مليشيات النظام تدخل منبج و"سوريا الديموقراطية"ترفع العلم الروسي

المدن - عرب وعالم

السبت 2017/03/04
دخلت روسيا على خط النزاع بين تركيا و"العمال الكردستاني" في منبج ومحيطها شرقي حلب، الأمر الذي يثير أسئلة كثيرة، تتعلق بحضور روسي/أميركي مشترك في منبج، بعدما سلمتها "قوات سوريا الديموقراطية" للنظام السوري. وللمرة الأولى، منذ بدء النزاع في سوريا، تتواجد قوات روسية وأميركية، في الوقت ذاته، في المنطقة ذاتها. تطور قد يعكس استغلال روسيا للتخبط الذي تعيشه الإدارة الأميركية، وعدم قدرتها على صياغة سياسة خارجية واضحة.   

ونزح عشرات آلاف المدنيين، خلال أسبوع من الشمال السوري، هرباً من كثافة القصف المدفعي وغارات طيران النظام والطيران الروسي الداعمة لتقدم مليشيات النظام باتجاه دير حافر التي انسحب منها تنظيم "الدولة الإسلامية" من دون قتال. وسيطرت مليشيات النظام على قرى رسم الكبار وتل ماعز وأبو جرين منبج، في ريف حلب الشرقي.

وتوجه معظم النازحين إلى مناطق مدينة منبج وريفها، الواقعة تحت سيطرة "قوات سوريا الديموقراطية" التي أعلنت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، أن النظام وروسيا، أرسلا "قوافل إنسانية" لها. وسخر ناشطون من طبيعة "القوافل الإنسانية" التي تضم مدرعات ومصفحات، وصلت إلى منبج السبت، بعدما رفع "مجلس منبج العسكري" التابع لحزب "الإتحاد الديموقراطي" العلم الروسي في المدينة.

الناطق باسم "البنتاغون" جيف ديفيس، قال السبت: "نعلم أن هناك قوافل إنسانية يدعمها الروس والنظام السوري متجهة إلى منبج، هذه القوافل تشمل سيارات مصفحة"، وشدد على أن ما تريده واشنطن في الوقت الراهن هو أن تسعى "كل الأطراف" الموجودة في شمال سوريا إلى "دحر تنظيم الدولة الإسلامية قبل كل شيء" لا أن تتقاتل في ما بينها.

وكان "المجلس العسكري لمنبج" قد أعلن الخميس تسليم المنطقة الفاصلة بين "قسد" و"درع الفرات" إلى قوات النظام، بعد تصاعد النزاع بين "قسد" ودرع الفرات" المدعومة تركياً عقب تحرير مدينة الباب. الأمر الذي أكدته موسكو، الجمعة، إذ أعلنت "هيئة الأركان العامة" للجيش الروسي أن "وحدات من القوات السورية ستدخل المناطق التي تسيطر عليها القوات الكردية، بدءاً من الجمعة 3 آذار".

وفي حين هدأت حدة القصف على طرفي خط التماس بين "قسد/النظام" و"درع الفرات"، نفّذ مقاتلو "درع الفرات"، السبت، عملية تسلل نحو النقاط التي تقدمت إليها مليشيات النظام في قرية السكرية الكبيرة، وأسروا أربعة عناصر من "المخابرات الجوية".

"الهيئة السياسية في مدينة منبح وريفها" التابعة للمعارضة السورية، أصدرت السبت بياناً قال فيه: "في خطورة تُعدُّ متممة لمسارها الإرهابي ونهجها الاستيطاني والإقصائي، أقدمت.. قوات سوريا الديموقراطية.. على تسليم مجموعة من القرى المحاذية لمدينة منبج من جهة الغرب إلى قوات نظام الأسد، تزامناً مع خطوة أخرى شبيهة قام بها تنظيم داعش تتلخص بتمكين قوات النظام الأسدي من اجتياز مدينة تادف متقدماً باتجاه جنوب منبج.." وتوجه البيان إلى "جميع الذين انطلت عليهم حقيقة هذا التنظيم الإجرامي، من أبناء منبج، على اختلاف انتماءاتهم القومية والدينية، مدنيين وعسكريين، ممن انتسبوا إلى قوات سوريا الديموقراطية، موهومين بالخطاب التضليلي والادعاءات المزيفة للوافدين من جبل قنديل".

وكانت مليشيا "قوات سوريا الديموقراطية"، التي تهيمن عليها "وحدات حماية الشعب"، قد استولت على مدينة منبج في آب/أغسطس 2016، بدعم من "التحالف الدولي" الذي تقوده الولايات المتحدة. وسبق أن رفع "مجلس منبج العسكري" الأعلام الأميركية في منبج.

صحيفة "يني شفق" المقربة من الحكومة التركية، قالت الجمعة، إن عملية عسكرية ستقودها المعارضة السورية المنضوية في "درع الفرات" بمشاركة قوات تركية، ستتجه إلى مدينة منبج، عقب اللقاء الذي سيجمع الرئيسين التركي والروسي في موسكو في 10 آذار/مارس. وأشارت الصحيفة إلى أن أنقرة أبلغت جميع الأطراف وعلى رأسهم موسكو وواشنطن، بتصميمها على تنفيذ عملية منبج، مشددة على أن تركيا ماضية في تنفيذ العملية لتحرير المناطق التي احتلتها مليشيا "وحدات الحماية" شمالي سوريا، حتى وإن قررت واشنطن الوقوف إلى جانب المنظمة. وأشارت الصحيفة إلى أن تركيا ستحذر الجنود الأميركيين الموجودين في المنطقة، بضرورة اخلائهم لها، قبل بدء العملية العسكرية التركية الشاملة بـ48 ساعة.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024