بومبيو قدّم آخر الخدمات لإسرائيل..قبل معركتها مع بايدن

المدن - عرب وعالم

الخميس 2020/11/19
أعلن وزير الخارجيّة الأميركية مايك بومبيو الخميس، تصنيف بلاده منتجات المستوطنات الإسرائيليّة في الضفة الغربيّة المحتلة على أنها إسرائيلية.

وجاء إعلان بومبيو في بيان صدر بالتزامن مع زيارته إلى مصنع "بساغوت" الاستيطاني في رام الله، في أول زيارة لوزير خارجيّة أميركي إلى مستوطنة. ووصفت الخارجيّة الأميركيّة زيارة بومبيو بالخاصّة، ولم يرافقه فيها أي مسؤول إسرائيلي.

وأعلن بومبيو خلال الزيارة، أن الولايات المتحدة ستصنف الصادرات الإسرائيلية من مستوطنات الضفة الغربية المحتلة على أنها إسرائيلية. وقال إنه سيطلب من جميع المنتجين داخل المناطق التي تمارس فيها إسرائيل سلطات ذات صلة، وسم البضائع باسم إسرائيل أو منتج إسرائيلي أو صنع في إسرائيل وذلك عند التصدير للولايات المتحدة.

وأكد وزير الخارجية الأميركية أن التعليمات الجديدة تنطبق بشكل أساسي على المنطقة المصنفة "ج"، وهي جزء من الضفة الغربية تسيطر عليه إسرائيل بالكامل وتسكنها غالبية من المستوطنين.

وفي وقت سابق الخميس، قال بومبيو إن واشنطن ستعتبر الحملة العالمية لمقاطعة إسرائيل "BDS" بأنها "معادية للسامية". وقال في مؤتمر صحافي مشترك عقده في مدينة القدس مخاطباً رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو: "أريدك أن تعلم بأننا سنتخذ خطوات على الفور لتحديد المنظمات التي تشارك في سلوك المقاطعة البغيض وسحب دعم الحكومة الأميركية لمثل هذه الجماعات"، واصفا حركة مقاطعة إسرائيل ب"السرطان".

وفي السياق، قام وفد دبلوماسي أميركي مساء الأربعاء، بزيارة للبؤرة الاستيطانية "مدينة داوود" المقامة على أراضي حي وادي حلوة في بلدة سلوان جنوب القدس، وسط إغلاق للطرق وانتشار مكثف لقوات الاحتلال الإسرائيلي في المكان.

وقبل وصول الوفد مُنع السكان من الوصول الى منازلهم الواقعة في محيط المستوطنة، وتمركزت قوات الاحتلال على مداخل حارات الحي، وخلال ذلك منعت السكان من التواجد والسير في الشارع وأجبرتهم على دخول منازلهم. كما اعتلت فرق من القناصة أسطح قريبة من مكان البؤرة الاستيطانية، ونصبت قوات الاحتلال منذ ساعات الظهيرة الخيام في المكان.

ووصف المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، نبيل أبو ردينة زيارة بومبيو لأراضٍ محتلة بأنها "مشاركة فعلية في هذا الاحتلال، وهي زيارة مدانة ومرفوضة".

كذلك دان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط زيارة بومبيو لمستوطنات إسرائيلية في الضفة الغربية وهضبة الجولان. وأكد أن "هذا العمل يناقض الشرعية الدولية بشكل واضح ويشجع الحكومة اليمينية في إسرائيل على المضي قدماً في مشاريعها الاستيطانية غير القانونية، والتي تشكل العقبة الأكبر في طريق إحلال سلام يقوم على حل الدولتين".

صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية قالت إنه بعد أربع سنوات من إدارة ترامب المتعاطفة، يستيقظ المستوطنون الإسرائيليون على واقع جديد ويتحضرون لمعركة مع وصول رئيس أميركي جديد يُتوقع أن يعيد إحياء الانتقادات التقليدية لمشروعهم. ويتوقع زعماء المستوطنين في الضفة الغربية والقدس الشرقية العودة إلى لعبة "القط والفأر" القديمة التي يدفعون فيها لتوسيع مستوطناتهم حتى يتراجع البيت الأبيض.

وقالت الصحيفة إن ترامب غيّر الدينامية، وأعلن أن المستوطنات قانونية على الرغم من الاعتراضات الدولية وأيدّ ضمها في نهاية المطاف من قبل إسرائيل. لكن هذا الأسبوع، بينما يقوم الرئيس المنتخب جو بايدن بتجميع فريق السياسة الخارجية الذي من المرجح أن يضم مسؤولين سابقين في إدارة أوباما معارضين للمستوطنات، بدأت بالفعل مواجهة جديدة بعد أن أعلنت إسرائيل عن خطط لبناء 1257 منزلاً في جفعات هاماتوس، وهي مستوطنة في ضواحي بيت المقدس.

ويُعتبر المشروع الذي طال انتظاره، مثيراً للجدل بشكل خاص لأنه قد يفصل المجتمعات الفلسطينية المجاورة ويجعل من الصعب تقاسم القدس في نهاية المطاف بين إسرائيل والدولة الفلسطينية المستقبلية.

بعد تأجيل استمر معظم ولاية ترامب، أعلنت إسرائيل عن خطط البناء بعد أسبوع من وضوح هزيمته في الانتخابات. أعطت الحكومة الشركات مهلة نهائية في 18 كانون الثاني/يناير لتقديم عطاءات البناء، قبل يومين من تنصيب بايدن.

التوقيت الاستفزازي، الذي أعاد إلى الأذهان حادثة عام 2010 حيث أدى إعلان آخر لبناء مستوطنة إلى زعزعة زيارة إلى إسرائيل كانت مقررة لنائب الرئيس حينها بايدن، أسعد المستوطنين المستعدين لاستئناف الموقف الأكثر عدوانية تجاه واشنطن.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024