إدلب:النظام يحرق خان شيخون..وجسر الشغور محور جديد

المدن - عرب وعالم

السبت 2019/07/20
واصلت مليشيات النظام الروسية قصفها البري والجوي، ليل الجمعة/السبت، لمواقع المعارضة والمدنيين في مدن وبلدات أرياف حماة وادلب واللاذقية وحلب. وعززت المعارضة مواقعها في جبهات سهل الغاب بالمزيد من القوات والعتاد الحربي، وقصفت بالأسلحة الثقيلة مواقع المليشيات على أكثر من محور، بحسب مراسل "المدن" خالد الخطيب.

وقصفت الطائرات الحربية بعد منتصف الليل بلدة بداما وقرى قريبة منها في ريف جسر الشغور غربي ادلب، وطال القصف الجوي مواقع تابعة للمعارضة في جبلي التركمان والأكراد. وكثف طيران الاستطلاع من تحركاته في سماء المنطقة المستهدفة. وشهدت محاور القتال في السرمانية شمالي سهل الغاب، وكبينة في ريف اللاذقية الشمالي اشتباكات متقطعة وقصفاً متبادلاً بين المعارضة والمليشيات.

وامتد القصف الجوي إلى قرى وبلدات جبل الزاوية وريف ادلب الجنوبي، وكفرسجنة وأم زيتونة وترملا ومعرزيتا وكفرومة والشيخ مصطفى وأرينبة ومزارع التمانعة وحرش عابدين وركايا وحاس. وقصفت المليشيات بلدتي كفرنبل وكفرعين بالصواريخ. وقُتِلَ مدنيان في حاس، وأصيب مدنيون في خان شيخون التي نالتها الحصة الأكبر من نيران المليشيات الجوية والبرية. وتجاوز عدد الغارات التي نفذها الطيران الحربي والمروحي في خان شيخون الـ50، بالبراميل المتفجرة والصواريخ.

قصف المليشيات المتنوع استهدف أيضاً مدن وبلدات اللطامنة وكفرزيتا والزكاة وحصرايا ولطمين وتل ملح والجبين والصخر وكورة وأم نير وكوكبة واللويبدة وميدان غزال وجب سليمان والحويجة والحواش والعنكاوي في ريف حماة الشمالي والشمالي الغربي. وتعرضت القرى والبلدات في ريفي حلب الجنوبي والغربي لقصف مدفعي وصاروخي. واستأنفت الطائرات غاراتها، صباح السبت، بعد توقف لساعات، واستهدفت الغارات مدينة أريحا وعدداً من قرى وبلدات جبل الزاوية في ريف ادلب.

محاور قتال جديدة

توسع قصف المليشيات خلال اليومين الماضيين وامتد بشكل عنيف إلى منطقة جسر الشغور وريف اللاذقية المتصل معها جغرافياً. وواصلت المليشيات في الوقت ذاته تصعيدها في الجبهات التقليدية وقصف القرى والبلدات القريبة وخطوط امدادها. وزاد عدد الغارات الجوية، الجمعة، عن 150 غارة، بالإضافة لأكثر من 500 قذيفة صاروخية ومدفعية استهدفت تحركات المعارضة في جبهات القتال والخطوط الخلفية. واعتمدت المليشيات في توجيه نيرانها الثقيلة على طيران الاستطلاع بشكل كبير، وتمكنت المعارضة من اسقاط طائرة استطلاع تابعة للمليشيات من طراز "زاستافا" الروسية في دوير الأكراد شمالي سهل الغاب.

القائد العسكري في "جيش العزة" العقيد مصطفى بكور، أكد لـ"المدن"، أن توسع قصف المليشيات نحو منطقة جسر الشغور غربي ادلب والساحل يهدف إلى إفراغ المنطقة من سكانها تمهيداً لفتح محور بري جديد، بعدما استعصت المحاور التقليدية على المليشيات شمالي حماة. وبحسب بكور، فإن المليشيات حافظت على الوتيرة ذاتها من التصعيد الجوي والبري في بقية المحاور لتقطع الطريق على المعارضة وتمنعها من شن هجمات برية.

وشهدت مدينة جسر الشغور والقرى في ريفها القريب حركة نزوح واسعة خلال الساعات الـ48 الماضية، بسبب القصف الجوي والبري العنيف الذي تعرضت له ليلاً. مئات العائلات غادرت المدينة إلى مناطق قريبة من الشريط الحدودي شمال غربي ادلب.

المعارضة جاهزة.. و"كتائب الفتح"

وتبدو المعارضة من جهتها، جاهزة للمعركة المفترضة التي تمهد لها المليشيات، ودفعت بالمزيد من التعزيزات، وأنشأت تحصينات وأخفت جزءاً من مواقعها عن طيران الاستطلاع الذي يتحرك بكثافة في خطوط التماس راصداً تحركاتها ومواقعها. وكانت "كتائب الفتح"، آخر الواصلين إلى جبهات سهل الغاب وريف جسر الشغور، الجمعة، وقالت الكتائب إن أكثر من 500 مقاتل توزعوا على محاور القتال في المنطقة.

وتأسست "كتائب الفتح" في نيسان/أبريل، وشهدت زيادة في أعداد مقاتليها منذ بداية تموز/يوليو بعدما انضم الى صفوفها العشرات من أبناء ريفي حلب الغربي والجنوبي وريف حماة الشمالي. وتضم الكتائب مقاتلين منشقين عن "هيئة تحرير الشام"، ومنشقين عن "جبهة أنصار الدين"، ولا يوجد في صفوفها مهاجرون. القائد العسكري في "كتائب الفتح" النقيب أمين ملحيس، أكد لـ"المدن"، أن الكتائب تشترك بشكل جدي في المعارك ضد المليشيات، ولديها نقاط تمركز في عدد من المحاور. وبحسب ملحيس، تنسق الكتائب مع كافة الفصائل في ادلب ومحيطها.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024