منبج: قاعدة أميركية خامسة.. وتعزيزات فرنسية

عدنان الحسين

السبت 2018/04/07
تشهد مدينة منبج وريفها في ريف حلب الشرقي، حركة غير مسبوقة للقوات الأميركية وحليفتها على الأرض "قوات سوريا الديموقراطية". وبدأت القوات الخاصة الأميركية تعزيز تواجدها في المدينة التي انتقلت إليها حشود عسكرية كبيرة من "قسد" قادمة من جبهات تل رفعت ومن شرقي الفرات.

أكثر من 50 آلية بينها 22 عربة هامفي دخلت مدينة منبج، خلال اليومين الماضيين، بالإضافة الى شاحنات تحمل عوارض اسمنتية وأسلاكاً شائكة توجهت شمالاً إلى قاعدة "معمل الزعتر".

ويتواجد في منبج وريفها أربع قواعد عسكرية لـ"التحالف الدولي"؛ قاعدة سد تشرين شرقاً، وقاعدة العسلية في الشمال الغربي، وقاعدة معمل الزعتر شمالاً، بالإضافة إلى المربع الأمني في وسط المدينة الذي يعتبر القاعدة الرئيسية. ويتواجد ضمن هذه القواعد عشرات العناصر من قوات "التحالف الدولي"؛ خاصة من بريطانيا وفرنسا وكندا وألمانيا.

وبحسب مصادر "المدن"، فقد باشرت القوات الأميركية بناء قاعدة عسكرية خامسة في مزرعة النعيمية شمالي منبج على مسافة 6 كيلومترات من خطوط التماس مع الجيش الحر والقوات التركية المنتشرة على طول خط نهر الساجور.

القاعدة العسكرية الأميركية الجديدة هي الأقرب إلى خطوط التماس. حجم المعدات التي جلبتها القوات الأميركية إلى مزرعة النعيمة، من قواعدها الرئيسية في قرية السبت وصوامع صرين شرقي نهر الفرات، يُرجح أنها ستكون قاعدة رئيسية لها.

وعملت القوات الخاصة الأميركية على توسيع قاعدة "معمل الزعتر" بتدعيمها بالعوارض الإسمنتية وتوسيع مساحتها، وكذلك "قاعدة العسلية" شمال غربي منبج عبر تدعيمها بعربات ومصفحات ثقيلة وتزويدها بأجهزة اتصال وجرافات. التوسعة للقواعد العسكرية رافقها وصول أكثر من 100 عنصر، وعدد من الضباط.

وسبق وصول تلك التعزيزات انفجار عبوة ناسفة، في 29 أذار/مارس، تسببت بمقتل عنصرين من "التحالف الدولي" وإصابة خمسة، بعد عملية أمنية بهدف ملاحقة أحد عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية". مصادر "المدن" في منبج أشارت إلى أن الانفجار قد يكون مفتعلاً من قبل "قسد"، لاقناع قوات "التحالف" بأن خطر تنظيم "الدولة الإسلامية" ما زال قائماً.

كما وصلت مؤخراً، قوات فرنسية برفقة القوات الأميركية، وزارت نقاط التماس مع قوات الجيش الحر والقوات التركية شمالي منبج.

وقدمت تعزيزات لـ"قسد" من مدينة تل رفعت وقرى ديرجمال ومنغ، غربي حلب، ووصلت إلى منبج، وتمركز قسم منها في المقرات داخل المدينة، بينما انتشر القسم الآخر على مقربة من جبهات نهر الساجور شمالاً. ووصلت تعزيزات لـ"قسد" من شرقي نهر الفرات، قادمة من عين العرب وتل أبيض والقامشلي، تمركز القسم الأكبر منها على الضفة الشرقية لنهر الفرات، وباشر بحفر الخنادق والأنفاق على غرار تلك التي وجدت في عفرين. ومن المتوقع أن تكون الضفة الشرقية، وتحديداً منطقة قره قوزاق وقرى شمال غربي صرين، هي الخط الدفاعي الثاني في حال سيطرت تركيا والفصائل المدعومة منها على منبج.

ولا يبدو أن أميركا ستتخلى عن منبج بسهولة، فالقوات الأميركية، ولأول مرة، تتجول بشكل مكثف داخل أسواق المدينة، بعدما كانت تحركاتها سابقاً تقتصر على المرور فقط في المدينة. كما صار اعتيادياً رؤية قوات أميركية على الحواجز المحيطة بالمدينة، وتدخلها في عمليات التفتيش. في حين أن المروحيات الأميركية تعمل على نقل المعدات والعتاد، بشكل يومي، إلى القواعد العسكرية في محيط مدينة منبج.

الضباط الأميركيون توجهوا إلى زعماء العشائر في المدينة وريفها، بغية استمالتهم إلى جانبها. وتحدثت مصادر عن زيارة ضباط "التحالف" لعشائر البوبنا والبني سعيد والسلطان والبكارة والجيس، وتركز الحديث على أراء العشائر بـ"قسد"، وتواجدها في المدينة.

روسيا بدورها، ليست بمعزل عما يحصل في منبج، إذ شجّعت عدداً من زعماء العشائر المحسوبين على النظام، للتظاهر ضد "التدخل الأجنبي" في منبج، في رسالة بأن النظام جاهز لاستعادة المدينة، والوقوف في وجه التقدم التركي، وطرد الأميركيين منها.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024