إدلب: مليشيات النظام تُغيّر استراتيجيتها

المدن - عرب وعالم

الأربعاء 2019/06/05
تعمل فصائل المعارضة المسلحة على إعادة ترتيب جبهاتها في القصابية وشرقي جبل شحشبو، بعد سيطرة قوات النظام على الحردانة والحميرات والقاروطية غربي القصابية وشمالي تل هواش في ريف إدلب الجنوبي، بحسب مراسل "المدن" عبيدة الحموي.

واستقدمت "هيئة تحرير الشام" و"الجبهة الوطنية للتحرير" و"جيش العزة" تعزيزات عسكرية إلى خطوط التماس مع مليشيات النظام الروسية، وأعادت انتشارها في محيط المنطقة التي سيطرت عليها المليشيات. وأظهرت المعارضة مقاومة عنيفة لتقدم المليشيات، بسبب اختلاف طبيعة الأرض جغرافياً لصالح فصائل المعارضة. كما أن استخدام المعارضة لصواريخ التاو المضادة للدروع أدى إلى إعاقة حركة آليات المليشيات وأجبرها على التخفي داخل المناطق السكنية التي سيطرت عليها.

وتمكنت "الوطنية للتحرير" من تدمير مدفع أكاسيا ودبابة تي 72 وعربة بي م بي ومدفع من عيار 57 مم وعربة زيل تجر مدفع من عيار 130 مم. كما استهدفت فصائل "الوطنية للتحرير" المليشيات في القصابية والحردانة بقذائف صاروخية. وتم استهداف مهبط جب رملة بطائرات مسيرة، وهو أبرز القواعد الجوية لمليشيات النظام في سهل الغاب، وهو يخضع للقيادة الروسية.

مليشيات النظام الروسية استقدمت بدورها تعزيزات عسكرية انطلاقاً من قاعدة بريديج الروسية القريبة من السقيلبية، التي تعتبر تجمعاً للمشاة من مختلف التشكيلات. ووصلت التعزيزات إلى تل هواش، ومنه انتشرت على جبهات القتال. والتعزيزات من "الفيلق الخامس"، كما تم استبدال مجموعات "قوات النمر" المشاركة في عمليات الاقتحام من "فوج الطرماح" و"الهواشم" و"فوج الحيدر" بمجموعات جديدة من نفس التشكيلات. ورفعت المليشيات سواتر ترابية في محيط قرية الحرادنية على الجبهات المقابلة لفصائل المعارضة من جهة جبل شحشبو.

وتتبع قوات النظام في تقدمها استراتيجية جديدة من خلال التقدم برأس حربة باتجاه مواقع استراتيجية حاكمة للمنطقة انطلاقا من محور أو أكثر، والتحصن فيها، ثم التوسع والسيطرة على المناطق التي تصبح ساقطة نارياً. وحصل ذلك بعد سيطرة المليشيات على تلال جعاطة والقصابية. ولا تبدي المليشيات استعجالاً في التقدم للتقليل من خسائرها، وتعتمد على التمهيد من الطيران والمدفعية مستخدمة سياسة الأرض المحروقة.

الطيران الحربي الروسي والمروحي لم يتوقف عن قصف قرى وبلدات ريف إدلب الجنوبي؛ خان شيخون والهبيط وترملا وكفرسجنة وأرينبة وكرسعة والشيخ مصطفى وقرى جبل شحشبو وصولاً إلى أريحا في جبل الزاوية. وتسبب القصف بمقتل 4 أشخاص بينهم طفل. وانخفاض عدد القتلى في صفوف المدنيين بالمقارنة مع بداية حملة المليشيات يعود إلى خلو القرى والبلدات من السكان، ونزوحهم باتجاه الحدود التركية.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024