هآرتس: نتنياهو ضالع في صفقة أسلحة أميركية للسعودية

المدن - عرب وعالم

الجمعة 2020/11/27
قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إن قلقاً يسود وزارة الأمن وقيادة الجيش في إسرائيل من أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ستسعى إلى صفقة بيع أسلحة للسعودية، وأن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ضالع في صفقة كهذه، حسبما تشي زيارته للسعودية ولقاؤه مع ولي عهدها محمد بن سلمان.
وقال المحلل العسكري في الصحيفة عاموس هرئيل إن ترامب بدأ ولايته بالإعلان عن صفقة عملاقة لبيع أسلحة للسعودية، لكن لم يخرج منها إلى حيز التنفيذ سوى قسم صغير. ويرجح أن ترامب يسعى إلى تنفيذ صفقة عملاقة كهذه قبل مغادرته البيت الأبيض.

وأضاف أنه "على الرغم من تزايد دفء العلاقات بين القدس والرياض، تبدو زيارة نتنياهو كتطور أمني مقلق، أكثر بكثير من قرار ترامب بيع الإمارات طائرات مقاتلة من طراز إف-35 وأسلحة أخرى. 

ووفقاً لهرئيل، فإن قصة بيع أسلحة أميركية للإمارات "تكررت هذا الأسبوع، بسفر نتنياهو إلى لقاء مدينة نيوم السعودية. واكتشف وزير الدفاع بيني غانتس، ورئيس الأركان أفيف كوخافي سفر نتنياهو إلى السعودية بعد عودته منها فقط. وما زالا لا يعلمان ما الذي تم الاتفاق عليه هناك، لأن رئيس الحكومة يمتنع عن اطلاعهما على نتائج اللقاء".

ويبدو أن الصفقة مع الإمارات فتحت شهية بن سلمان على صفقات كبرى والحصول على طائرات "إف-35" بشكل خاص. والمصيبة، من وجهة النظر الإسرائيلية، أن "السعودية، بحسب هرئيل، ليست الإمارات. فحدودها الغربية أقرب بكثير لإسرائيل، وفي الأمد البعيد لا يمكن معرفة إلى أي مدى سيبقى حكم العائلة المالكة مستقراً، أيضاً بسبب النشاط الواسع للتنظيمات الإسلامية السنية المتطرفة في هذه الدولة".

وكان وزير الخارجية المعين في إدارة جو بايدن، توني بلينكن، قد قال عشية انتخابات الرئاسة الأميركية، إن إدارة أوباما قررت أن تكون طائرات إف-35 بحوزة إسرائيل، وفقط إسرائيل في المنطقة وأن الإدارة الجديدة ستضطر إلى النظر بشكل عميق في الصفقة مع الإمارات.

وقال هرئيل إن أقوال بلينكن تنطبق على صفقة مستقبلية مع السعودية أيضاً، في الوقت الذي يتوقع أن تكون علاقات بايدن مع بن سلمان أقل دفئاً من علاقات إدارة ترامب مع ولي العهد السعودي.

وتابع هرئيل أنه لا يتوقع في هذه الأثناء أن تتوصل السعودية وإسرائيل إلى اتفاق تطبيع علاقات بينهما. وفي المقابل، فإن تنفيذ ترامب لتهديده بشن هجوم في إيران مستبعد، لكن هجمات أميركية تحت الرادار ضد إيران، مثل عمليات تخريبية واغتيالات أخرى، ما زالت واردة.

صحيفة "جيروزاليم بوست" أكدت بدورها حصول اللقاء بين بن سلمان ونتنياهو رغم النفي السعودي. وأشارت إلى أن اللقاء تخلله بحث صفقة أسلحة.

ورأت أن الموافقة على تسريب خبر اللقاء إلى وسائل الإعلام يظهر أن التطبيع بين أقوى دولتين في الشرق الأوسط "ليس بعيد المنال"، كاشفة أن الموافقة على التطبيع بين الدولتين، مشروط بالموافقة على صفقة أسلحة للسعودية تشمل طائرات "إف-35" على غرار تلك الصفقة بين الولايات المتحدة وأبوظبي.

وأشارت إلى أنه بالإضافة إلى الصواريخ الدقيقة المتقدمة، أعربت الرياض أيضاً عن اهتمامها بأنظمة الحماية النشطة لمركباتها المدرعة وبطاريات الدفاع الصاروخي وأنظمة التداخل الإلكتروني والرادار المتقدم وأنظمة الكشف الأخرى. وقد ترغب أيضا في الحصول على طائرات بدون طيار مسلحة متقدمة مثل الطائرات المسيرة بدون طيار "MQ-9 Reaper" والأسلحة البحرية.

ولفتت الصحيفة إلى أنه مع اعتبار إيران تهديداً عالمياً، فقد تعطي إسرائيل الضوء الأخضر مرة أخرى لبيع أسلحة أخرى على نطاق واسع للمملكة، لإمالة ميزان القوى بشكل أكبر ضد طهران.

لكن التطبيع بين إسرائيل والسعودية ليس "قريب المنال" بحسب ما نقلت القناة (12) عن مصدر إسرائيلي، مؤكداً أنه لن يتم إحراز أي تقدم نحو تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية طالما الملك سلمان بن عبد العزيز في السلطة.

وقال المسؤول الإسرائيلي إن نتنياهو، وولي العهد السعودي عقدا "اجتماعاً حميماً للغاية" في السعودية. ومع ذلك ، فإن "إسرائيل تتفهم أنه لن يكون هناك انفراج في العلاقات مع السعوديين في المستقبل القريب، لأن الملك سلمان يتخذ موقفاً معاكساً تماماً لنجله، بشأن مسألة التطبيع مع إسرائيل".

وأكد أنه "لن يحصل أي تقدم في العلاقات إلا بعد رحيل الملك سلمان. إلا أن التعاون ضد العدو المشترك إيران سيزداد، وكذلك التجارة الثنائية بين البلدين". وقال المسؤول أيضاً إن الرحلات الجوية لشركة الطيران الوطنية الإسرائيلية "العال" لن تحلق فوق المملكة العربية السعودية في المستقبل القريب.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024