إسرائيل تلاحق ملاجئ ايرانية في سوريا لتصنيع الصواريخ الدقيقة

المدن - عرب وعالم

الخميس 2021/04/22
نقلت وكالة "رويترز" عن مصادر استخباراتية غربية وإقليمية أن إسرائيل وسّعت ضرباتها الجوية على ما تعتقد أنها مراكز إيرانية لإنتاج الصواريخ والأسلحة في سوريا، وذلك لوقف ما تسميه "تمدداً عسكرياً مستتراً" من جانب طهران.

وأوضحت المصادر أن "طهران تنقل عناصر من صناعة الصواريخ والأسلحة المتقدمة لديها في إيران إلى مجمعات أقيمت سلفاً تحت الأرض السورية، الأمر الذي يعزز تطوير ترسانة أسلحة متطورة يصل مداها إلى المراكز العمرانية الإسرائيلية".

وبعدما انحصر التدخل الإسرائيلي في الأزمة السورية بضربات جوية متفرقة استهدفت شحنات أسلحة إلى حزب الله، يبدو أنّ التركيز اليوم على استهداف الاختراق الإيراني للبنية التحتية العسكرية في سوريا، بحسب ما نقلت الوكالة عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين وغربيين.

وقال 12 مسؤولاً عسكرياً واستخباراتياً في سوريا والغرب إن "الأولوية لدى إسرائيل هي أي بنية تحتية تعزز مساعي إيران لإنتاج المزيد من الصواريخ دقيقة التوجيه، التي يمكن أن تضعف التفوق العسكري الإسرائيلي في المنطقة". وأكد المسؤولون أن تطوير الصواريخ دقيقة التوجيه سراً في سوريا يُعتبر نشاطاً أقل عرضة للهجمات الإسرائيلية من نقلها عن طريق البر أو الجو من إيران.

وأكد المدير العام السابق لوزارة الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلية الجنرال يوسي كوبرفاسر أن بلاده مهتمة ب"ضرب الأهداف ذات الأثر الإستراتيجي، فنحن نريد منع إيران من تحويل سوريا إلى قاعدة عسكرية قريبة من إسرائيل".

في المقابل، قال مسؤولان إيرانيان إن طهران تلعب دوراً رئيسيا في إعادة بناء البنى التحتية التي دمرت خلال الحرب، بالإضافة إلى مد شبكات كهرباء. وأشار أحدهما إلى أنّ "طهران ترسل أيدي عاملة إلى سوريا، ولدمشق الحرية في تحديد أين تخدم هذه الأيدي".

تحت الأرض

وفي السياق، ذكر مسؤولون إسرائيليون وغربيون أن طائرات حربية وصواريخ وطائرات مسيرة إسرائيلية استهدفت خلال العام الأخير مواقع يشتبه أنها مراكز لأبحاث وإنتاج الصواريخ الإيرانية دقيقة التوجيه.

وقال محللون بمجلة "جينز" المتخصصة في شؤون الدفاع إن إسرائيل استخدمت خلال ثلاث سنوات 4239 سلاحاً لاستهداف 955 هدفا وشارك في تلك الحملة 70 في المئة من الطيارين الإسرائيليين.

وكشف مصدر رفيع في جهاز استخباراتي غربي أن "بعض المجمعات تحت الأرض تمتد عشرة كيلومترات الأمر الذي يجعل من الصعب اختراقها بالكامل حتى على القنابل الإسرائيلية المخصصة".

ونقلت "رويترز" عن مصدر قالت إنه عسكري سري عمل في واحد من هذه المجمعات، قوله إن "هذه تحصينات تعرف أين تبدأ لكنها لا تعرف ما تؤدي إليه"، وتابع: "هناك مخازن محفورة في الجبال ومجهزة لمقاومة حتى القنابل الذكية".

كما لفت عدد من المسؤولين الأمنيين والعسكريين الغربيين والإسرائيليين ومنشقون عسكريون سوريون إلى "5 مواقع تهم إسرائيل وتصوب أنظارها عليها، وهي تابعة لمركز البحوث والدراسات العلمية التابع لمجمع الصناعات العسكرية السوري، الذي يضم  عشرات من العلماء والمهندسين الإيرانيين ".

وقال إسماعيل أيوب، الضابط السابق بسلاح الطيران السوري الذي فر إلى الأردن عام 2012 ولا يزال على حد قوله على اتصال بزملائه في سلاح الجو، إنهم "يعدلون ويطورون صواريخ إيرانية دقيقة التوجيه وترسانة حزب الله في سوريا بتلك المواقع".

قال مسؤولون إسرائيليون وغربيون إنه لو لم تصعد إسرائيل حملتها الجوية لكانت إيران قد اقتطعت لنفسها قاعدة إستراتيجية على مقربة من إسرائيل.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024