بن سلمان يريد علاقات "طيبة" مع إيران..ويعرض حلاً لليمن

المدن - عرب وعالم

الأربعاء 2021/04/28
قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إن الرياض تطمح لأن تقيم علاقات "مميزة" مع إيران، في تصريحات تأتي بعدما أعلنت مصادر عن لقاء في بغداد بين وفدين من البلدين اللدودين.

وأضاف ولي العهد في مقابلة مع قناة "السعودية" في وقت متأخر من ليل الثلاثاء: "في الأخير إيران دولة جارة وكل ما نطمح أن يكون لدينا علاقة طيبة ومميزة مع إيران". وتابع: "لا نريد أن يكون وضع إيران صعباً، بالعكس، نريد لإيران أن تنمو وأن يكون لدينا مصالح فيها ولديها مصالح في المملكة العربية السعودية لدفع المنطقة والعالم للنمو والازدهار".

وأوضح "إشكاليتنا هي في التصرفات السلبية التي تقوم بها إيران سواءً من برنامجها النووي أو دعمها لميليشيات خارجية عن القانون في بعض دول المنطقة أو برنامج صواريخها البالستية".

ولم يتطرق ولي العهد السعودي إلى اللقاء مع إيران في بغداد، لكنّه قال إن بلاده تعمل "مع شركائنا في المنطقة والعالم لإيجاد حلول لهذه الاشكاليات ونتمنى أن نتجاوزها وأن تكون علاقة طيبة وإيجابية للجميع".

وفي وقت سابق من الشهر الحالي، قال مصدر حكومي عراقي وآخر دبلوماسي غربي لوكالة "فرانس برس"، إن لقاءً جمع مطلع نيسان/أبريل وفدين رفيعي المستوى من السعودية وإيران في بغداد. وبقيت هذه المناقشات سرية إلى أن كشفت عنها صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية.

وفيما نفت الرياض ذلك عبر صحافتها الرسمية، لم تعلق طهران على الأمر واكتفت بالتأكيد أن الحوار مع السعودية كان "دائماً موضع ترحيب".

وتدعم كل من السعودية وهي حليفة لواشنطن، وطهران التي تعادي الولايات المتحدة، أطرافاً متعارضة في النزاعات الرئيسية في الشرق الأوسط، خصوصا في اليمن وسوريا والعراق.

وتتهم السعودية إيران بشكل خاص بدعم المتمردين الحوثيين الذين يهاجمون المملكة بطائرات مسيّرة وصواريخ باليستية، رداً على قيادتها لتحالف عسكري ضدهم في البلد المجاور الغارق في الحرب.

وفي هذا السياق، دعا بن سلمان المتمردين إلى الجلوس على طاولة المفاوضات "للوصول الى حلول تكفل حقوق الجميع في اليمن وتضمن أيضاً مصالح دول المنطقة". وأضاف "العرض المقدم من السعودية هو وقف إطلاق النار والدعم الاقتصادي وكل ما يريدونه، مقابل وقف إطلاق النار من قبل الحوثي والجلوس على طاولة المفاوضات".

وتابع: "لا شك أن الحوثي له علاقة قوية بالنظام الإيراني، لكن أيضاً الحوثي في الأخير يمني ولديه نزعة العروبية واليمنية الذي أتمنى أن تحيا فيه بشكل أكبر، ليراعي مصالحه ومصالح وطنه قبل أي شيء آخر".

في سياق آخر، أكد بن سلمان أن المملكة تتفق مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن 90 في المئة من الأمور، قائلا: "نعمل على تعزيزها بشكل أو بآخر، لكن السعودية لن تقبل أي تدخل في شؤونها الداخلية"، مضيفاً أن الولايات المتحدة شريك إستراتيجي.

وقال ولي العهد السعودي إن الخلافات بين الرياض وواشنطن تتمثل في أقل من 10 في المئة، مؤكداً في الوقت ذاته، أن المملكة تعمل على إيجاد حلول لها وتفاهمات. وتابع أن السعودية تكوّن شراكات استراتيجية مع روسيا والهند والصين، إلى جانب الولايات المتحدة.

من جهة أخرى، كشف بن سلمان أن المملكة تجري محادثات مع شركة طاقة أجنبية لبيعها 1 في المئة من أسهم شركة "أرامكو" النفطية. وقال: "هناك الآن نقاش حول الاستحواذ على 1 في المئة من قبل إحدى الشركات الريادية في الطاقة في العالم، وهذه ستكون صفقة مهمة جداً لتعزيز مبيعات أرامكو في الدولة الموجودة فيها (الشركة) وهي دولة ضخمة جداً".

كما تحدّث في المقابلة ذاتها عن نية المملكة، أكبر مصدّر للنفط في العالم، بيع حصص لشركات أخرى وطرح أسهم محلياً. وقال: "هناك نقاشات أيضا مع شركات أخرى لشراء حصص مختلفة، وهناك جزء من أسهم أرامكو قد يتحوّل لصندوق الاستثمارات العامة، وجزء يُطرح على شكل طروحات سنوية في السوق السعودية".
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024