كورونا:اوروبا في أسوأ مراحل حالة الحرب

المدن - عرب وعالم

الإثنين 2020/03/23
حذرت منظمة الصحة العالمية من أن إنتشار وباء كورونا المستجد "يتسارع" ولكن تغيير مساره لا يزال ممكناً، داعية الدول للإنتقال إلى مرحلة "الهجوم" عبر فحص كل المشتبه بإصابتهم ووضع من خالطوهم في الحجر.
وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس خلال مؤتمر صحافي عبر الإنترنت من جنيف: "أحصيت أكثر من 300 ألف إصابة بكوفيد-19 حتى الآن، هذا مؤلم للغاية، إن الوباء يتسارع، لكننا قادرون على تغيير مساره".

وأضاف "بلوغ عتبة مئة ألف إصابة إستغرق 67 يوماً، فيما تطلّب إرتفاع الحصيلة إلى مئتي ألف إصابة 11 يوماً، أما بلوغ عتبة 300 ألف مصاب فلم يستغرق سوى أربعة أيام فقط". 

وإنتقد إعطاء أدوية للمرضى المصابين قبل توافق المجتمع العلمي على فعاليتها، محذراً من "الآمال الزائفة" التي قد تثيرها هذه الأدوية.

كما دعا أمين عام عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إلى"إعلان هدنة فورية في مختلف أنحاء العالم، لحماية المناطق التي تموج بالصراع من خطر تفشي فيروس كورونا".

وحثَ غوتيريس الأطراف المتحاربة إلى إنهاء "مرض الحرب ومكافحة المرض الذي يجتاح عالمنا وهذه المسألة تبدأ عن طريق وقف القتال في كل مكان الآن".

وفيما لم تصدر حتى الآن أي خطة عمل مشتركة من مجموعات على غرار "مجموعة الدول السبع" و"مجموعة العشرين"، إتفق وزراء مالية وإقتصاد دول الاتحاد الأوروبي مساء الاثنين على تعليق القواعد الخاصة بالديون وعجز الميزانيات وذلك لأول مرة في تاريخ التكتل بسبب تداعيات الأزمة.

وأوروبياً أيضاً تعيش دول القارة العجوز أسوأ أيامها، وتبدو الأيام المقبلة أكثر صعوبةً. 
وأعلنت إيطاليا الإثنين، عن وفاة 601 شخصاً خلال الساعات ال24 ساعة في أنحاء البلاد، ليرتفع إجمالي الوفيات إلى 6077. وقالت السلطات إن عدد المصابين في كامل إيطاليا ارتفع إلى 63927 مصاباً، شفي منهم 7432.
وسجّل 320 وفاة جديدة في لومبارديا الإيطالية، ما يمثل إستمراراً لتراجع وتيرة الوفيات بالعدوى في المنطقة الأكثر إصابة في البلاد.

وأعلن رئيس الوزراء الإيطالي، جوزيبي كونتي، عن تعليق الإنتاج في أراضي بلاده بإستثناء النشاطات الضرورية. وأعطت الهيئة الوطنية للطيران المدني في إيطاليا الضوء الأخضر لإستخدام الشرطة المحلية طائرات مسيرة لمراقبة تنقلات السكان المدعوين إلى ملازمة منازلهم.
وقال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانتشيث إن بلاده تعيش "حالة حرب" فيما أفادت البيانات الرسمية الصادرة في العاصمة الإسبانية مدريد بأن عدد حالات الإصابة بعدوى فيروس كورونا بين الأطقم الطبية في البلاد وصل إلى 3910 حالة وهذا العدد يمثل نحو 12 في المئة من إجمالي عدد حالات الإصابة في البلاد أي بما يعادل نحو حالة واحدة من كل ثماني حالات إصابة بالعدوى.

وتعد إسبانيا ثاني أكثر بلد في أوروبا بعد إيطاليا تأثراً كورونا، وقد سجلت وزارة الصحة الإسبانية حتى اليوم أكثر من 33 ألف حالة إصابة، فيما ارتفعت حالات الوفاة إلى أكثر من 2200 حالة.

وفي ألمانيا أثبت فحص مخبري أول خضعت له المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خلّوها من فيروس كورونا المستجد وهي "بحالة جيدة" في إطار العزل الذي فرضته على نفسها لفترة أسبوعين إثر احتكاكها بأحد المصابين بالفيروس، وفق متحدث حكومي.
وأشارت المستشارية الألمانية الاثنين إلى أن نتائج الفحص الأول أتت سلبية، على أن تخضع ميركل لفحوص أخرى في الأيام المقبلة لحسم المسألة نهائياً.

وفي فرنسا، وافق البرلمان على مشروع قانون يتيح فرض "حالة طوارئ صحية" لشهرين، من أجل مكافحة تفشي الوباء.

أمّا في بريطانيا، فقال وزير الإسكان إن بلاده ستطلب من مليون ونصف مليون من مواطنيها الأكثر عرضة للخطر، البقاء في المنزل طوال الأسابيع ال12 المقبلة، لحماية أنفسهم من "كورونا".

وأمهل رئيس وزراء روسيا ميخائيل ميشوستين، السلطات خمسة أيام لتطوير نظام لتعقّب الذين خالطوا أي شخص أصيب بفيروس كورونا، وذلك باستخدام بيانات تحديد الموقع الجغرافي في الهواتف المحمولة.

أما في الولايات المتحدة، أمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإنشاء مستشفيات ميدانية على نحو عاجل، تّتسع لأربعة آلاف سرير موزّعةً على الولايات الأكثر تضرراً، وهي نيويورك وكاليفورنيا وواشنطن.

وأكد وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر، أن كورونا "أثر بشكل معين على درجة إستعداد القوات المسلحة للولايات المتحدة".
وشدد إسبر، على أن البنتاغون لا يزال قادراً على تنفيذ العمليات لكن سيكون تأثير هذه الجائحة على مدى الإستعداد القتالي ملموساً في حال تطورها بالنطاق الواسع التي يتنبأ به البعض على مدى وقت طويل".
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024