العالم يحاول تفكيك القنبلة البريطانية: كابوس الانفصال بدأ

المدن - عرب وعالم

الجمعة 2016/06/24
تتوالى ردود الأفعال الأوروبية، والعالمية، على "المفاجأة" البريطانية المتوقّعة، باختيار أكثر من نصف الناخبين الانفصال عن الاتحاد الأوروبي، في استفتاء تاريخي، قد يتكرّر في عواصم أوروبية أخرى، مهدداً وحدة الأعضاء الـ27 الباقين في الاتحاد.

المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، قالت في خطاب، الجمعة، إن خروج بريطانيا "ضربة موجهة إلى أوروبا وآلية توحيدها"، واعتبرت أنه "يجب أن لا نخلص إلى نتائج تزيد من انقسام أوروبا"، بينما رأى وزير الخارجية فرانك فالتر-شتاينماير إنه "من المهم الآن أن نحافظ على تماسك أوروبا معا وألا ننزلق إلى الهستيريا والصدمة".

وقال وزير الاقتصاد الألماني زيجمار جابرييل، إن القرار "ليس نهاية أوروبا" لكنه أشار إلى وجوب أن تنظر بروكسل "إلى النتيجة كإشارة تحذيرية ونداء عاجل لإصلاح التكتل". واعتبر المسؤول الألماني أن تصويت غالبية الشباب البريطانيين لصالح البقاء في الاتحاد أمر جيد، مضيفاً "علينا ألا نرفع الجسر المتحرك مع بريطانيا حالياً..لا شيء يدوم إلى الأبد".

من جهته، نبّه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، الى أن قرار البريطانيين "يضع أوروبا في مواجهة اختبار خطير"، ودعا الاتحاد الأوروبي إلى التركيز "على أولويات الأمن والدفاع وحماية الحدود".

وفي إسبانيا، أعلن القائم بأعمال وزير الخارجية خوسيه مانويل جارثيا، إن بلاده ستسعى لسيادة مشتركة على جبل طارق، مشيراً إلى أن "التصويت غير تماماً التوقعات بشأن مستقبل شبه الجزيرة" التي تخضع للسيادة البريطانية منذ 1713، وتشكل محور خلاف كبير بين إسبانيا وبريطانيا.

في المقابل، أصدر الكرملين بياناً، اعتبر فيه خروج بريطانيا من الاتحاد "شأناً داخلياً"، وأكد أن روسيا ترغب في بقاء الاتحاد الأوروبي كقوة اقتصادية كبيرة، وعبر عن أمل موسكو "في تحسين العلاقات مع بريطانيا نظراً للواقع الجديد". بينما اعتبر وزير الخارجية البريطانية فيليب هاموند أن نتائج الاستفتاء "أبهجت" الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

من جهته، قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم إن أنقرة "مع اتحاد أوروبي قوي يضمن له البقاء في المستقبل"، بينما اعتبر نائبه نورالدين جانيكلي أن خروج بريطانيا من الاتحاد "يعني بداية تفككه"، واصفاً بريطانيا بأنها "أول من قفز من السفينة".

في غضون ذلك، أكدّت رئيسة الوزراء الاسكتلاندية نيكولا ستورجن، أن الإسكتلنديين يريدون البقاء في الاتحاد الأوروبي، وأنهم سيعيدون النظر في استفتائهم في العام 2014، بشأن البقاء ضمن بريطانيا أو الانفصال عنها. وقالت ستورجن "نريد الحفاظ على موقعنا كاسكتلنديين في الاتحاد الأوروبي"، معتبرة أن بلادها أُخرجَت من الاتحاد الأوروبي خلافا لرغبتها، بموجب الاستفتاء البريطاني. أما رئيسة وزراء أيرلندا الشمالية أرلين فوستر، فقد رفضت دعوة أطلقها نائبها مارتن مكجينيس، لإجراء استفتاء على الوحدة الأيرلندية ووصفتها بأنها دعوة "انتهازية".

وكان للمرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية دونالد ترامب، قال لدى وصوله إلى اسكتلندا التي صوتت مع البقاء في الاتحاد الاوروبي، وقال إن خروج بريطانيا"أمر عظيم ورائع"، واعتبر أن "الاتحاد الأوروبي في طريقه إلى الانهيار".
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024