حلب الشمالي: لماذا انسحب "الجيش الوطني" من مرعناز؟

المدن - عرب وعالم

الإثنين 2019/05/06
انسحبت فصائل "الجيش الوطني" المدعومة من القوات التركية، من بلدات مرعناز وشوراغة والمالكية بريف حلب الشمالي، رغم أنها أحكمت سيطرتها عليها السبت، لساعات، وطردت منها "وحدات حماية الشعب" الكردية.

وجاء الانسحاب بشكل مفاجئ من تلك القرى، التي تعتبر خط دفاع وهجوم لـ"وحدات الحماية" في ريف حلب الشمالي، ومنطلقاً لقصف مدينة اعزاز ومحيطها. كما أنها كانت مصدر القصف على القاعدة العسكرية التركية في بلدة كلجبرين الذي أوقع قتيلين من الجيش التركي.

وعللت الفصائل المشاركة في العملية العسكرية والمنضوية في "الفيلق الثالث" انسحابها، بأنه جاء نتيجة كثافة الألغام المزروعة في المنطقة، والهجوم المعاكس الذي شنته "الوحدات" لاستعادة تلك القرى.

ورغم وجود الألغام وشن "الوحدات" هجوماً معاكساً، إلا أن السبب الحقيقي للانسحاب بحسب مصادر "المدن"، يعود لأوامر تلقتها قيادة "الفيلق الثالث" لإعادة الوضع على ما كان عليه، من دون توضيح خلفية ذلك.

وقالت مصادر ميدانية لـ"المدن"، إن انسحاب الفصائل من القرى التي تقدم إليها "الجيش الوطني"، جاء بأمر من قيادة الاستخبارات التركية والجيش التركي، المتمركزة قرب مدينة إعزاز، كما جاءت الأوامر بالعودة للنقاط القديمة وعدم التحرك إلا بالتنسيق مع القوات التركية في العمليات العسكرية بالمنطقة نتيجة وجود "تفاهمات دولية".

وأكدت مصادر "المدن"، أن تلك الأوامر جاءت بعد اتصالات روسية–تركية، لوقف التصعيد على جبهات ريف حلب الشمالي. وهو تكرار لما حدث سابقا في مدينة تادف، بعد سيطرة المعارضة عليها لساعات ومن ثمة الانسحاب منها.

وكان هجوم فصائل الجيش الوطني على قرى مرعناز وشوراغة والمالكية، قد جاء بعد يوم من هجوم لقوات النظام والمليشيات الموالية له بتغطية جوية روسية على محور قلعة المضيق في ريف حماة الشمالي. وربطت مصادر "المدن" تلك التطورات ببعضها، إذ كان متوقعاً أن تسيطر قوات النظام على قلعة المضيق بريف حماة الشمالي، بينما تسيطر فصائل "الجيش الوطني" على القرى الثلاث.

وتشكل قرى مرعناز وشوراغة والمالكية، رأس حربة لـ"وحدات الحماية" والقوات الروسية، شمالي حلب. وتطل تلك القرى على طريق إعزاز–عفرين، الذي يتعرض للقطع بشكل متكرر بسبب القصف والاشتباكات المتبادلة.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024