الدواعش رافضو الاستسلام: نريد ممراً إلى إدلب

محمد حسان

السبت 2019/02/23
دخلت شاحنات تابعة لـ"التحالف الدولي"، ليل الجمعة/السبت، إلى مخيم الباغوز شرقي ديرالزور، لاستكمال إخراج مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" وعائلاتهم، ضمن المرحلة الثالثة من اتفاق الاستسلام، الذي توصل له الطرفان قبل أيام. ويتوقع أن تخرج الشاحنات الـ12، السبت، محملة بمقاتلي التنظيم وعائلاتهم، إضافة لمدنيين من أبناء المنطقة عالقين في المخيم.

مصدر عسكري من "قوات سوريا الديموقراطية"، قال لـ"المدن"، إن الدفعة التي يُنتظر خروجها السبت، قد تتجاوز 200 شخص معظمهم من مقاتلي التنظيم وعائلاتهم، وبينهم جرحى ومصابون، كما سيقوم التنظيم بتسليم عدد من المعتقلين لديه لـ"قسد"، في خطوة متزامنة مع عملية الإخلاء.

وسبق المرحلة الثالثة من الاتفاق، بيومين، خروج ما يقارب 300 من مقاتلي التنظيم وعائلاتهم، نقلوا إلى حقل العمر النفطي تحت حراسة مشددة من "قسد" و"التحالف الدولي"، تحضيراً لنقلهم إلى مخيم الهول جنوب شرقي محافظة الحسكة.

خروج الدفعة الأولى من مقاتلي تنظيم "الدولة"، تزامن مع إطلاقه سراح 20 معتقلاً كانوا في سجونه، معظمهم من عناصر "قسد" و"مجلس ديرالزور العسكري". ووصل عدد المعتقلين المفرج عنهم، منذ التوصل إلى الاتفاق حتى اللحظة، إلى 40 شخصاً.

إخلاء مقاتلي التنظيم يتم بطريقة سلسة، ويتوقع أن تستمر العملية لقرابة الأسبوعين، يستكمل فيها خروج جميع الموافقين على الاستسلام من المقاتلين، مع إطلاق سراح المعتقلين لديه، وتسليم كميات الذهب والمال المتبقية في حوزة التنظيم لـ"التحالف الدولي".

عمليات الخروج تتم من معبر الباغوز، تحت إشراف "التحالف" الذي تقوم دورياته بالإشتراك مع "قسد" بمرافقة سيارات الإخلاء إلى حقل العمر النفطي، المحطة الأولى لمقاتلي التنظيم الخارجين.

وبعد وصول مقاتلي التنظيم وعائلاتهم إلى الحقل، يتم توزيعهم داخل مهاجع إقامة مؤقته، يتلقى خلالها المصابون رعاية صحية، ثم يخضعون لعمليات تحقيق مبدئي يقوم بها ضباط أميركيون، بهدف الحصول على معلومات عن قادة التنظيم الفارين وأماكن تواجدهم المحتملة.

وبعد انتهاء التحقيق يُنقل المقاتلون مع عوائلهم إلى مخيم الهول، حيث مقر إقامتهم الرئيسي، ويتم توزيعهم على خيم خاصة بكل عائلة، وتوزيع مواد غذائية وصحية لهم، مع تحضير قوائم تحمل أسماء كل عائلة؛ جنسيات أفرادها وتفاصيل انضمامهم إلى التنظيم.

في مخيم الهول يخضع مقاتلو التنظيم لتحقيقات مطولة بإشراف فريق محققين خاص، يركز على محاولة حل الكثير من نقاط غموض التنظيم؛ أماكن وجود البغدادي وشخصيات الصف الأول، مصير معتقلين أجانب اعتقلهم التنظيم قبل سنوات، خلايا التنظيم في أوروبا وأميركا إن وجدت، ومعلومات أخرى.

ويخضع مخيم الهول لإدارة مباشرة من عناصر حزب "الاتحاد الديموقراطي" والقوات الأميركية، ويتلقى المعتقلون فيه معاملة جيدة بالمقارنة مع ما يعانيه المدنيون في بقية مخيمات النزوح التي تشرف عليها "قسد" والمنتشرة في مناطق سيطرتها.

وبعد انتهاء التحقيقات يعمل "التحالف" و"قسد"، على تسليم المقاتلين لسلطات بلدانهم، كما حدث مع المقاتلين المنحدرين من بيلاروسيا والسودان، بينما ترفض بعض الدول حتى الآن استعادة مقاتلين يحملون جنسيتها، مثل تونس وتركمانستان.

وبعد إخلاء مقاتلي التنظيم، تبقى قضية المقاتلين الرافضين للاستسلام، الذين يتجهزون لخوض معركتهم الأخيرة من داخل مخيم الباغوز، ويقدر عددهم بقرابة 400، قسم كبير منهم من دول شرقي آسيا.

وتحاول "قسد" إقناعهم بتسليم انفسهم وتجنب المواجهة العسكرية، وتبقي باب التفاوض مفتوحاً مع تلك المجموعة. لكن المجموعة تصف الاستسلام بـ"الجبن والخذلان ونقض البيعة لخليفة المسلمين".

محمد الخلف، من صحيفة "جسر"، قال لـ"المدن"، إن مقاتلي التنظيم الرافضين للاستسلام طلبوا طريقاً آمناً إلى إدلب للالتحاق بـ"الحزب الإسلامي التركستاني"، الذي يرتبط عناصر منه بعلاقات معرفة وقرابة مع قسم من المجموعة المُحاصرة في مخيم الباغوز.

وأضاف الخلف أن "قسد" ترفض الأمر حتى اللحظة، لعدم إمكانية تنفيذه حتى لو اضطرت وقبلت، خاصة وأن نقل هؤلاء يتطلب أما المرور من مناطق سيطرة النظام أو "درع الفرات" للوصول إلى إدلب.

معركة المفاوضات التي تخوضها "قسد" و"التحالف الدولي"، تتزامن مع معركة للقضاء على خلايا التنظيم التي تنشط بشكل كبير شرقي الفرات، والتي كان آخر هجماتها تفجير سيارة مفخخة في مدينة الشحيل، تسببت بمقتل 13 شخصاً من العاملين المدنيين في حقل العمر النفطي.

ونفذ "التحالف الدولي" خلال الساعات الـ24 الماضية عمليات انزال في ريف ديرالزور الشمالي، استهدفت عناصر من التنظيم واعتقلت 4 عناصر يحملون الجنسية الفرنسية، وقتلت عراقياً.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024