رسالة أوروبية حازمة لترامب: نعم للاتفاق النووي

المدن - عرب وعالم

الخميس 2018/01/11
منح الاتحاد الأوروبي، الخميس، غطاء دعم للاتفاق النووي الإيراني، في استباق لقرار مرتقب للرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي قرر التخلي عن تخفيف العقوبات على طهران. لكن وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا وألمانيا وجهوا أسئلة لوزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف، حول برنامج بلاده الباليستي ودورها في الأزمة السورية، بحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.

ودافعت مسؤولة السياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي فريديريكا موغريني، خلال استضافتها لقاءً بين ظريف والوزراء الأوروبيين، الخميس، عن الإتفاق النووي. وقالت إن "الوحدة هي عنصر مهم جداً للحفاظ على إتفاق يعمل جيداً، ويجعل العالم مكاناً أمناً، ويمنع سباق تسلح نووي في المنطقة.

وأضافت أن "خطة الأعمال المشتركة الشاملة حول برنامج إيران النووي تعمل وهي كفيلة بتحقيق أهدافها الرئيسية. والاتحاد الأوروبي سيواصل العمل على تنفيذها من قبل كافة المشاركين"، مشيرةً إلى أن 9 تقارير للوكالة الدولية للطاقة الذرية تؤكد التزام إيران بالاتفاق النووي.

وتابعت موغيريني "نحن نعبر عن قلقنا إزاء تطوير طهران لبرنامجها الصاروخي وأعمالها في المنطقة، لكننا نؤكد أن هذه القضية يجب فصلها عن تنفيذ الاتفاق النووي". وأكدت كذلك أن رفع العقوبات عن إيران أثر إيجاباً على التجارة العالمية والعلاقات الاقتصادية بين الاتحاد الأوروبي وإيران.

وشددت موغيريني على أن "الاتفاق النووي مع إيران له أهمية استراتيجية ليس فقط بالنسبة للأمن في المنطقة، بل وللأمن الأوروبي". واعتبرت الاتفاق "العنصر الأساسي لصرح الأمن النووي الدولي".

من جهته، تحدث ظريف بعد الاجتماع عن تحقيق "توافق قوي" بشأن الإتفاق النووي. وكتب على حسابه الرسمي في "تويتر": "توافق قوي في بروكسل اليوم: 1. إيران ملتزمة بخطة الأعمال المشتركة الشاملة، 2. للشعب الإيراني كل الحقوق في فوائدها، 3. أي خطوة تقوض خطة الأعمال المشتركة الشاملة مرفوضة".

وأضاف أن "الثلاثية الأوروبية والإتحاد الأوروبي يدركان تماماً بأن مواصلة إيران الإلتزام (بالإتفاق) مشروطة بالإلتزام التام من قبل الولايات المتحدة".

من جانبه، قال وزير الخارجية الألمانية زيغمار غابرييل، إن "هذا موقفنا الموحد، ونحن نريد حماية خطة الأعمال المشتركة الشاملة من أي قرارات تقوضها، بغض النظر عن مصدرها".

وأضاف أنه "لا يوجد هناك أي دليل على أن إيران لا تنفذ هذا الاتفاق"، وبالتالي ما دامت طهران تلتزم بالاتفاق "لن يكون أي أساس للتشكيك في مسألة رفع العقوبات". وتابع "نتوجه إلى حلفائنا، بمن فيهم الولايات المتحدة، بالدعوة للمساعدة، لكي يبقى هذا الإتفاق قابلاً للحياة".

كذلك، شدد وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان، على أهمية الاتفاق مع إيران، وقال إن "فرنسا متمسكة بتنفيذ الاتفاق، ولا يوجد بديل له". وأكد أن "الإتفاق يجب أن تلتزم به كافة الأطراف التي وقعت عليه"، مضيفاً أنه "حتى الآن لا توجد هناك أي عوامل تدعو للتشكيك في الجانب الإيراني الذي ينفذ الإتفاق بشكل ناجح".

كما أشار إلى وجود خلافات مع إيران حول بعض النقاط، مؤكداً أنه من الضروري إجراء مشاورات حول برنامج إيران لتطوير الصواريخ الباليستية. واعتبر أن هذا البرنامج "يتعارض مع قرارات مجلس الأمن الدولي ويزعزع الوضع في المنطقة".

وزير الخارجية البريطانية بوريس جونسون، قال إنه "حتى الآن لم يقدم أحد بديلا أفضل لخطة الأعمال المشتركة الشاملة، ما من شأنه أن يمنع إيران من المضي قدماً إلى الأمام بتطوير القدرات النووية العسكرية. ولا أعتقد أن هناك من قدم فكرة أفضل".

ودعا جونسون إلى دعم دولي أوسع للإتفاق النووي. وقال "من المهم أن نحشد الدعم لهذا الإتفاق في العالم، لكي تستطيع إيران أن تظهر أنها جار جيد بالمنطقة، والتركيز على ما يمكن أن تقوم به للمساعدة على تسوية الأزمة المرعبة في اليمن وعلى تحقيق السلام في سوريا وغير ذلك من القضايا بالمنطقة، وذلك دون أي ارتباط بخطة الأعمال المشتركة الشاملة".
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024