الاتحاد الاوروبي يرعى إستئناف الحوار الاميركي الايراني

المدن - عرب وعالم

الجمعة 2021/02/19
أعلن المتحدث الرسمي باسم المفوضية الأوروبية للشؤون الخارجية، بيتر ستانو الجمعة، أن الاتفاق النووي الإيراني يمر في فترة عصيبة، مشيراً إلى استعداد الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي لدعوة المشاركين في خطة العمل الشاملة المشتركة والولايات المتحدة لعقد مشاورات غير رسمية.

وقال ستانو لوكالة "سبوتنيك": "نحن على استعداد، مع الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي لوضع خطة عمل شاملة مشتركة، ودعوة المشاركين في خطة العمل الشاملة والولايات المتحدة لإجراء مشاورات غير رسمية لمناقشة المزيد من الإجراءات"، بما يخص عملية إنعاش الاتفاق النووي.

ووفقا للمتحدث، فإنه لا يوجد حتى الآن اتفاق نهائي على مثل هذه المشاورات غير الرسمية، لكن العمل جارٍ، مؤكدا أن "الدعوات لم ترسل بعد. الأمر يتطلب المزيد من العمل".

من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية الألمانية أن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سيناقشون ملف إيران خلال اجتماعهم في بروكسل الاثنين . وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية إنه من المهم أن تغتنم إيران فرصة الدبلوماسية.

تأتي هذه التصريحات في وقت أعلنت فيه إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، يوم الخميس، أنها مستعدة للقاء مسؤولين إيرانيين تحت رعاية الاتحاد الأوروبي لتحريك المساعي الدبلوماسية تجاه الملف النووي الإيراني.

وقال مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأميركية لوكالة "رويترز"، إن "إدارة بايدن ترى الآن أن هناك فرصة، لأول مرة منذ سنوات، لإنهاء حملة الضغوط القصوى على إيران والعودة إلى الدبلوماسية معها".

من جانبها، رحبت روسيا بالإعلان الأميركي الأخير، إذ قال الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، إن نية الولايات المتحدة في التخلي عن العقوبات ضد إيران أمر جيد، مشيراً في الوقت ذاته إلى ضرورة استعادة خطة العمل الشاملة المشتركة.

واعتبرت موسكو أن هذا الإعلان بمثابة الخطوة الأولى  نحو استعادة عمل خطة العمل الشاملة المشتركة بالكامل، وفقاً لتصريحات لنائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف قال فيها: "دعونا نأمل بأن الاجتماع يمكن أن ينعقد، ولكن من دون اتصالات ومن دون اجتماعات، يكاد يكون من المستحيل تحقيق أي نتيجة. لقد شاطرنا أفكارنا مع الزملاء حول إجراءات لتقريب نهج الأطراف". وأشار إلى أنه لا يوجد حديث حتى الآن عن تنظيم اجتماع على المستوى الوزاري.

من جهتها، لا تزال تل أبيب متشبثة بموقفها الرافض للعودة إلى الاتفاق النووي بصيغته الأولى عام 2015، إذ اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن العودة إلى الاتفاق تمهد الطريق أمام إيران لامتلاك ترسانة نووية. وقال في بيان، إن "إسرائيل تتمسك بالتزامها بمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية وموقفها من الاتفاقية النووية لم يتغير". وأشار البيان إلى أن "إسرائيل تجري حواراً متواصلاً مع الولايات المتحدة بهذا الشأن".

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية كشفت أن نتنياهو يعمل على تشكيل طاقم يبلور رؤية إسرائيلية خلال محادثات مع إدارة بايدن حول إيران والبرنامج النووي الإيراني.

ونقل موقع "واللا" الإسرائيلي، عن مسؤولين في مكتب نتنياهو قولهم إن "الطاقم سيضم مندوبين عن مجلس الأمن القومي، وزارتي الخارجية، والدفاع، والجيش، والموساد ولجنة الطاقة الذرية".

يأتي ذلك في وقت أعلن قائد القيادة المركزية للجيش الأميركي (سنتكوم) الجنرال كينيث ماكنزي أن الجيش الأميركي يبحث عن قواعد احتياطية في السعودية لمنع تحول قواته المنتشرة في المملكة إلى أهداف واضحة في حال حدوث توتر مع إيران.

وقال ماكنزي لصحافيين يرافقونه خلال جولة في الشرق الأوسط: "نحن لا نسعى إلى بناء قواعد جديدة"، مضيفاً "ما نريد أن نفعله بدون إغلاق هذه القواعد الحالية هو أن نكون قادرين على الانتقال إلى قواعد أخرى لاستخدامها في أوقات خطر شديد". وأشار إلى أن هذه الخطة تهدف إلى زيادة مرونة القوات الأميركية وجعل إمكانية  استهدافها "أصعب على الخصم".

وكان الجنرال ماكنزي قد زار السعودية في كانون الثاني/ديسمبر، ليناقش مع سلطات المملكة إمكان استخدام قواعد عسكرية سعودية في غرب البلاد لتكون قواعد احتياطية للقوات الأميركية في المنطقة في حالة حدوث توتر أو حرب مع إيران.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024