الجولاني: مؤتمر الرياض خيانة لدماء آلاف الشهداء

المدن - عرب وعالم

السبت 2015/12/12
اتهم زعيم "جبهة النصرة" أبو محمد الجولاني، المشاركين بمؤتمر الرياض بأنهم خانوا "دماء الآلاف من الشهداء"، وما قاموا به يعد استسلاماً للنظام.

كلام الجولاني جاء خلال مقابلة مشتركة، السبت، أجرتها معه قنوات "الجزيرة"، و"الغد العربي"، و"أورينت".

واعتبر الجولاني أن "مؤتمر ‫‏الرياض هو الخطوة الأولى لتنفيذ ما اتفق عليه في فيينا بين الروس والأميركيين، ويهدف إلى تجريد كل مقاتلي المعارضة من سلاحهم طوعاً أو كرهاً"، وأشار إلى أن "بعض الفصائل ذهبت إلى مؤتمر ‫‏الرياض وجنودهم لن يطيعوهم إن وافقوا على أهداف المؤتمر. الضغوط تبقى مبررات واهية إذا ما قورنت بحجم الخسارة لو مرر اتفاق ‫‏الرياض". وأضاف "أرض المعركة لا ينبغي أن يغامر بها بحجة المناورة السياسية. لنتخيل ما سيحدث لأهل السنة في الشام إذا ما تم تثبيت أركان النظام من جديد؟". وقلل من أهمية نتائج المؤتمر، معتبراً أن "هدف المجتمع الدولي دمج المعارضة مع النظام وبقاء الاسد وإعلان هدنة. وحتى لو وافقت الفصائل على ما سيصدر بالرياض فإنها لن تستطيع تطبيق شيء".

وعن التدخل الروسي، قال الجولاني إن "تدخل الروس لم يكن لحماية النظام بل لإعادة إحيائه لأنه كان ميتاً. لقد استطعنا أن نمتص الصدمة الأولى والنظام والروس ألقوا كل ما في جعبتهم". ورأى أن "‏روسيا تعلمت من حرب أفغانستان ودخولها في ‫‏سوريا خجول وحذر وله أهداف محددة" وأضاف "لا اعتقد أن روسيا تنافس إيران وهم قد وزعوا الأدوار في ما بينهم".

وتعليقاً على التصريحات التركية حول المنطقة الآمنة في سوريا، قال الجولاني إن "موضوع المنطقة الآمنة معقد، ‫‏أميركا ترفضها و ‫‏تركيا لن تستطيع فعل شيء من دون موافقة أميركا. ينبغي أن يعلم الناس أن المنطقة الآمنة هدفها الأساسي حماية الأمن القومي التركي (ضد الأكراد). مشكلة تركيا مع الأكراد أكبر من داعش". وأضاف "المجتمع الكردي مجتمع مسلم ونحن نعتبرهم جزءاً منا. مشكلتنا مع الميليشيات الكردية الشيوعية والعلمانية المتحالفة مع النظام". ورد على الاتهام الموجه لـ"جيش الفتح"، بأنه أوقف التقدم إلى الساحل نظراً لوجود خطوط حمراء تفرضها تركيا وقطر، وقال الساحل وجورين ليسا خطاً أحمر و ‏جبهة النصرة قرارها داخلي ولايتدخل فينا أحد"، وأكد أن "جبهة النصرة" لا تتلقى أي دعم من قطر، أو من تركيا، ومصادر تمويلها ذاتية، من الغنائم ومن أعمال تجارية. وتابع "لا نرى جواز قتال ‫‏تنظيم الدولة تحت غطاء ‫‏تركيا او التحالف الدولي. انسحبنا من شمال حلب لانه لايجوز التعاون مع تركيا أو التحالف الدولي لقتال تنظيم الدولة، وتركيا هدفها تمدد الاكراد وليس تنظيم الدولة".

وعن صفقة تبادل أسرى الجيش اللبناني، قال الجولاني إن "صفقة أسرى الجيش اللبناني هدفت إلى تمرير المواد الغذائية وإيجاد ممر طبي لأهالي المنطقة، وفك أسر نساء وأطفال. من المعيب بحق حكومة ‫‏لبنان أن يكون ثمن التفاوض تحقيق مكاسب إغاثية وطبية. معركتنا لم تكن مع الجيش اللبناني بالأصل وإنما مع ‫‏حزب الله الذي ورط الجيش اللبناني". وشدد على أن "النصرة" لن تتنازل عن ثوابتها ومبادئها "سواء كنا تنظيم القاعدة أو لم نكن.. لا نية لدينا بفك الارتباط بالقاعدة. والغرب يصنف الفصائل بناءعلى الفكر الذي تحمله، والارتباط بتنظيم القاعدة ليس له علاقة بهذا التصنيف".

وكشف الجولاني أن "جبهة النصرة" كانت وراء تعطيل هدنة في الغوطة الشرقية، كانت قد بادرت إليها روسيا مؤخراً، وطرحت "مبادرة ثقة" تتمثل بضمان عدم قيام النظام بقصف الغوطة الشرقية لـ15 يوماً، ومن ثم يتم البحث في تفاصيل اتفاق الهدنة.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024