انفجار بيروت بعيون إسرائيلية..يؤجل انتقام "حزب الله"

المدن - عرب وعالم

الأربعاء 2020/08/05
عبّر محلل الشؤون العربية في صحيفة "هآرتس" تسفي بِرئيل عن أمله بأن "يدفع الانفجار في مرفأ بيروت إلى تغيير، على الأقل في الخطاب العام والمدني، وربما في أوساط قسم من القيادة السياسية".
وبعد محاولات جاهدة غير ناجحة من وسائل الإعلام الإسرائيلية لربط انفجار العنبر 12 في مرفأ بيروت الثلاثاء، ب"حزب الله"، ذهبت باتجاه تحليل إمكانيات تأثير الانفجار على الوضعين السياسي والأمني في لبنان.

وأمل برئيل أن "يطالب معارضو حزب الله بإخراج مخازن الأسلحة والذخيرة خاصته من مناطق مأهولة"، وتوقع أن يعارض "حزب الله" ذلك، "لأن تنفيذ أمر كهذا سيكشفه لاستهداف إسرائيلي، التي تمتنع (عن استهداف هذه المخازن) الآن تحسباً من المس بمواطنين أبرياء".

وتوقع برئيل أن تبذل الحكومة اللبنانية و"حزب الله" جهداً من أجل إثبات أن الانفجار نجم بسبب "الارتداد الطبيعي للمواد المتفجرة أو بسبب الحر". واعتبر أنه "حتى لو كان الحديث عن حادث، فإن انفجاراً بهذا الحجم في ميناء لبنان المركزي ينقل رسالة مزلزلة إلى إيران، التي أعلنت قبل شهر عن نيتها إرسال سفن مساعدات إلى لبنان، وبينها ناقلات نفط، وسفينة تحمل محطة توليد تزود بيروت بالكهرباء... لكن إذا وصلت هذه السفن فإنها لن تحمل نفطاً وقمحا ودواء، وإنما سلاحاً وذخيرة وقطع صواريخ أيضاً".

وأضاف أنه عدا التبعات السياسية، فإن مرفأ بيروت، الذي تديره الدولة اللبنانية "يعتبر أحد مصادر الدخل الهامة لخزينة الدولة. وتعطيل العمل في المرفأ، في فترة يحتاج فيها لبنان إلى أي دولار، سيسهم في حريق سياسي يهدد استقرار الدولة".

من جهته، وصف المحلل العسكري في صحيفة "إسرائيل اليوم" يوءاف ليمور الانفجار بأنه "حدث يقلب الواقع" وأن "اتضاح تبعاته الكاملة ما زال بعيداً". واعتبر أن "الأمور في الشرق الأوسط لا تميل إلى الانفجار من تلقاء نفسها، وكانت الغريزة الأولية البحث عن المسؤول عن الانفجار".

وأضاف أن "تجارب الماضي تدلّ على أن إسرائيل حذرة جداً في اختيار أهدافها، وحذرة أكثر في جهودها من أجل ضمان ألا تحدث ضرراً مرافقاً لهجماتها. ولا تنبع محاولة الامتناع عن إصابات من الرغبة بعدم قتل أبرياء، وإنما من الإدراك بأن حدثاً كهذا قد يفتح دائرة دماء وانتقام، تصل إلى درجة الحرب". وتابع: "رغم أن الأخطاء قد تحدث، لكن حدثاً بهذا الحجم، مع آلاف المصابين وأضرار هائلة، موجود خارج سلة العمليات التي تنفذها إسرائيل، في العلن والسر".

وأضاف ليمور أن التخوف في إسرائيل كان من احتمال أن يوجه "حزب الله" أصابع الاتهام إلى إسرائيل، "لكن حزب الله سارع إلى التوضيح أن لا علاقة لإسرائيل بالانفجار. ومن الجائز أن هذا التوضيح نابع من حقيقة أن لا علاقة لحزب الله أيضا بالحدث، أو أنه أراد إبعاد دليل ضده".

وأشار إلى أن "الجيش الإسرائيلي يتابع باهتمام التقارير الصادرة في بيروت، لكنه لا يخفض مستوى الاستنفار عند الحدود". وقال إن الانفجار قد يخلط أوراق "حزب الله"، لأنه يأتي في وقت يعاني فيه لبنان من أزمات شديدة صحية (كورونا) واقتصادية. "وفي أعقاب هذا الحدث، الذي يبدو أنه الأخطر في تاريخ الدولة، ستكون لدى الجمهور اللبناني رغبة أقل بتوتر أمني زائد ناجم عن نزوة لحزب الله".

وفي السياق، قال الخبير العسكري الإسرائيلي نير دفوري في تقرير نشرته "القناة 12" العبرية، إن انعكاسات انفجار مرفأ بيروت على الاحتلال محصورة بسيناريوهين اثنين. 

وأوضح في التقرير الذي ترجمه موقع "عربي21"، أن الاحتمال الأول يتمثل بأن يتأثر موقف "حزب الله" على الحدود الجنوبية سلباً، والثاني أن تتوسع دائرة الفوضى في لبنان لتشكل خطراً أمنياً على إسرائيل. وقال إن الاحتلال، وفور توارد الأنباء عن الانفجار، نفى أي علاقة به، "لكن هذه الكارثة التي حصلت لدى جيراننا قد تشكل مخاطر لنا، بجانب الفرص، فضلاً عن تأثيرها على مستقبل العلاقات مع إسرائيل".

وتابع: "في هذه المرحلة، هناك سيناريوهان محتملان على المحك، الأول أن هذه الكارثة الهائلة التي ألحقت خسائر فادحة بالدولة اللبنانية لن تسمح لحزب الله بتنفيذ تهديداته للانتقام من إسرائيل، والثاني أن مثل هذا الحدث المأساوي الذي يقوض لبنان، البلد غير المستقر بالفعل، قد يزيد بشكل كبير من عدم الاستقرار".

وأضاف أن عدم الاستقرار المتوقع في لبنان قد يؤدي إلى إيذاء إسرائيل، "فحزب الله يسعى لتحويل الانتباه عن الكارثة، وتحريك الزخم باتجاه إسرائيل، من خلال الدفع باللبنانيين إلى الحدود".
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024