القصير: عودة "محدودة" من لبنان

المدن - عرب وعالم

الثلاثاء 2019/12/03
نظم الأمن العام اللبناني، صباح الثلاثاء، قافلة "عودة طوعية" لنازحين سوريين، عبر نقاط حدودية متعددة، بحسب مراسل "المدن" أحمد الشامي.

وسبق أن أعلن الأمن العام اللبناني عن أماكن تجمع النازحين في عدد من مراكز المدن اللبنانية، لنقلهم بعدها باتجاه الأراضي السورية، عبر نقاط المصنع والعبودية، وجوسية، والزمراني.

وتأتي هذه القافلة بعد انقطاع لأكثر من شهر عن تسيير قوافل مماثلة بسبب الأوضاع في لبنان. مصدر إعلامي من القصير في ريف حمص، قال لـ"المدن"، إن دفعة اللاجئين التي عادت من لبنان، الثلاثاء، تضم 510 عائلة من مناطق متفرقة من سوريا، وبينها 50 عائلة من مدينة القصير وريفها في ريف حمص. وهذه هي المرة الأولى التي يعود فيها نازحون من القصير عبر قوافل الأمن العام اللبناني. وكان نازحو القصير قد تقدموا بطلب للأمن العام اللبناني خلال الشهور الماضية، وأبلغوا بالموافقة من الجانبين السوري واللبناني، نهاية تشرين الثاني.

ونقلت "لجان المصالحة" لنازحي القصير الموافق على عودتهم، أن بإمكانهم العودة مباشرة إلى مدينتهم، من دون الاضطرار للمبيت في مراكز الايواء الجماعية المخصصة للنازحين في مدينة حمص وريفها.

عودة اللاجئين السوريين اليوم من لبنان، وعلى الرغم من أنها اتسمت بـ"الطوعية"، إلا أن الظروف الأمنية والاقتصادية في لبنان باتت تجبرهم على العودة، وسط ضغوط متنوعة تمارس عليهم، وعدم وجود أي جهة دولية تضمن عودتهم وعدم ملاحقة النظام للمطلوبين منهم.

وتفتقر مدينة القصير، على الرغم من سماح قوات النظام ومليشيا "حزب الله" للمدنيين بالعودة إليها بشكل تدريجي، إلى أدنى مقومات الحياة والخدمات.

ولم يُسجّل أي انتهاك بحق دفعة النازحين التي عادت إلى القصير مطلع تشرين الأول/أكتوبر، وسمح لهم النظام بإجراء بعض عمليات الصيانة للمنازل من دون الشروع بأي عمليات بناء جديدة، ومن دون تقديم أي مساعدات. والدفعة الأولى كانت من الموالين للنظام، ممن لم يغادروا مناطقه منذ بداية الثورة، ممن لهم أقارب متطوعون في صفوف قوات النظام.

وأشار مصدر "المدن"، إلى عدم جواز مقارنة الأوضاع الأمنية للعائدين من الداخل السوري إلى القصير، بوضع دفعة النازحين العائدة اليوم من لبنان، خصوصاً أن هنالك من يعارض عودتهم من قيادة "اللجان الشعبية" في القصير التي تستمد قوتها وقرارها من "حزب الله". وسبق أن أرسلت قيادة "اللجان" التهديدات لنازحي القصير في لبنان، مراراً وتكراراً، بأنها ستنتقم منهم في حال عودتهم.

وأضاف مصدر "المدن"، أن "حزب الله"، عبر وساطات محلية سورية ولبنانية، سبق وعمل على تنظيم عودة بعض العائلات من لبنان الى ريف القصير الغربي، خلال تشرين الثاني/نوفمبر، إلا أن الاستجابة لمبادرته كانت ضعيفة، وكانت أعداد العائدين قليلة، وقد وصلوا المدينة بسيارات خاصة لعناصر الحزب من المعابر غير الرسمية، وبعيداً عن التغطية الإعلامية.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024