هل تنجح روسيا بتفكيك مخيم الركبان؟

المدن - عرب وعالم

الجمعة 2018/11/09
وافقت الحكومة الأردنية على العمل مع موسكو، لإغلاق مخيم الركبان الحدودي، ضمن "خريطة طريق" طرحتها روسيا، بحسب مراسل "المدن" عمار حمو.

وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأردنية ماجد القطارنة، إن "الأردن يدعم الخطة الروسية لإيجاد الظروف الكفيلة بتفريغ المخيم"، وإن "هناك محادثات أردنية أميركية روسية، بهدف إيجاد حل جذري لمشكلة الركبان وتوفير شروط العودة الطوعية لقاطنيه".

ممثل الخارجية الروسية إيليا مور غولوف، قال إن الأردنيين أكدوا خلال جلسة للمركز الروسي الأردني، المعني بقضية اللاجئين، اهتمامهم بإزالة مخيم الركبان بأسرع وقت ممكن، بعد نقل جميع اللاجئين والنازحين المقيمين فيه إلى سوريا، مشيراً إلى أن الأردن مستعد للعمل وفق خريطة الطريق الروسية.

وجاء ذلك بالتزامن مع إنهاء وفد من الأمم المتحدة مهمته في الركبان، الخميس، بعدما دخل قبل أيام مع قافلة مساعدات بالتعاون مع الهلال الأحمر السوري.

مصدر ميداني في منطقة الـ55 كيلومتراً، أكد لـ"المدن"، عقد اجتماعات ثلاثية؛ أميركية/أردنية/روسية، للتباحث حول ترحيل أهالي مخيم الركبان، مشيراً إلى أن الاتفاق ليس ثنائياً ضمن "خريطة روسية"، وإنما مباحثات دولية فيها أكثر من طرف، على رأسها الجانب الأميركي.

وأضاف المصدر: "حتى الآن، ليس لدى جيش مغاوير الثورة معلومات حول التصريحات الأردنية الروسية الأخيرة، وليس طرفاً في المفاوضات". وتابع: "طالما لسنا شركاء بهذه المفاوضات فلا أعتقد أن يكون هناك خطوات حقيقية بهذا الخصوص على أرض الواقع"، مؤكداً أن "جيش مغاوير الثورة" وقاعدة التنف باقية لفترة طويلة في منطقة الـ55، سواء تمت إزالة مخيم الركبان، أو بقي.

مصدر من "تجمع الشهيد أحمد العبدو"، قال لـ"المدن": "يقع المخيم على الأراضي السورية ويخضع لنفوذ التحالف الدولي، وأي سياسة تجاه مخيم الركبان يجب التنسيق بشكل مباشر مع التحالف الدولي أو القوات الأميركية في المنطقة".

التصريحات الأردنية الروسية حول إزالة المخيم كانت صادمة لأهالي مخيم الركبان، رغم أن الظروف المعيشية الحالية وحصار مليشيات النظام لهم وعدم التفاعل الدولي بجدية تجاه قضيتهم، تشير إلى بوادر عملية تهجير جديدة، بعد نزوحهم الأول قبل سنوات هرباً من المعارك بين النظام وتنظيم "الدولة" في ريف حمص.

مصدر من مخيم الركبان، قال لـ"المدن": "لم نسمع شيئاً حول إزالة مخيم الركبان، ولكن لدينا شعوراً أن مصيرنا في الجنوب كمصير بقية المناطق. وبعد هذه الأوضاع الإنسانية الصعبة التي نعيشها في المخيم لم يعد هناك مشكلة أن يأخذوننا إلى أي مكان". مصدر آخر قال لـ"المدن": "إذا فتحوا طريقاً رسمياً وأعطوا الناس حرية تحديد مصيرهم بالعودة إلى مناطق النظام أو المعارضة في الشمال فالناس لن ترفض ذلك".

مصدر قال لـ"المدن": "إذا تم الاتفاق على إزالة المخيم هل يقبل الأتراك وصول عشرات الآلاف إلى الشمال الواقع تحت حمايتهم؟". وكانت تركيا قد رفضت في وقت سابق دخول 5000 شخص من المخيم إلى مناطق "درع الفرات"، بعد توصل "لواء شهداء القريتين" إلى اتفاق مع الروس.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024