كورونا دمشق:النظام أخفى 5 آلاف وفاة خلال أسبوعين

المدن - عرب وعالم

الأربعاء 2020/09/16
سجلت سوريا 178 إصابة جديدة بفيروس كورونا في آخر 24 ساعة. وتوزعت الإصابات على مناطق سيطرة النظام والمعارضة والإدارة الذاتية الكردية.

وسُجلت 77 إصابة جديدة بفيروس كورونا في شمال غربي سوريا، إضافة إلى 63 إصابة في شمال وشرق البلاد، فيما أعلن النظام عن 38 إصابة في مناطق أخرى، في استمرار لتصاعد الإصابات في مناطق شمال غربي البلاد وانخفاضها في مناطق النظام.

وأعلن مختبر الترصد الوبائي التابع للمعارضة منتصف الليلة الماضية، تسجيل 77 إصابة جديدة يوم الثلاثاء، 53 منها في محافظة حلب و24 في محافظة إدلب. وقال في بيان، إنه سجل 11 حالة شفاء، وبذلك أصبح عدد حالات الشفاء الكلي 114 حالة في مناطق سيطرة المعارضة السورية.

وكانت وزارة الصحة التابعة للنظام السوري، قد أعلنت مساء الثلاثاء في بيان، أنها سجلت 38 إصابة جديدة بفيروس كورونا، ما يرفع عدد الإصابات المسجلة في مناطق الأخير إلى 3614 إصابة، كما سجلت شفاء 13 حالة ليرتفع عدد الحالات الكلي إلى 871 حالة. وسجلت الوزارة 3 حالات وفاة، ليرتفع عدد الوفيات الكلي في مناطق النظام إلى 160 حالة وفاة.

بدورها، أعلنت "هيئة الصحة" في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، تسجيل 63 إصابة جديدة بكورونا في مناطق "قسد". وأوضح الرئيس المشترك لهيئة الصحة الدكتور جوان مصطفى في بيان، أن معظم الإصابات كانت في محافظة الحسكة، إذ سُجل هناك 43 إصابة في حين سُجلت حالتان في ريف حلب وبقية الحالات كانت في الرقة وريفها.

وذكر مصطفى أن الهيئة سجلت تسع حالات شفاء جديدة، وبذلك بلغ عدد الإصابات الكلي 903 منها 46 حالة وفاة و291 حالة شفاء.

ولا تزال الأرقام التي يعلن عنها النظام لعدد الإصابات والوفيات مدار شك، وسط اتهامات توجه له بالتستر على الأرقام الحقيقية. وقالت دراسة نشرتها مؤسسات بحثية في لندن، إن ما تحصيه حكومة نظام الأسد من الوفيات بسبب فيروس كورونا لا يتجاوز 1.25 في المئة من أعداد الوفيات الفعلية.


وقالت الدراسة، التي أجراها باحثون في جامعة "إمبريال كوليدج لندن"، وكلية "لندن للصحة والطب الاستوائي"، وفريق سوريا في كلية "لندن للاقتصاد"، ومؤسسة "جوجل"، و"المعهد الأوروبي للسلام"، و"معهد الشرق الأوسط"، إن ما يقدر ب4380 من الوفيات بسبب فيروس كورونا، في مدينة دمشق وحدها، لم يتم تسجيلها بشكل رسمي منذ 2 أيلول/سبتمر.

ونظراً لأن مدينة دمشق تخضع لنظام مراقبة أقوى من بقية المدن السورية، ترجّح الدراسة أن مناطق أخرى قد تشهد معدل وفيات مماثلة أو أسوأ من مدينة دمشق بسبب كورونا.

وأشارت الدراسة إلى أن العدد الرسمي للحالات المسجلة يومياً تضاعف ثلاث مرات بين بداية حزيران/يونيو ونهاية آب/أغسطس. وتسجّل السلطات الصحية في حكومة النظام ما بين 70 إلى 80 حالة جديدة كل يوم ولمدة أسبوع، وهو أعلى بكثير من الزيادات التي كانت تشكل القاعدة منذ تسجيل أول إصابة بالفيروس في سوريا في آذار/مارس، ما يشير إلى الحجم الحقيقي للأزمة.

وفي السياق، قالت شبكة "CBS News" إنه ووفقاً للإحصائيات الرسمية، فإن أعداد الإصابات في سوريا تحوم بالقرب من أسفل الترتيب العالمي، بينما يؤكد الأطباء والسكان أن الأعداد الحقيقية أعلى من ذلك بكثير.

ونقلت الشبكة عن مسؤول في مشرحة في أحد مشافي دمشق تقديره أن نحو 100 مريض على الأقل يموتون من جرّاء الإصابة بفيروس كورونا يومياً، في العاصمة دمشق وحدها.

وأكد الدكتور نهاد عساف، الجراح في المشفى الفرنسي بدمشق، أن فيروس كورونا قتل 63 طبيباً في جميع أنحاء البلاد في شهر واحد فقط، مشيراً إلى أن "خسارة الأطباء لا يمكن أن تتحملها البلاد، فالبنية التحتية الصحية في سوريا معطلة بالفعل، مع تضرر المشافي من القصف، ونقص المعدات الحيوية، وإصابة العديد من الأطباء أو مقتلهم أو إجبارهم على الفرار".

من جانبه، قال الدكتور نبوغ العوا، العميد السابق لكلية الطب في جامعة دمشق، إن ما يقارب 100 مصاب بفيروس كورونا يدخلون مشافي العاصمة يومياً، محذراً من احتمال وجود العديد من الإصابات الجديدة التي لم يتم اكتشافها، نظراً لأن الأشخاص الأكثر مرضاً هم فقط من يراجعون المستشفيات.

وأوضح أنه حتى أولئك الذين يأتون إلى غرف الطوارئ، قد لا يجدون سوى القليل من المساعدة، مضيفاً "يذهب الكثيرون من الناس إلى المستشفيات الحكومية، ولكن جميع الغرف ممتلئة، ولا يتم إدخال المرضى ذوي الحالات السيئة إلى غرف العناية المركزة ما لم يتوفَ مريض آخر، نظراً لعدم توفر الأسرة".
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024