قمة دوشنبه الاسيوية: التضامن مع إيران؟

المدن - عرب وعالم

السبت 2019/06/15
أعلنت الدول المشاركة في أعمال النسخة الخامسة من قمة "سيكا"؛ "مجموعة التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا"، المنعقدة السبت، في عاصمة طاجيكستان دوشنبه، معارضتها لأي "عقوبات أحادية الجانب"، ومعارضتها "تطبيق القوانين الوطنية خارج حدودها".

البيان الختامي

وجاء في البيان الختامي للقمة: "مع الأخذ بالاعتبار ميثاق الأمم المتحدة والقواعد المعترف بها ومبادئ القانون الدولي، نرفض أي ضغوط سياسية واقتصادية غير شرعية على أي دولة من الدول المشاركة في القمة، وخاصة الدول التي تعاني شعوبها من العواقب السلبية للإجراءات القسرية أحادية الجانب في المجالات السياسية والثقافية والاقتصادية".

وأضاف: "نؤكد تمسكنا بمبادئ القانون الدولي، بما في ذلك عدم قبول استخدام القوانين الوطنية خارج حدودها خلافا لمبادئ القانون الدولي". وتوعدت الدول المشاركة في القمة بمنع استخدام أراضيها من قبل أي حركات وهيئات انفصالية.

وتابع البيان: "نؤيد أهمية الاقتصاد العالمي المكشوف الذي يسمح لجميع البلدان والشعوب بالمشاركة في توزيع فوائد العولمة، ولا نزال متمسكين بشدة بالنظام التجاري متعدد الجوانب والمكشوف والشفاف وغير التمييزي والمعتمد على القواعد، والذي تم إنشاؤه على أساس منظمة التجارة العالمية، ومع الأخذ بعين الاعتبار عملية إصلاحها، ونعارض بحزم كل شكل من أشكال سياسة الحمائية".

وأكد البيان الختامي للقمة دعم الدول المشاركة فيها لخطة العمل المشتركة الشاملة الخاصة بالاتفاق النووي مع إيران، التي أكدت فعاليتها وليس لها أي بديل، مرحبا بالتنفيذ الكامل لإيران لكل التزاماتها في المجال النووي.

وأضاف: "ندعو كل الأطراف الأخرى لتنفيذ التزاماتها بالكامل وفق خطة العمل المشتركة الشاملة وقرار مجلس الأمن رقم 2231 وذلك لتحقيق الأهداف المشتركة في وقتها وبالطريقة المحددة".

كلمات المشاركين

وكانت قد انطلقت القمة، صباح السبت، تحت عنوان "رؤية مشتركة من أجل منطقة سيكا أكثر أمنا ورفاهية".

وخلال كلمته، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى بذل جهود جماعية لتشكيل نظام عالمي "عادل"، وتعزيز التعاون بين الدول الآسيوية في مجال "مكافحة الإرهاب"، كما استعرض المواقف الروسية بشأن أفغانستان وسوريا وخطة العمل المشتركة بشأن الاتفاق النووي الإيراني والوضع في شبه الجزيرة الكورية.

وقال بوتين إن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي عقّد تنفيذه وأثر بشكل فعلي في جهود منع انتشار الأسلحة، معتبرا أن الحل الوحيد يكمن في التزام جميع الأطراف بالاتفاق.
وأكد بوتين، على ضرورة عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، مشيرا إلى أن "الحكومة السورية تسيطر على معظم أراضي البلاد". ودعا إلى ضرورة "تنشيط عمل اللجنة الدستورية السورية لتمارس مهامها".

من جانبه، دعا الرئيس الصيني في كلمته إلى استخدام الحوار بدلا من المواجهة في حل المشكلات، وإنشاء خريطة أمنية شاملة تراعي خصوصيات القارة الآسيوية، وقال إن على دول القارة توحيد الجهود لمواجهة التحديات وتحقيق الأمن والاستقرار و"محاربة الإرهاب" بشكل جماعي.

وبحث زعماء 27 دولة قضايا الأمن في آسيا وأزمات سوريا وإيران واليمن والقضية الفلسطينية وأفغانستان وكوريا الشمالية، كما تحظى الهجمات على ناقلتي النفط في بحر عمان باهتمام واسع.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أكد خلال كلمته رفض بلاده الجهود الرامية لفرض أمر واقع جديد في القدس.

واعتبر أردوغان أن "سياسات القضاء على منظمة إرهابية باستخدام منظمة أخرى ستسفر عن المزيد من إراقة الدماء والاحتلال والظلم والأحزان"، في إشارة إلى استخدام الولايات المتحدة وحدات حماية الشعب الكردية للقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية.

وأكد أردوغان على بذل تركيا قصارى جهدها لإنهاء الحرب الأهلية وضمان الاستقرار في الجارة سوريا. وأوضح: "نستضيف حوالي 4 ملايين سوري، وطهّرنا أكثر من 4 آلاف كم مربع من المنظمات الإرهابية، ووجهنا ضربات قاصمة، عبر عمليات عسكرية خارج حدودنا، لداعش وي ب ك/ بي كا كا اللذين يهددان مستقبل سوريا".

من جهته، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني، إن الدور الأميركي في الشرق الأوسط لن يزيد الأمور إلا تعقيداً، مضيفا "سنتصدى للدور السلبي للولايات المتحدة، وفي الوقت نفسه نحن نمد أيدينا لأي دولة آسيوية ترغب في العمل والتعاون معنا".

وأكد روحاني التزام بلاده بالاتفاق النووي رغم العقوبات، ودعا الموقعين على الاتفاق النووي إلى الوفاء بالتزاماتهم، وتابع "سنواصل تقليص التزاماتنا بموجب الاتفاق النووي في ظل غياب إشارات إيجابية من جانب باقي المشاركين".

وتعقد قمة رؤساء الدول واجتماع وزراء الخارجية كل أربع سنوات، وتقع الأمانة العامة لمنظمة سيكا في ألماتي عاصمة كازاخستان، وهي تضم 27 دولة عضوة و13 دولة ومؤسسة دولية مراقبة.

وتأتي هذه القمة بعد يوم من استضافة بشكيك عاصمة قرغيزستان قمة "منظمة شنغهاي للتعاون".

قطر في دوشنبه

التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، السبت، مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، على هامش القمة. وحضر اللقاء من الجانب التركي وزيرا الخارجية مولود تشاووش أوغلو، والخزانة والمالية براءت آلبيرق.

وقال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أثناء لقائه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني: "تعد قطر شريكا مهما بالنسبة لنا في المنطقة وليس فقط في الشرق الأوسط، بل وشمال أفريقيا. ونشهد تعاونا كبيرا في إطار النشاطات الاستثمارية. وتعمل صناديقنا الاستثمارية بشكل حيوي".

وذكر بوتين أنه تم سابقا بفضل قرار السلطات القطرية تخصيص ملياري دولار لتنفيذ المشاريع القطرية الروسية المشتركة، مضيفا أن الطرفين يبحثان حاليا إمكانيات جديدة في إطار 10 مليارات دولار.

وأشار أيضا إلى الاتجاهات الأخرى للتعاون بين البلدين. وتابع: "ويخص ذلك الاتصالات الثقافية والإنسانية والتعاون العسكري التقني. وطبعا أريد أن أناقش معكم المسائل الخاصة بالوضع الحالي في المنطقة".

من جانبه أكد أمير قطر استعداده لزيادة التعاون مع روسيا في مجال الاستثمارات، مشيرا إلى التعاون الناجح للطرفين في مجال الطاقة. وأوضح أن الدولتين تربطهما علاقات قوية وعميقة وثابتة، داعيا أيضا إلى تنشيط التبادل الثقافي.

كما أجرى الرئيسان الروسي والتركي، لقاء قصيرا قبيل انطلاق القمة، استغرق دقائق، من دون تقديم أي تفاصيل أخرى، بحضور وزيري خارجية البلدين.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024