نتنياهو يتجه للمواجهة مع بايدن في الملف الإيراني

المدن - عرب وعالم

الخميس 2021/02/18
قالت هيئة البثّ الإسرائيلية الرسمية الخميس، إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيعقد مساء الخميس، جلسة هي الأولى من نوعها، للتداول حول "تغيير موقف الولايات المتحدة تجاه الاتفاق مع إيران".

ويأتي انعقاد الجلسة، بعد يوم واحد من اتصال هاتفي، هو الأول بين نتنياهو والرئيس الأميركي جو بايدن، منذ تنصيب الأخير رئيسا للولايات المتحدة.

وقالت هيئة البثّ الإسرائيلية إن رؤساء الدوائر الأمنية ووزيري الدفاع والخارجية بيني غانتس وغابي أشكنازي، سيشاركون في هذه المداولات. وأضافت "يستعد نتنياهو لمقارعة إدارة بادين في الملف الإيراني، ويرغب في إظهار موقف إسرائيلي موحّد من هذه القضية، على الرغم من الاختلافات مع غانتس بهذا الشأن".

وكان نتنياهو قد أعلن في الأسابيع الأخيرة، معارضته عودة الولايات المتحدة، للاتفاق النووي مع إيران، داعياً لمواصلة الضغوط عليها.

وعلّق السفير الإسرائيلي في واشنطن والأمم المتحدة غلعاد إردان على احتمالية المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران حول الاتفاق النووي قائلاً: "قد تكون هناك خلافات بيننا وبين الإدارة الأميركية حول قضية النووي الإيراني".

وفي السياق، طالب وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، نتنياهو بإلغاء تعيين رئيس مجلس الأمن القومي مئير بن شبات، كمبعوث خاص لكل ما يتعلق بالاتصالات مع الولايات المتحدة والدول الموقعة على الاتفاق النووي، أو إضافة مندوب عنه وعن أشكنازي، إلى جانب بن شبات.

ووجه غانتس وأشكنازي انتقادات لنتنياهو، خلال محادثات مغلقة، إثر تعيينه بن شبات كمبعوث خاص. ونقلت "معاريف" عن مقربين من غانتس وأشكنازي قولهم إنه "لا يوجد لبن شبات خلفية حول القضية الإيرانية، وهو لم يعالج هذا الموضوع أبداً، ولا يفهم اللغة الإنكليزية وليس على اتصال مع كبار المسؤولين في إدارة بايدن".

وأضافوا أنه "طالما نحن هنا، لا نعتزم السماح لنتنياهو بتحويل هذا الموضوع البالغ الأهمية أيضا إلى ساحة نتنياهو الشخصية. فالأمن القومي هو كنز لدولة إسرائيل، وينبغي التعامل بحذر وحزم". ويرى غانتس وأشكنازي أن منصب المبعوث الخاص ما زال شاغراً، ولن يسمحا بتعيين شخص في هذا المنصب من دون مشاركة حزب "أزرق أبيض".

وقالت الصحيفة إن قادة " أزرق أبيض" يتخوفون من أن نتنياهو ليس معنياً أبداً بالتوصل إلى تفاهمات مع إدارة بايدن، كما أنه ليس معنياً بالدخول إلى حوار سري حقيقي مع المسؤولين الأميركيين، وإنما العكس، "فنتنياهو يفضل تكرار الأخطاء التي ارتكبها في العام 2015، عندما لم ينجح في لجم الاتفاق النووي وتحول إلى منبوذ في واشنطن".

ويعتبر غانتس وأشكنازي أن "المصلحة الإسرائيلية هي بإقناع الأميركيين بأكبر قدر ممكن بصدق موقفنا وبأهمية إدخال تحسينات شاملة إلى الاتفاق النووي، وعدم الدخول إلى مواجهة مسبقة مع الإدارة، تجعل بايدن يغلق الباب علينا مثلما فعل أوباما في حينه".

وقال قادة "أزرق أبيض" إنه يوجد مرشحين بدلاً من بن شبات، وهم خبيرون في القضية الإيرانية و"أروقة القوة في واشنطن". وأضافت الصحيفة أن غانتس وأشكنازي يعتزمان الإصرار على إدارة المحادثات مع الإدارة الأميركية بتعاون كامل مع جهاز الأمن ووزارة الخارجية، وشددا على أنه "لن نسمح هذه المرة لنتنياهو بتحويل الموضوع إلى دمية شخصية".

يأتي ذلك في وقت تخطط إسرائيل لعقد أضخم صفقة تسليح في تاريخ الجيش الإسرائيلي. وقال موقع "واللا" العبري إن اللجنة الوزارية الإسرائيلية صادقت على الخطة الأضخم لتسليح الجيش الإسرائيلي، بتكلفة تصل إلى أكثر من 6 مليار دولار، وتشمل أحدث الطائرات وأكثرها تطوراً حول العالم.

وأكد الموقع أن الحكومة الإسرائيلية المصغرة وافقت على خطة التسليح التي تقدم بها وزير الدفاع، وهي خطة تعتبر الأضخم في تاريخ البلاد.

وتشمل الصفقة العسكرية تزويد الجيش بسرب جديد من طائرات "إف-16"، وشراء أربع طائرات للتزود بالوقود من طراز "بيغاسوس" من نوع "كيه سي 46" للمهام بعيدة المدى، وهي الطائرات التي طلبها رئيس هيئة الأركان أفيف كوخافي ضمن خطته المتعددة السنوات "خطة جدعون".

وتضم الصفقة الجديدة منظومة الدفاع "القبة الحديدية" المتطورة، فضلا عن الجيل الجديد من منظومة الدفاع "حيتس-2"، وهو أكثر الصواريخ الاعتراضية تطوراً والتي تشكل خطوة مهمة للحماية من الصواريخ الباليستية من إيران. وأوضح الموقع العبري أن الخطة التسليحية الجديدة ستضم مستقبلاً شراء سرب جديد من طائرات "إف-15" المتطورة، وكذلك شراء طائرة هليكوبتر من نوع "في-22".
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024