إحباط إسرائيلي بعد "العقاب الغربي الرمزي" للأسد

المدن - عرب وعالم

الأحد 2018/04/15

تناولت الصحف الإسرائيلية التطورات الأخيرة في سوريا، والضربة العسكرية التي وجهتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، في أعقاب استخدام النظام السوري السلاح الكيماوي ضد المدنيين في مدينة دوما.

وأسهبت صحيفة "هآرتس" في الحديث عن الضربة الغربية الثلاثية، واعتبرت أن الرئيس الأميركي يتخوف من محققيه في واشنطن أكثر من الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق، مشيرة إلى أن الأسد ليس على رأس لائحة اهتمام ترامب.

وأضافت الصحيفة، أن القصف الغربي لأهداف تابعة للنظام في سوريا لن يمنع الأسد من استخدام أسلحة كيماوية في المستقبل. وأوضحت أن إسرائيل تتخوف من تضييق روسيا على حركة طيرانها العسكري في الأجواء السورية، في أعقاب القصف الغربي.

كما تطرقت "هآرتس" إلى تظاهرة للحزب الشيوعي الإسرائيلي في مدينة حيفا، تعبيراً عن رفضه للقصف الثلاثي في سوريا.

صحيفة "إسرائيل اليوم" عنونت على صدر صفحتها الأولى: "الرئيس الأميركي بعد قصف سوريا: انتهى عصر الاسترضاء في الولايات المتحدة". وأشارت الصحيفة إلى أن روسيا تدرس فكرة تزويد سوريا بصواريخ من نوع "اس-300".

أما صحيفة "يديعوت أحرنوت"، فركزت على ما بدا أنه استعراض أميركي للأسلحة. فعنونت "من التوماهوك وحتى ميراز.. الصواريخ والطائرات التي قصفت سوريا ليلة السبت الماضي"، مشددة على دعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتنياهو للموقف الأميركي في سوريا.

لكن المحلل العسكري لصحيفة "يديعوت احرونوت" اليكس فيشمان، بدا أكثر واقعية عندما اعتبر في مقال تحليلي أن العقاب الغربي كان رمزياً جداً ولم يؤثر على نظام الأسد، بل سيدفع روسيا لدعمه بشكل أكبر. وأضاف أن الضرر قليل، والتخوف هو من تزويد موسكو للنظام السوري بصواريخ دفاعية من طراز "اس-300".

موقع "واللا" علّق على الضربة قائلاً: "دمار كبير في مركز أبحاث سوري بعد القصف الثلاثي على دمشق". وتطرق إلى تصريح نتنياهو الذي قال فيه، إن "بشار الأسد يعرّض سوريا للخطر لسماحه لإيران بتعزيز قوتها في هذا البلد".

في المقابل، اعتبرت القناة "العاشرة" الإسرائيلية أن ترامب حقق نصراً في سوريا، لكنها نقلت عن رئيس وزراء إسرائيلي الأسبق ايهود براك قوله، إنه "في حال خرجت الولايات المتحدة من سوريا، فالأفضل لإسرائيل بقاء روسيا".

وعرضت القناة "الثانية" الإسرائيلية صور أقمار صناعية تظهر حجم الدمار بسبب القصف الثلاثي على مواقع الكيماوي في سوريا. وبينت القناة أن مصدراً عسكرياً إسرائيلياً، قال بعد القصف الثلاثي، إن "حرية حركة الطيران الإسرائيلي في سوريا ستتضرر".

المحلل الإسرائيلي يردين ليخترمان، قال في مقالة نشرها موقع "المصدر" الإسرائيلي، إنه في الواقع، خلال السنوات السبع الماضية، كان الغرب قادرا على تنفيذ عملية جوية واسعة للإضرار كليا بقواعد سلاح الجو والمدفعيات السورية. كان يفترض أن تؤدي عملية كهذه إلى تحليق الطائرات في مناطق محظورة خاضعة للثوار، تتضمن منازل، مدارس، ومستشفيات كانت تتعرض للهجمات يوميا. كان يمكن إطلاق تهديدات ضد الأسد والمطالبة بمحاكمته بتهمة ارتكاب جرائم حرب. ولكن هذا لم يحدث.

في هذه المرة أيضا، أطلق ترامب تصريحات لاذعة وتهديدات خطيرة ضد السوريين والروس، ولكن الضرر الذي تسبب به الهجوم كان ضئيلا. وإذا لم يكن كل ذلك كافيا، فقد أطلقت وزارة الدفاع الأميريكية بياناً مخجلاً، بحسب ليخترمان.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024