إدلب: هل انتهت الهدنة؟

المدن - عرب وعالم

الأربعاء 2019/09/11
تعرضت مناطق ريف ادلب الغربي، ليل الثلاثاء/الأربعاء، لقصف جوي نفذته طائرات حربية، وتواصل قصف مليشيات النظام الروسية، المدفعي والصاروخي، للقرى والبلدات المدنية جنوبي ادلب وشرقي معرة النعمان. وطال القصف كبانة والمرتفعات الجبلية في ريف اللاذقية الشمالي ومواقع في سهل الغاب، بحسب مراسل "المدن" خالد الخطيب.

قصفت الطائرات الحربية بأكثر من 8 غارات جوية قرى كفر مارس والضهر وتلتينا شرقي كفر تخاريم في ريف ادلب الشمالي الغربي، وحلقت الطائرات الحربية الروسية في سماء ادلب الجنوبي وشرقي المعرة بكثافة بعد منتصف الليل، وتسبب القصف بمقتل مدني نازح على الأقل وجرح مدنيين آخرين.

تحليق الطائرات الحربية والقصف الجوي هو الخرق الأول من نوعه للهدنة المعلنة والتي دخلت حيز التنفيذ في 31 آب/أغسطس.

وشهدت محاور القتال في كبانة في ريف اللاذقية الشمالي قصفاً متبادلاً، وقصفت المليشيات بصواريخ جولان وصواريخ غراد مواقع المعارضة وخطوطها الخلفية.

عضو المكتب الإعلامي في "الجبهة الوطنية للتحرير" محمد رشيد، أكد لـ"المدن"، أن القصف الجوي استهدف مناطق سكنية غربي ادلب، ولم يستهدف مواقع أو مقاراً عسكرية تتبع للمعارضة. وبحسب رشيد، تعتبر المناطق غربي ادلب في كفر تخاريم وسلقين وحارم وأريافها القريبة من الحدود التركية، وجهة للجزء الأكبر من النازحين من مناطق جنوبي ادلب وريف المعرة. وفي مرحلة سابقة استقبلت المنطقة الآلاف من أهالي مناطق سهل الغاب وحماة الشمالي التي سيطرت عليها المليشيات.

القصف البري كان الأعنف واستمر إلى فجر الأربعاء، وزاد عن 200 عدد القذائف المدفعية والصاروخية التي استهدفت كفرنبل وحاس وتل منس والدير الشرقي وكفرسجنة والدير الغربي وحزارين معر شمشة ومعرة حرمة ومعرزيتا وتحتايا وركايا وأطراف التح وغيرها من القرى والبلدات في ادلب الجنوبي وشرق المعرة، وقتل مدني في جرجناز بقصف صاروخي استهدف البلدة.

وتتوقع المعارضة استئناف المليشيات عملياتها العسكرية في وقت قريب، ويعزز افتراضها عودة القصف الجوي، وتصعيد القصف البري في اليومين الماضيين، وتحليق طائرات الاستطلاع بشكل مكثف مؤخراً، وانتهاء المليشيات من عمليات إعادة الانتشار وحشد أعدادها وعتادها في المحاور والجبهات المفترض إشغالها في الجولة المقبلة من المعارك جنوبي وشرقي ادلب، وربما المحاور جنوبي حلب وفي ضواحيها الغربية والشمالية.

قادة في المعارضة طالبوا فصائل "الجيش الوطني"، بالمشاركة الفعلية في معارك ادلب، واعتبروا عودة القصف الجوي مقدمة لبداية جولة جديدة من المعارك الأهم والأخطر على الإطلاق بالنسبة لمستقبل المنطقة. فالمعركة المقبلة مفصلية، وإن صمدت المعارضة لمدة شهرين على الأقل ولم تسمح للمليشيات بالتقدم فإن ادلب ستكون بخير، وفي حال خسرت المعارضة المعرة وجانبي الطريق الدولي حلب-دمشق فالوضع الميداني سيكون في حالة يرثى لها، والانهيارات في مرحلة لاحقة ستكون مخيفة.

القائد العسكري في المعارضة العقيد خالد قطيني، أكد لـ"المدن"، أن عودة القصف الجوي وتصعيد القصف البري يسبق اجتماع الدول الضامنة منتصف أيلول/يوليو، وهو أسلوب ضغط لطالما اتبعته المليشيات وحلفائها. واستبعد قطيني، انتهاء الهدنة في الوقت الحالي إلى حين انتهاء أعمال القمة وما قد يتمخض عنها بين الأطراف.

من جهة أخرى، تواصل خلايا تنظيم "الدولة"، عملياتها في ادلب، وقام أتباع التنظيم، باغتيال قائدين في "هيئة تحرير الشام" في مقرهم داخل مركز المياه في الحي الشمالي من مدينة سراقب؛ وهما السعودي أبو عبد المحسن التبوكي، وابو طلحة من قرية حوير العيس.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024