطار العسكري في السويداء. وفي هذا السياق، نفى مصدر عسكري لـ"المدن" صحة الأنباء، وقال إن "جبهة النصرة في المنطقة الشرقية من ريف درعا ليس لديها قوات كافية لتخوض أي معركة، خصوصاً مع البيانات التي أصدرتها فصائل الجبهة الجنوبية برفض التعاون معها"، واعتبر أن هذه الأنباء "يستفيد النظام منها لتوتير الأجواء أكثر بين درعا والسويداء، نظراً لحساسية المعركة الحاصلة في مطار الثعلة، التي بدأت تدخل مرحلة استعصاء وربما تتحول إلى معركة استنزاف بين الطرفين، إذا لم تحصل تسوية مشتركة بين السويداء ودرعا تخرج النظام من المطار وتنزع فتيل اقتتال كبير قد يحصل بين المنطقتين".

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024