اجتماع مستقلي المعارضة السورية:إنقلاب سعودي على الائتلاف

صبحي فرنجية

الجمعة 2019/12/27
كشف رئيس "هيئة التفاوض" السورية نصر الحريري، عن تحفّظ مكونات أساسية في "هيئة التفاوض" على آلية انعقاد اجتماع المستقلين في الرياض، وتقديم اعتراضات قانونية وسياسية عليه.

وقال الحريري خلال مؤتمر صحافي، الجمعة، إن الاعتراضات التي وصلته تؤكد عدم وجود سند قانوني لعقد مثل اجتماع الرياض، إضافة إلى أنه كان بحاجة إلى تشاور وتنسيق وانخراط كافة الأطراف السورية. وأضاف أن الاجتماعات عُقدت بسرعة في الوقت الذي تتجه الأنظار فيه إلى "اللجنة الدستورية" التي لم تحسم المعارضة بعد موضوع مشاركتها في جولتها المقبلة.

وبدأت اجتماعات معارضين سوريين "مستقلين" في العاصمة السعودية الرياض، الجمعة، وسط غياب 4 من المدعويين الـ70 لما قيل إنها أسباب "لوجستية"، ومن المنتظر أن يختار المجتمعون ممثليهم الـ8، في "هيئة التفاوض"، السبت. وللمستقلين 8 ممثلين في "هيئة التفاوض" المؤلفة من 36 عضواً، في حين أن للائتلاف 8 ممثلين، و4 لكل من منصتي القاهرة وموسكو، و5 عن "هيئة التنسيق"، و7 عن الفصائل المسلحة.

وكانت الخارجية السعودية قد وجّهت الدعوة لـ"مستقلين" معارضين، استكمالاً لمجريات "الرياض 2"، بحسب ما قالت إنه "وفقا لدورها الذي كلفت فيه بموجب بيان فيينا والقرار 2254"، وعزت الدعوة إلى "مضي أكثر من عام على الاستحقاق الانتخابي للهيئة".
وتابع الحريري، أن عقد هذا الاجتماع جاء في الوقت الذي تشهد فيه أيضاً إدلب كارثة إنسانية، وأن "الأولى هو متابعة ما يحدث في إدلب ومساعدة المدنيين على النجاة من عمليات القصف الوحشية". كما أن الاعتراضات طالت لائحة المدعوين للاجتماع، والتي لم تضمّ أي شخص من المناطق المحررة، وأن الكثيرين من المدعوين من غير المستقلين ممن ينتمون إلى تشكيلات وأحزاب سياسية. وأوضح: "سادت صبغة الشللية والأقارب والمصالح والعلاقات الشخصية".

وصعّد الحريري من انتقاده للاجتماعات التي قال إنه كرئيس "هيئة تفاوض" لم يُدعَ لها، وإن "استضافة المعارضة تختلف عن صناعة المعارضة، فيجب أن يكون للمعارضة السورية الدور الأبرز في التحضير والترتيب للاجتماعات والدعوى لها. لا يمكننا إلا أن نكون سوريين، وأن مقاربتنا لأي مسألة تنطلق من مدى مواءمة وفائدة هذه الخطوة للثورة ومصالح الشعب السوري"، وعقّب: "لا نرضى ولا نقبل ولا نتمنى أن نكون جزء من أي محور".

ولفت الحريري إلى أنه "وبناء على كل ما سبق"، فإن الأطراف المعترضة "ترى أنها غير معنية بالاجتماعات ولا يمكن القبول بنتائجها"، محذراً من انقسام المعارضة السورية الذي يهدد عمل "اللجنة الدستورية" ويعطي الحجة للنظام لتعطيل عملها. وحثّ الحريري المملكة إلى النظر في "مخرج بالحوار الدبلوماسي الهادئ لتجاوز هذه المسألة"، مشدداً على أن "حماية المعارضة من الانقسام هي بيد الأخوة في المملكة".

ويأتي المؤتمر الصحافي بعد تجاهل سعودي لرسالة أرسلها "الائتلاف السوري" المعارض، الخميس، إلى الخارجية السعودية يعترض فيها على طريقة عقد الاجتماع، معتبراً بأن التحضيرات له لم تحظ بالتشاور الكافي. وأشارت الرسالة إلى وجود "أعضاء مشكوك بانتمائهم لتنظيمات إرهابية"، هذا عدا عن "صلة القرابة بين الأعضاء المدعوين، ما يشكك بنزاهة الاجتماع". كما أشارت الرسالة إلى أن الاجتماع لم يأخذ بعين الاعتبار المستقلين في سوريا والمناطق المحررة على وجه الخصوص، بالإضافة إلى أن "توقيت الاجتماع جاء في وقت حساس وهو الاوضاع الخطيرة بإدلب، وانطلاق عمل اللجنة الدستورية".

مصادر "المدن"، قالت إن الرياض والقاهرة ومن خلال عقد هذا المؤتمر تريد سحب ورقة زعامة "الهيئة" من "الائتلاف" لصالح كتل أخرى مثل منصتي القاهرة وموسكو وكتلة المستقلين، خصوصاً أن الائتلاف على تحالف مع ممثلي الفصائل والمستقلين في "الهيئة"، وذلك يعني أن الرئيس القادم لـ"الهيئة" هو من هذا التحالف حتماً، أما الآن ومن خلال هذه الخطوة تكون السعودية ومصر قد سحبتا ثمانية أسماء من التحالف، ما سيرجّح كفة الكتل الأخرى.

وأشارت المصادر إلى أن هذا التغيير في التركيبة صاحبة القرار في "الهيئة" سيكون كارثة حقيقية، إذ أن أعضاء "اللجنة الدستورية" هم ضمناً من "هيئة التفاوض"، والرياض مع القاهرة ستملكان ورقة الفصل في الملف، إذ أن التصويت دائماً سيكون من صالح الكتلة الجديدة، وهو أمر يراه "الائتلاف" نقطة تحول في مسار السياسة السورية المعارضة، وانتقال إلى عهد تشقق جديد يُعطي وفد النظام أولوية في المرحلة المقبلة ككتلة متماسكة. وتوقعت المصادر أن يبدأ التغيير على مستوى أعضاء "اللجنة الدستورية" بعد تغيير المستقلين في "الهيئة".

ويبقى الأمر الآن بيد السعودية، التي تحاول استبعاد التأثير التركي على الملف السياسي السوري، في الاستجابة لنداء الحريري الذي سيغادر منصبه قريباً، لتجنيب المعارضة السورية انقساماً جديداً في صفوفها، أو أن تكمل الرياض خطوتها وقلب الأوراق على الطاولة السورية، وقيادتها نحو نهايات مختلفة.

وكانت مصادر أخرى قد أشارت لـ"المدن" أن "مؤتمر الرياض هو من ترتيب عضو هيئة التفاوض السابق خالد المحاميد، ورئيس وفد الهيئة إلى اللجنة الدستورية هادي البحرة، والهدف منه هو الإطاحة برئيس هيئة التفاوض نصر الحريري".

الرئيس المشترك عن المعارضة في "اللجنة الدستورية" هادي البحرة، نفى لـ"المدن" وجود محاولة لتحييد الحريري، قائلاً إنها "كوميديا سوداء وخيال واسع لا أساس له ولا منطق".

وأكد البحرة أن "أعضاء الائتلاف في هيئة التفاوض يمثلون مرجعية واحدة ويلتزمون بقراراتها ولا يمثلون أنفسهم في "الهيئة". ولا يوجد أي خلافات بينهم كممثلين لـ"الائتلاف" و"لا بينهم ككتلة وبين مرجعيتهم، وهناك التزام وتنسيق كامل". وأن "الاجتماع مخصص لكتلة المستقلين فقط لإيجاد مرجعية لهم وانتخاب مجموعة تمثلهم للعام القادم كمكون ضمن الهيئة".

وتنشر المدن هنا لائحة باسماء الحضور، بحسب الترتيب الأبجدي: "أحمد شلاش، ، بديع أبو حلاوة، بسام محمد السلامات، عمر فيصل الجرف، غالية كيالي، فاضل عفا الرفاعي، بشار حاج علي، عبير كمون، بشار سعد الدين، بيان الأطرش، رضوان أبو فخر، تامبي قاسم، تهاني معتوق، ثناء كسر، جمال عسكر، جمعة دبيس، حسام الدين الحزوري، حسام المحمد، حسن جاويش، حسن حج إبراهيم، حسين حمادة، أنور بدر، خلدون الكصيري، خليل ابراهيم فارس، دريد جبور، ديمة قادري، راسم الأتاسي، روعة بشير الحفني، سليم بشارة، سناء حويجة، صبيحة خليل، طارق الفيحان، عبد الباسط الطويل، عبد الرحيم خليفة، عبد العزيز عجيني، أسامة عاشور، عماد الدين المصبح، أمين أبو حلاوة، عمر بكر الحسيني، مأمون البورسان، محمد أبازيد، محمد الأحمد، محمد زيدية، محمد فوزي الكراد، محمود عبيد، مزكين يوسف، مصطفى قنطار، أيمن الشيخ، معد محمد مواهب طايع، مفيدة الخطيب، منى أسعد، مهند الكاطع، نبراس الفاضل، ندى الغثيث، هدى أبو حلاوة، عبد الناصر إسماعيل، بسام العيسمي، عبود الأحمد، علاء عمر عريان، هدى المحيثاوي، هند مجلي، أنس حسن عبدو، وفاء علوش، اسماعيل العودة الله، وهاد الحاج يحيى، يسرى الشيخ.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024