اللقاءات الإيرانية-السعودية..قد تتوسع قريباً

المدن - عرب وعالم

الأحد 2021/05/02
نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن مسؤولين إيرانيين وعراقيين أن كلّاً من السعوديّة وإيران، اللتين عقدتا اجتماعات "سريّة" في بغداد بداية نيسان/أبريل، ضمّت قيادات أمنيّة واستخبارية من البلدين، اتفقتا على عقد محادثات إضافية خلال أيار/مايو الحالي، وقد تشمل هذه المرّة سفيري البلدين.

وتسير العلاقات الإيرانية السعودية في خطّ موازٍ مع الأنباء الإيجابية القادمة من فيينا، حيث وصلت المباحثات بين إيران والولايات المتّحدة، والتي تتوسّط فيها القوى العالمية الكبرى المنخرطة في الاتفاق النووي، إلى مرحلة متقدّمة، وسط حديث عن اتفاق تجرى صياغته بين الدول المجتمعة.

وكانت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أوّل من كشف عن المباحثات السريّة التي استضافها رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في المنطقة الخضراء ببغداد، وترأسها من الجانب السعودي رئيس جهاز الاستخبارات خالد الحميدان، ومن الجانب الإيراني نائب رئيس مجلس الأمن القومي سعيد عرافاني. ولاحقاً، كشفت وكالة "رويترز" عن أن إيران عرضت على السعودية، خلال المباحثات، ضبط الحوثيين في اليمن، مقابل أن تدعم الأخيرة مفاوضات الاتفاق النووي المنعقدة في فيينا.

ونقلت "نيويورك تايمز" عن المسؤولين أن المحادثات شملت عرضاً من هذا القبيل، مفصّلة أن الإيرانيين أكدوا خلال المحادثات أنهم يريدون حلّ الصراع في اليمن، لكن مع ضمان أن يكون للحوثيين دور في الحكومة المستقبلية، وأن توقف السعودية الحملة التي تقودها ضد وكلاء إيران في العراق وسوريا، وضغوطها باتجاه فرض عقوبات على إيران، فضلاً عن عدم إقدامها على التطبيع مع إسرائيل كما فعلت الإمارات والبحرين.

وعقّب مصدر حكومي سعودي على الأنباء المتعلقة بالمحادثات بين البلدين، قائلًا  في ردّ على سؤال للصحيفة، إن الرياض "ستسعى وراء أي فرصة لتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة، شريطة أن تُظهر إيران حسن النية، وتكف عن نشاطاتها الخبيثة".

وفي حين أن الإشارات الملموسة على وجود تفاهم جديد بين السعودية وإيران لم تظهر بعد وقد تستغرق وقتاً طويلاً، لكن إذا حدث ذلك على الإطلاق ، فقد يتردد صدى تهدئة التوترات بين الخصوم، في البلدان التي يغذي فيها التنافس الخلافات السياسية والصراعات المسلحة، بما في ذلك لبنان وسوريا والعراق واليمن.

وبدأت المحادثات في بغداد على خلفية إعادة خلط أوسع للعلاقات في الشرق الأوسط حيث تتكيف المنطقة مع التغييرات في الأسلوب والسياسة من الرئيس دونالد ترامب إلى الرئيس جو بايدن، وهي تغييرات يبدو أنها جعلت السعودية أكثر قابلية للتكيف مع الدبلوماسية في الإقليم.

وتخشى السعودية من أن الولايات المتّحدة تخطط للانسحاب من المنطقة، والتركيز على مواجهة الصين في الشرق، وهو ما يدفعها، وفق تقدير "نيويورك تايمز"، نحو الحوار مع إيران، استباقاً لسيناريو قد تجد المملكة نفسها فيه تخوض مواجهة مع إيران ووكلائها في المنطقة من دون إسناد أميركي.

وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية في بيان السبت، أن وفداً أميركياً يضم مستشار الوزارة ديريك شوليت، ومسؤول ملف الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجلس الأمن القومي بريت ماكغورك، ونائبة مساعد وزير الدفاع لشؤون الشرق الأوسط دانا سترول، سيبدأ الأحد، جولة في الشرق الأوسط تشمل أبوظبي وعمان والقاهرة والرياض، وتنتهي في 7 أيار.

وكانت وكالة "بلومبيرغ" الأميركية قد استبقت الإعلان الرسمي بالكشف عن الزيارة، مبينة أن أجندتها الرئيسية ستكون طمأنة الحلفاء بشأن أي اتفاق من المحتمل عقده مع إيران.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024