الشمال السوري في الذكرى الثامنة: الثورة تزهر من جديد

المدن - عرب وعالم

الجمعة 2019/03/15
أحيا آلاف السوريين الذكرى السنوية الثامنة من الثورة السورية، بتظاهرات خرجت في مختلف مدن وبلدات الشمال السوري الخارجة عن سيطرة النظام، في محافظتي إدلب وحلب.


ورصد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" خروج المتظاهرين في 8 مدن وبلدات في محافظة إدلب، 7 مدن وبلدات في محافظة حلب، بتظاهرات تحمل رمزية كبيرة هذه السنة، وسط انتصارات هائلة حققها النظام السوري واستعاد بموجبها معظم المناطق التي كانت خارج سيطرته.

وطالب المتظاهرون بـ"الحرية وإسقاط النظام وإخراج المعتقلين من سجون النظام"، ونددوا بـ"الصمت الدولي عن مجازر روسيا والنظام في إدلب"، ورفع المتظاهرون في مدينة الباب لافتات كتب عليها "وكما الربيع في آذار.. تزهر الثورة من جديد"، وكتب على أخرى "سيرون بأن زيتوناً بأرض الشام لم يركع".

وتأتي هذه التظاهرات على وقع خسائر مفجعة في الأرواح، والممتلكات، حيث قال "المرصد" إن الأزمة السورية تسببت بمقتل 370 ألف شخص، بينهم ما يزيد عن 112 ألف مدني.

ووثق المرصد مقتل 371222 شخصاً منذ اندلاع النزاع في 15 آذار/مارس 2011، بينهم أكثر من 112 ألف مدني، موضحاً أن بين القتلى المدنيين أكثر من 21 ألف طفل و13 ألف امرأة.

وكانت الحصيلة الأخيرة للمرصد في 13 أيلول/سبتمبر أفادت بمقتل أكثر من 360 ألف شخص.

في ما يتعلق بالقتلى غير المدنيين، أحصى "المرصد" في الحصيلة التي نشرتها وكالة "فرانس برس"، مقتل أكثر من 125 ألف عنصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، أكثر من نصفهم من الجنود السوريين، وبينهم 1677 عنصراً من حزب الله اللبناني الذي يقاتل بشكل علني في سوريا منذ العام 2013.

في المقابل، قتل 67 ألفاً على الأقل من مقاتلي الفصائل المعارضة والإسلامية وقوات سوريا الديموقراطية التى تشكل الوحدات الكردية أبرز مكوناتها. كما قتل نحو 66 ألفاً من مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية وهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) إضافة الى مقاتلين أجانب من فصائل متشددة أخرى.

ويقول "المرصد" إن هذه الإحصائيات تشمل الذين تمكن من توثيق وفاتهم جراء القصف خلال المعارك، ولا تضم من توفوا جراء التعذيب في المعتقلات الحكومية أو المفقودين والمخطوفين لدى جهات عدة في سوريا.

وعدا عن الخسائر البشرية، أحدث النزاع منذ اندلاعه دماراً هائلاً في البنى التحتية، قدرت الأمم المتحدة كلفته بنحو 400 مليار دولار. كما تسبب بنزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

من جهة ثانية، وجه رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية عبدالرحمن مصطفى، كلمة إلى الشعب السوري بمناسبة الذكرة الثامنة للثورة، وقال: "نودعُ اليومَ عامَ ثورتِنا الثامنِ، وتَمرُّ نحوُ سبعِ سنواتٍ على صدورِ بيانِ جنيف، وأكثرُ من خمسِ سنواتٍ على بَدءِ جولاتِ المفاوضاتِ هناك… ونجدُ من واجبِنا أن نجمعَ السوريينَ من جديدٍ وأن نستفيدَ من طاقاتِهم في مواجهةِ مخططاتِ النظامِ وحلفائِه.. وقوى الظلام والتطرف والإرهاب".

وأضاف "إننا ندركُ طبيعةَ المعركةِ.. وأنَّ الحلَ الوحيدَ هو الحلُ القائمُ على عمليةِ انتقالٍ سياسيةٍ بحسبِ القراراتِ الدولية. والنظامُ ما زالَ يُصرُّ على عدمِ الدخولِ في أي تفاوضٍ جادٍ وحقيقي، مستغلاً ضعفَ موقفِ المجتمعِ الدولي.. كلُ ما نحتاجُه هو الاستفادةُ من عواملِ قوتِنا … والعملُ على تجاوزِ الأخطاءِ وإصلاحِها.. نحن نؤمنُ بالسوريينَ وبقدراتِهم وبمستقبلِهِم وبحقوقِهِم".


وتابع "إنّنا مُصرّونَ على تحقيقِ أهدافِ السوريينَ في وطنٍ موحدٍ مستقلٍ.. ونظامٍ حرٍ ديمقراطيٍ يحترمُ الإنسانَ وحريتَه وكرامتَه... ويُحققُ لكلِ المواطنينَ جميعَ الحقوقِ السياسيةِ والاقتصاديةِ والثقافيةِ. لقد نجحنَا في إفشالِ مشاريعِ التقسيمِ بفضلِ الوعي الشعبي والسياسي وتضحيات أبناءنا في جشينا الوطني الحر الذي قاتل على كافة الجبهات، وواجه إرهابَ النظامِ والتنظيماتِ الإرهابيةِ في الوقتِ نفسِه. فصائلُ الجيشِ السوري الحرِ كانتْ أولَ من حاربَ التنظيماتِ المتطرفةِ وعلى رأسِها تنظيمُ داعشٍ الإرهابي، وهي مستمرةٌ في هذه المهمةِ بدعمٍ من الدول الصديقة والشقيقة وعلى رأسها تركيا".


©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024