الغارات الإسرائيلية الاخيرة إستهدفت مواقع أسلحة كيميائية سورية؟

المدن - عرب وعالم

الثلاثاء 2020/04/07
كشفت مجلة "ناشونال إنترست"الاميركية أن النظام السوري يعيد بناء قوته الكيماوية وهذا الأمر هو سبب الضربات الإسرائيلية الأخيرة في سوريا.
وقالت في تقرير أن مجموعة "أورورا أنتيل" لتحليل المعلومات الإستخباراتية نشرت صور أقمار صناعية على موقعها تظهر الدمار الذي ألحقته الغارات الاسرائيلية الأخيرة على مواقع في  مطار الشعيرات، مشيرة الى أنه "يبدو أن هناك 3 أهداف وتمّ استهداف شحنات على المدرج".
ونقل موقع "بريكنيغ ديفينس" عن مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى قولهم إن ضربات 31 أذار/مارس وكذلك 5 أذار/مارس كانت مرتبطة بجهود سوريا لإعادة بناء قدراتها التسلحية الكيماوية متعهدين بأن "تواصل إسرائيل هجماتها مع جمع مزيد من المعلومات الإستخبارية".

وبحسب التقرير أن غارات الخامس من أذار/مارس الإسرائيلية استهدفت أربعة مواقع: قاعدتي الشعيرات والضبعة في محافظة حمص، وهدفين في مرتفعات الجولان.
ورأى تقرير "ناشيونال إنترست" أن الإتهامات الموجهة لسوريا بالسعي سراً لإعادة بناء قدراتها الكيمياوية منطقية، مشيراً الى أنه على"الرغم من تدمير 1300 طن من الأسلحة الكيماوية السورية في 2013-2014، ما زالت دمشق تحتفظ بكميات صغيرة من غاز الأعصاب والقدرة على تصنيع المزيد على نطاق صغير، كما لم تتوقف القوات السورية أبداً عن استخدام قنابل الكلور".
وتابع: "رغم تنصل النظام السوري، هو متهم بقوة باستخدام هذا النوع من السلاح ضد المعارضة خلال الحرب السورية، وبسبب ذلك تعرض إلى هجمات انتقامية من أميركا وحلفائها". ومع ذلك بحسب التقرير أن "المزاعم المجهولة من قبل المسؤولين الإسرائيليين ليست دليلاً على استهداف منشآت كيماوية".
وقال الخبير العسكري توم كوبر ل"ناشيونال انترست"، "سمعت مثل هذه الشائعات، الإسرائيليون لم يقصفوا أيّا من مواقع الأسد للأسلحة الكيماوية على الإطلاق، إنهم يقصفون قواعد الحرس الثوري الإيراني التي يجدونها وهي ليست كثيرة".
وأضاف أن "القصف الإسرائيلي قد يكون رسالة موجهة أكثر إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحكم أنه يزود سوريا بالأسلحة، ومع ذلك يبدو أنه لا يسمح باستخدام صواريخ الدفاع الجوي "S-300" الأكثر تقدماً ضد الطائرات الإسرائيلية التي تقصف بشكل روتيني أهدافًا في سوريا"، مشيراً الى أنه "مع ذلك تشعر إسرائيل بالإحباط من موسكو لعدم ضغطها على سوريا للامتثال لقرار حظر الأسلحة الكيماوية".
وخلص التقرير إلى أن الجهات الفاعلة في المنطقة من مصلحتها استمرار التوترات الحالية بين إسرائيل وسوريا إلى أجل غير مسمى، والأفضل لها أن تظل حبيسة حرب دائمة صغيرة النطاق بدلاً من تحمل مخاطر سياسية للتفاوض بحسن نية مع خصومها، وهي خطوة يمكن أن تنزع الشرعية عنها مع حلفائها.

وقالت إن "إنتاج سوريا للأسلحة ظاهرياً لمحاربة إسرائيل قد يخلق حيّزاً سياسياً، يُنظر إليه على أنه يدعم أهداف حليفي الأسد حزب الله وإيران، حتى لو فشلت هذه الأسلحة في إحداث تأثير عسكري كبير على إسرائيل". وأضافت أنه "في المقابل عندما تدمر إسرائيل تلك الأسلحة، فإنها تقضي على القدرة المادية، ولكن ليس الخبر الرمزي، مما يضمن المزيد من محاولات نقل الأسلحة ونتيجة لذلك، تبدو الأعمال العدائية الجارية بين سوريا وإسرائيل مستدامة إلى أجل غير مسمى".

وكانت صحيفة "يديعوت احرونوت" ذكرت إن ضربات سلاح الجو الإسرائيلي في 31 آذار، والتي استهدفت مواقع عسكرية وسط سوريا، "لم تكن كما الضربات الإعتيادية" التي تشنها إسرائيل لاستهداف الوجود الإيراني وشحنات الأسلحة، إنما كانت لها "أهمية بالغة فقد استهدفت موقعاً لتصنيع الأسلحة الكيماوية".

وكشفت الصحيفة الإسرائيلية أن "موقعاً لإنتاج الأسلحة الكيميائية تم تدميره خلال الضربات الإسرائيلية، بناء على معلومات استخباراتية دقيقة"، مشيرة الى أنه "من الواضح أن التصنيع الحربي لنظام الأسد يقتصر، في الوقت الراهن، على إنتاج أسلحة كيماوية خفيفة، وخاصة الكلور "للإستهلاك المحلي" في معارك إدلب".
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024