إسرائيل تستهدف "حزب الله" في مطار الضبعة

سيباستيان حمدان

الجمعة 2018/05/25
استهدفت المقاتلات الحربية الإسرائيلية مواقع لمليشيا "حزب الله" اللبنانية في مطار الضبعة العسكري في ريف حمص، بالقرب من الحدود السورية-اللبنانية. وجاء الاستهداف بعد 30 دقيقة من دخولها المقاتلات الإسرائيلية للأجواء اللبنانية الساعة 8:25 من مساء الخميس.

وقالت مصادر "المدن" إن المقاتلات الإسرائيلية استهدفت 3 أو 4 مواقع للحزب على أطراف مطار الضبعة العسكري، وهي؛ مركز القيادة وغرف العمليات والمساكن العسكرية، والحواضن والمستودعات العسكرية، وكتيبة تتبع لقوات الدفاع الجوي من "اللواء 72" وتحوي على منظومة "أس 200".

وأشارت مصادر "المدن" إلى أن الاستهداف الأول كان ضد مركز القيادة وغرف العمليات والمستودعات، سُمِعَت على أثره أصوات انفجارات، وبعد دقائق قامت قوات الدفاع الجوي في "اللواء 72" باطلاق 4 صواريخ أرض-جو على الطائرات الاسرائيلية، لترد الطائرات باستهدف كتيبة تتبع لـ"اللواء 72" والتي تحوي على منظومة "أس 200".


(المصدر: LM)

ووفق مصادر "المدن" فإن مركز القيادة وغرف العمليات هي مراكز رئيسية لـ"حزب الله" منذ عمليات القصير في ريف حمص في العام 2013، وقد تم تثبيت المطار على إنه إحدى القواعد المهمة لـ"حزب الله" على الحدود السورية-اللبنانية، أما المساكن العسكرية فهي لمبيت قياديي الدرجة الأولى من "حزب الله".

وتشير مصادر "المدن" إلى أن الحواضن العسكرية والمستودعات التي استهدفت كانت مخصصة لأسلحة الحزب، ولا تحوي على أسلحة أو طائرات لها علاقة بمطار الضبعة العسكري. حواضن المطار، بحسب مصادر "المدن"، تحوي فقط على آليات ومدرعات للحزب.

وأكدت المصادر أن مطار الضبعة العسكري خارج الخدمة، إلى حد كبير، إذ تم نقل الطائرات منه في وقت سابق إلى مطار بلي العسكري قرب مطار دمشق الدولي. وكان النظام قد أعلن، منتصف العام 2015، عودة مطار الضبعة للعمل، رغم كل المؤشرات التي تقول بعكس ذلك، وربما، بحسب مصادر "المدن"، " يكون الإعلان إعلامياً للتغطية على سيطرة الحزب عليه".

وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2016 أقام "حزب الله" عرضاً عسكرياً شاركت فيه عشرات الآليات والمدرعات، قرب الحدود السورية-اللبنانية، في مزارع مدينة القصير السورية. وتؤكد المصادر أن تلك الآليات والمدرعات كانت متواجدة في مطار الضبعة العسكري، في الحواضن العسكرية التي بامكانها اخفاء عدد كبير من الآليات والمدرعات. وعقب العرض العسكري عاد الحزب وأخفى أسلحته.

مصادر مدنية من داخل مدينة القصير قالت لـ"المدن"، إن المنطقة شهدت ،منذ صباح الجمعة، استنفاراً وتشديداً أمنياً، بالإضافة للتشديد قرب المطار، وعلى الحواجز المحيطة به، علماً أن المنطقة تخضع بشكل مباشر لسيطرة "حزب الله" و"سرايا العرين" التي تخضع لإمرة الحزب.

وتتألف "سرايا العرين" من مقاتلين من الطائفة العلوية، ومقرها الرئيس في مدينة القرداحة، ونطاق عملياتها هو ريف اللاذقية وسهل الغاب، لكنها تتواجد في ريف حمص والحدود السورية اللبنانية، وتخضع بشكل مباشر لإمرة الحزب.

وقالت مصادر "المدن" إنه من المحتمل أن يكون التشديد الأمني، صباح الجمعة، عائداً لوجود  اجتماع في مركز قيادة مطار الضبعة العسكري، يحضره قادة عسكريون من "حزب الله" ومليشيا "فيلق القدس" الإيرانية، وعدد من ضباط قوات النظام.

وعقب الاستهداف، ليل الخميس/الجمعة، شهدت المنطقة تحركات غريبة، وتوجهت سيارات نحو معبر جوسيه الحدودي بين سوريا ولبنان، حيث يقع مشفى ميداني لـ"حزب الله" بكوادر طبية كاملة. وحوّلت بعض الحالات، بشكل مباشر، إلى المشافي اللبنانية، لأن مشفى حمص يبعد 30 كيلومتراً عن مطار الضبعة.

وكان معبر جوسيه قد افتتح نهاية العام 2017 بشكل رسمي ما بين سوريا ولبنان، بعدما كان قد أغلق سابقاً في أواخر العام 2012 بعد سيطرة الجيش السوري الحر على مواقع مهمة منها مطار الضبع ومدينة تل كلخ.

ويسيطر "حزب الله" على المنطقة الحدودية المحاذية للبنان، وهي المنطقة الجنوبية الغربية لمحافظة حمص، والتي يعتبرها الحزب منطقة عسكرية، وينتشر في مطار الضبعة و"اللواء 72" وبعض المراصد العسكرية قرب الحدود. وهذه المنطقة الحدودية هي منصة لتهريب الأسلحة إلى داخل الأراضي اللبنانية، عبر طرق خفية، قد تكون أنفاقاً، فالمسافة فعلياً قليلة ولدى "حزب الله" خبرة واسعة في حفر شبكات الانفاق.

وربما كان الهدف من الاستهداف الاسرائيلي منع محاولة لتهريب الأسلحة إلى الداخل اللبناني. كما تزدهر المنطقة بتجارة المخدرات وزراعة الحشيش، تحت إشراف "حزب الله"، بشكل مباشر، ويعود مردودها المالي إلى الحزب عبر وكلاء محليين.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024