المدن - عرب وعالم
بعض الأخبار والمعلومات التي تتداولها المعارضة تتحدث عن قبول مفترض للفصائل المعارضة والإسلامية بالانسحاب الجزئي من منطقة "خفض التصعيد" والسماح لدوريات تركية-روسية مشتركة تمهد لفتح الطريقين الدوليين، حلب-دمشق، وحلب-اللاذقية قبل نهاية عام 2019، ويقابل انسحاب الفصائل المفترض من المنطقة، انسحاب مشابه لمليشيات النظام من المناطق التي سيطرت عليها خلال عملياتها العسكرية التي بدأت في أيار/مايو الماضي شمالي حماة وصولاً إلى الأطراف الجنوبية في ادلب.
مدير المكتب السياسي في "فرقة المعتصم" التابعة لـ"الجيش الوطني" مصطفى سيجري، قال لـ"المدن"، إن " الحديث عن تفاهمات روسية تركية وصفقة سرية لتسليم روسيا الطرق الدولية والانسحاب من بعض المدن والبلدات لصالح النظام إشاعات كاذبة مصدرها العدو لبث الفتنة ولإضعاف روح المقاومة عند الشارع السوري، سيناريو يتكرر ويسبق كل عدوان، الأدوات ذاتها والأبواق نفسها".
المعلومات المتداولة بين المعارضة حول عودة مفترضة للهدنة في ادلب لم تؤكدها المعارضة المسلحة بشكل رسمي، واعتبرها بعض قادة الفصائل شائعات تفتقد للدقة يروجها النظام لخلق بلبلة في أوساط المعارضة، وهي شائعات اعتاد النظام على ترويجها أثناء المعارك وهي تندرج في إطار الحرب الإعلامية والنفسية.
المتحدث باسم "الجيش الوطني" الرائد يوسف حمود، قال لـ"المدن"، إن حدوث تغييرات ميدانية في ادلب واردة جداً خلال الفترة القادمة وليس بالضرورة أن تكون متطابقة مع المعلومات المتداولة، وبحسب حمود، المواقف الدولية تلعب دوراً أيضاَ.
نائب مسؤول المكتب السياسي في "لواء السلام" التابع لـ"الجيش الوطني" هشام سكيف، أكد لـ"المدن" أن الحديث عن اتفاق هدنة جديد كما يروج غير صحيح حتى الآن، وأن المليشيات الإيرانية تحاول أن يكون لها دور أكبر في الفترة الحالية وبدا ذلك برضا روسي لزيادة الضغط وتحصيل المزيد من المكاسب لكن الأطراف تبدو حريصة على أن لا تنفجر الأوضاع، وتبقى الأوضاع الميدانية بين شد وجذب.
من جهة ثانية، أكد مصدر عسكري لـ"المدن"، أن الفصائل المعارضة والإسلامية حضرت لهجوم بري معاكس في جبهات جنوب شرق ادلب مؤخراً لاستعادة القرى والبلدات التي سيطرت عليها المليشيات، لكنها توقفت بشكل مفاجئ عن العملية. وبحسب المصدر، قد يكون سبب منع التصعيد من جانب المعارضة في الوقت الحالي يعود إلى اتفاق تركي-روسي محتمل يلزم المليشيات بالتوقف عن الهجمات والقصف والعودة مجدداً إلى اتفاق الهدنة الأخيرة التي بدأت في 31 آب/أغسطس الماضي.