روسيا في مطار القامشلي: تنافس ام تعاون مع اميركا؟

المدن - عرب وعالم

الجمعة 2016/01/22
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز"، الخميس، مقالاً بعنوان "بينما روسيا والولايات المتحدة، يدفعان باتجاه محادثات سلام، فهما يتسابقان على التموضع في سوريا".

وتؤكد الصحيفة الإدعاءات بأن روسيا تتحرك لإقامة قاعدة طيران شمال شرقي سوريا، بالقرب من قاعدة أخرى أخذتها الولايات المتحدة لعملياتها.

وقال سكان محليون، من الحسكة، إن الولايات المتحدة تزيد مساعداتها للمليشيات الكردية، حتى أنها سيطرت على مطار زراعي صغير، وهو الأمر الذي نفاه مسؤولون في وزارة الدفاع.
ويبدو بأن القوتين، تفترضان أن جهود السلام ستفشل، وتعملان على الطور الجديد من الحرب. وجهودهما، المتنافسة والمنفصلة، ضد "الدولة الإسلامية"، هي جزء من حرب موازية، على من سيقود القتال ضد الجماعة المتطرفة.

في باريس، الخميس، قال وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر، بإن استراتيجة روسيا "خطأ مأساوي"، تركز بشكل كبير على "دعم قوات النظام ضد المعارضة".

وقال مسؤول في "الـبنتاغون"، بإنه لا يوجد تعاون عسكري حالي مع موسكو، وهذا متعلق بوزارة الخارجية الأميركية، التي تحاول التوصل إلى اتفاقية مع روسيا، حول استراتيجية لخروج الأسد.

وقال مقاتل سوري معارض، بإن الجيش الروسي، يتقدم باتجاه قاعدة جوية بالقرب من مدينة القامشلي، ويجند المقاتلين من محافظة دير الزور، بمن فيهم جماعات عملت معهم الولايات المتحدة في إطار برنامجها الفاشل "تدريب وتسليح" المعارضة السورية.
وأشار المقاتل إلى أن اتصالات روسية مع عناصر كردية من "قوات سوريا الديموقراطية"، جرت خلال لقاء في مدينة تل أبيض قرب الحدود التركية. وقال المقاتل: "لقد كنا متفاجئين من لقاء وفد روسي في مقرنا الرئيس". وأشار إلى أن هذه المجموعة، كانت مدعومة من قبل رئيس "الإئتلاف الوطني" السابق أحمد الجربا، ما قد يشير إلى وجود تفاهم سري روسي-سعودي.

وتؤكد هذه الأنباء، ما سبق ونشرته "لجان التنسيق" عن انتشار 100 عسكري روسي في مطار القامشلي، وأن المسؤولين الروس التقوا بمسؤولين من النظام وقادة المليشيات الكردية، لمناقشة الانتشار الروسي في المدينة.

تلك التقارير أشارت إلى أن الأكراد الذين لم يعانوا من عنف قوات النظام، يتعاونون مع كلا الطرفين: الأميركيون وفصائل المعارضة العربية من جهة، والحكومة وروسيا من جهة أخرى. ولكن الناشطين يقولون بإن روسيا انتشرت في مناطق تسيطر عليها قوات النظام، لا تلك التي يحكمها الأكراد الذين تدعمهم أميركا والفصائل العربية.

وكانت الولايات المتحدة، قد نقلت اهتمامها إلى "قوات سوريا الديموقراطية" التي أطلقت في تشرين الأول/أكتوبر 2015، وتقدمت باتجاه "الدولة الإسلامية" شمالي سوريا. وأنشأت الولايات المتحدة، مؤخراً، قاعدة جديدة في محافظة الحسكة، للقوات الخاصة ولدعم عملياتها هناك.

وأكد مسؤولان في وزارة الدفاع الأميركية، الانتشار الروسي، ولكنهما أشارا إلى أن موسكو لا تركز على التدخل المباشر مع المقاتلين، كما يفعل الأميركيون في المواقع ذاته.
رئيس "هيئة الأركان المشتركة" الأميركية جوزيف دانفورد، قال: "لست متأكداً إذا كنت سأصفها بتقديم دعم للناس انفسهم، كما نفعل نحن".

الصحيفة نقلت عن المقاتل، أن الروس عرضوا على قبيلته "الشعيطات"، المساعدة والسلاح، لاستعادة مناطقهم في دير الزور من قبضة تنظيم "الدولة".

وقد عُلّقت الخطة، بعدما استجاب 200 مقاتل بدلاً من 300 طلبتهم موسكو. وأضاف المقاتل أن تلك الجهود لن تثمر، طالما أن "الدولة الإسلامية" تحاول الاستيلاء على كامل مدينة دير الزور، من قبضة النظام.

معارض سوري من الحسكة، قال للصحيفة، إن طائرتين تحملان ذخيرة خفيفة، هبطتا في قاعدة الحسكة، بالقرب من رميلان،  في مطار زراعي صغير. وقال بإن 150 مقاتلاً أميركياً يتواجدون هناك، يحرسهم الأكراد.

في واشنطن، قال مسؤولون أميركيون إنهم يراقبون الانتشار الروسي في مطار القامشلي، ولكن ليس من الضروري رؤية ذلك كتطور سلبي. بينما أشار بعض المسؤولين الأميركيين، إلى أن جميع الأطراف المتورطة؛ الروس والأكراد والسنة العرب وقوات النظام، كانوا يسعون للاستفادة من تحرك القوات.

أحد المسؤولين الأميركيين، قال إن الروس يحاولون لعب دورين، الأول عبر إخبار الأكراد بأنهم سيستخدمون القاعدة العسكرية لقتال "داعش"، والثاني عبر إخبار النظام بإنهم يستخدمون القاعدة لتحسين موقعه في البلاد. أضاف المسؤول: "إنها أيضاً محاولة من قبل الروس، لتقديم أنفسهم كأبطال"، في حين أشار مسؤول آخر، إلى أن نشر 100 مجند روسي، في مطار شرقي البلاد بعيد عن قواعدهم البحرية في الغرب، هو انتشار صغير، له أهمية جغرافية أكبر من تلك العسكرية.

كما يمكن أن يدعم ذلك، رواية روسيا بأنها تهاجم "الدولة الإسلامية" كما تفعل مع معارضة الأسد المدعومة غربياً. بحسب مسؤول أميركي. وأضاف أن المسؤولين الروس، يدركون بلا شك، أن التعاون المفتوح مع المليشيات الكردية، خاصة القريبة من الحدود مع تركيا وسط الاشتباك العسكري الحالي التركي-الكردي، سيثير غضب الحكومة التركية. فموسكو تسعى للاستهزاء بتركيا، منذ أسقطت طائرتها في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.

المسؤولون الأميركيون، لديهم ملاحظة تحذيرية واحدة. أي تصعيد للنشاط الجوي الروسي في الشمال الشرقي، كما يقولون، سيتعارض مع قوات المهام الخاصة الأميركية، التي بدأت مؤخراً تقديم الدعم والمشورة، للمقاتلين العرب السوريين، الذين يشقون طريقهم إلى الرقة.

أضاف أحد المسؤولين الأميركيين: "مع تدخل الشباب في سوريا، علينا أن نكون حذرين للغاية في أجواء الشمال السوري".
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024