السويداء: طرد دورية عسكرية روسية..بوابل من الرصاص

المدن - عرب وعالم

الخميس 2018/12/06
‎فرت دورية للشرطة العسكرية الروسية من مدينة شهبا شمال السويداء، الأربعاء، بعد تعرضها لإطلاق نار من قبل مجموعة شبان مسلحين من أبناء المدينة، رفضوا تجولها المتكرر، بحسب مراسل "المدن" زين الحلبي.

وأفادت شبكة "السويداء 24" أن دورية للشرطة العسكرية الروسية تجولت لمدة 3 أيام متتالية في أسواق مدينة شهبا، ما دفع مجموعة مسلحين لاعتراضها وإطلاق الأعيرة النارية بالهواء، طالبين من عناصرها المغادرة إلى مواقعهم وعدم العودة مجدداً. وأوضحت الشبكة، أن بعض المارة تمكنوا من احتواء الموقف، وسمحوا للدورية الانسحاب من المدينة.

مصادر "المدن" في شهبا أكدت أن الدورية المذكورة تتبع لمركز في نقطة عسكرية روسية بجوار مطار خلخلة العسكري شمال المحافظة، حيث تتواجد القوات الروسية في تلك المنطقة منذ منتصف عام 2017، بعد إعلان اتفاق خفض التصعيد بين قوات النظام من طرف وفصائل المعارضة من طرف أخر جنوب غرب سوريا، إذ نشر الروس 6 نقاط مراقبة متفرقة على طول الخط الواصل بين محافظتي درعا والسويداء، ووضعوا القاعدة الرئيسية لهم قرب مطار خلخلة.

الشبان الذين اعترضوا الدورية غالبيتهم مقاتلون محليون، وبينهم عناصر من مليشيا الدفاع الوطني، وجميعهم مطلوبين بقضايا مختلفة سواء للخدمة في صفوف النظام، أو قضايا سياسية أو جنائية، تخوفوا من التجوال غير المعتاد للدورية المصفحة في شوارع المدينة وأزقتها الأثرية خلال الأيام الماضية، واعتبروه "جس نبض" لهم، حيث ترصدوا لها منذ ساعات الصباح، وعندما وصلت في المساء خرج الشبان بشكل مفاجئ أمامها وبادروا بإطلاق النار على السيارة وبالهواء، فيما حاول أحد العناصر الذي يتقن اللغة العربية تفادي الموقف بالقول أنهم من "الأصدقاء"، لكن الشبان أبلغوهم الرسالة بشكل واضح بأنهم أشخاص غير مرحب بهم في المدينة، لتفر الدروية مسرعة شمالاً باتجاه خلخلة.

إطلاق النار على الدورية يعتبر التصعيد الأعلى من نوعه مع الروس في محافظة السويداء، وسبقه خلافان في عام 2017 الأول في قرية الجنينة شمال شرق السويداء، أثناء توزيع وفد روسي لمساعدات غذائية في القرية، حيث حصل اشتباك بالأيدي بين عناصر النظام المرافقين للوفد وشبان من القرية، تطور لإنزال العلم الروسي وتدخل الوجهاء لفض الشجار. أما الخلاف الثاني فكان في قرية خلخلة، عندما قام بعض أبناء القرية بضرب ثلاثة جنود روس نتيجة تسكعهم بين المنازل في وقت متأخر من الليل، حيث زار جنرال روسي القرية في اليوم التالي واعتذر من الأهالي فيها رغم تعرض عناصره الثلاثة لضرب مبرح.

جس النبض الروسي للشارع في السويداء ترافق مع إرسال قوات النظام تعزيزات أمنية جديدة إلى المحافظة في الأيام الماضية. وتؤكد مصادر "المدن" وصول 450 عنصر من وحدات حفظ النظام إلى مدينة السويداء، استقروا في السجن المدني، فضلاً عن التعزيزات العسكرية التي دفع بها النظام من الفرقة الرابعة مطلع أوكتوبر/تشرين الأول الماضي، وسط أنباء يشيعها النظام عن نيته نصب عشرات الحواجز لضبط الوضع الأمني المتردي، والقبض على المطلوبين لقضايا جنائية، مما خلق حالة من القلق لدى سكان المحافظة من أن يستغل النظام الملف الأمني لإعادة سيطرته بشكل كامل والقبض على عشرات آلاف المتخلفين عن الخدمة وسوقهم مكبلين، لكن الحسابات تختلف في السويداء، فالنظام يتجنب الخشونة والعنف فيها منذ بداية الثورة، والسلاح بات ينتشر بشكل واسع بين أبناء المحافظة.

"قوات الفهد"، الفصيل المحلي الوحيد في السويداء، الذي دخل بمفاوضات مع الروس لتسوية أوضاع عناصره والانضمام إلى التشكيلات التي تشرف عليها روسيا، أصبح قاب قوسين أو أدنى من إنهاء المفاوضات، بعد أن رفض شروطاً روسية عديدة للتسوية، من بينها التوجه إلى تخوم أدلب والانخراط إلى جانب قوات النظام، أو تسليم جميع أسلحته وعودة عناصره للحياة المدنية تحت حماية الروس، بينما يشترط الفصيل أن يبقى ضمن محافظة السويداء للدفاع عنها، وأن لا يخضع لسلطة "الفيلق الخامس"، أما بقية الفصائل المحلية فما زالت مصرة على موقفها حتى اليوم بعدم الدخول في تسوية مع الجانب الروسي.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024