إدلب: الحملة على "حراس الدين" لم تنتهِ بعد

المدن - عرب وعالم

الخميس 2021/02/25
استأنفت "هيئة تحرير الشام" حملتها الأمنية ضد تنظيم "حراس الدين" في إدلب شمال غربي سوريا. وبدت الحملة الأخيرة أكثر ضراوة من سابقاتها واستهدفت قادة بارزين وشخصيات جهادية مستقلة مقربة من التنظيم. وقالت مصادر ل"المدن"، إن الحملة الآخيرة تهدف إلى توجيه ضربة قاضية للتنظيم تعمل من خلالها على إضعافه تمهيداً للقضاء الكلي عليه.

وللتغطية على حملتها اتبعت "تحرير الشام" تكتيك الحملة الأمنية العامة التي تستهدف الخلايا التابعة لتنظيم "داعش" المسؤولة عن التفجيرات والخلل الأمني الحاصل في إدلب. وأثناء عمليات المداهمة والملاحقة الأمنية التي نفذتها ضد المجموعات والخلايا المفترضة في جسر الشغور وسلقين وحارم وكفر تخاريم وتل عادة في ريف إدلب قامت باعتقال عدد كبير من قادة وعناصر "حراس الدين" وشخصيات سلفية مستقلة مقربة ومتعاطفة مع التنظيم.

وطالت حملة الاعتقالات أبو هريرة المصري والذي قبض عليه الجهاز الأمني التابع ل"تحرير الشام" منتصف شباط/فبراير في معرة مصرين شمالي إدلب، وهو نجل الشرعي العام السابق في "حراس الدين" أبو ذر المصري الذي قُتل بغارة جوية في 15 تشرين الأول/أكتوبر 2020 في ادلب. وطاولت الحملة أيضاً الشرعي العام الحالي للحراس أبو عبد الرحمن الأردني الذي اعتُقل في مدينة جسر الشغور بداية شباط.

وطاولت الاعتقالات أيضاً مقاتلين وشخصيات بارزة تابعة ومقربة من الحراس، بينهم الصحافي الفرنسي باسم موسى الحسان، والقياديان أبو يوسف وسيف الله اللذان يحملان الجنسية الفرنسية، بالإضافة إلى عدد من العناصر المرافقين لهم، ولكن الشخصية الأكثر أهمية بالنسبة للحراس والتي جرى اعتقالها في مدينة سلقين بريف إدلب، هو أبو عبد الله السوري، نجل رضوان نموس الملقب بأبو فراس السوري، أحد مؤسسي تحرير الشام.

وقال شاهين أسامة، وهو أحد قادة "حراس الدين" على مجموعته على تلغرام: "أهكذا يا جولاني يوفى أجر من كان له الفضل والسبق في قيام جبهة النصرة، أهكذا يوفى الشيخ أبي فراس السوري، باعتقال ابنه أبي عبد الله السوري الذي كبر مجاهداً عاملاً. لكن لم يكن هذا غريباً منك ومن أتباعك فلقد خنتم الجهاد الشامي الإسلامي فكيف توفون حق من بذل وضحى".

وقال مصدر محلي في سلقين بريف إدلب ل"المدن"، إن "تحرير الشام حاولت بداية العام 2021 اعتقال أبو عبد الله السوري من منزله في سلقين، لكنها لم تتمكن من اعتقاله لأنه غادر المكان قبل وصول دوريات المداهمة، فاكتفت الدورية بسرقة سيارته الخاصة وغادرت المكان". وأضاف "أصبح قادة ومقاتلي حراس الدين يتبعون إجراءات حماية وتخفٍ مكثفة خوفاً من الاعتقال، ولولاها لكانت حصيلة المعتقلين خلال هذه الفترة تضم العشرات منهم".

ويبدو أن تجدد حملة الاعتقالات والتضييق الأمني الذي تقوم به "تحرير الشام" ضد "حراس الدين" قد أضعف التنظيم بالفعل، وهو ما دفع شرعيه العام سامي العريدي إلى إصدار خطاب مكتوب تناقلته الأوساط التابعة للتنظيم ركز فيه على نقاط لها علاقة بالضغط الذي يعيشه تنظيمه في إدلب على يد "تحرير الشام".

وبدا الخطاب محاولة للتهدئة مع الهيئة على اعتبار أن الصراع في إدلب "جبهة جانبية" يجب الترفع عنها. وقال العريدي في خطابه: "يجب على المسلمين أن يتحدوا جميعاً في الحرب ضد الشرك، وعليهم جمع كل مواردهم وطاقاتهم لمحاربة الأميركيين والصهاينة، وتجنب الجبهات الجانبية، والترفع فوق المشاكل الصغيرة الأقل ضرراً".
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024