اختطاف الأطفال في مناطق "قسد"..تصويب على مظلوم عبدي؟

مصطفى محمد

الخميس 2020/07/09
عادت ظاهرة اختطاف الأطفال بهدف التجنيد بقوة إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديموقراطية "قسد"، ما تسبّب بردود فعل غاضبة في الشارع الكردي السوري.

ويكاد لا يمر يوم إلا ويُعلن فيه عن حالة اختطاف لطفل كردي، في الوقت الذي تُثار فيه اتهامات لجهات كردية محددة بمحاولة تأزيم الموقف، خدمة لأجندات متعلقة بقضيتين، الأولى الحوار الكردي-الكردي، والثانية الفصل بين حزب "الاتحاد الديموقراطي"، وحزب "العمال" الكردستاني.

وكشف العديد من المصادر عن تسجيل حالات اختطاف أطفال منذ مطلع الشهر الجاري، في عين العرب (كوباني)، وفي أرياف الحسكة وحلب. وقال الصحافي الكردي شيرزان علو ل"المدن"، إن وتيرة اختطاف الأطفال تصاعدت خلال الأيام القليلة الماضية.

وحول العدد الحقيقي، قال: "لا أرقام واضحة، حيث لا يعلن الأهالي كلهم عن اختطاف أطفالهم، لأسباب منها الخوف على مصيرهم في حال تم تداول اسم المختطف إعلامياً، وأيضاً في بعض الحالات يفضل الأهالي عدم الإفصاح إفساحاً في المجال أمام إعادة أطفالهم من خلال وساطات محلية".

وعن مصير الأطفال، أوضح علو أنه "غالباً ما يتم اقتيادهم إلى معسكرات سرية، داخل الأراضي السورية، أو خارجها في شمال العراق".

وأمام هذه المعطيات تباينت القراءات التي تفسّر تزايد هذه الظاهرة. ويرى عضو الائتلاف السوري المعارض عن "رابطة المستقلين الكرد السوريين" محمد علي عيسى أن وتيرة اختطاف الأطفال تحددها حاجة حزب "الاتحاد الديموقراطي" إلى المقاتلين، مؤكداً أن الفترة الأخيرة شهدت زيادة كبيرة، مردّها إلى نقص محتمل في العناصر المقاتلة.

ولم يستبعد في حديث ل"المدن"، أن يكون الغرض من زيادة حالات اختطاف الأطفال، هو التشويش على الحوار الكردي-الكردي، معتبراً أنه "من غير المستبعد أن تكون عمليات الاختطاف هذه، رسالة إظهار قوة من الاتحاد الديموقراطي إلى المجلس الوطني الكردي".

وما يثير استغراب عيسى، هو الصمت المطبق من المجلس الوطني الكردي، إزاء هذه الممارسات التي تخل بالاتفاقيات التي وقعتها "قسد" مع الأمم المتحدة، لغرض الحد من تجنيد الأطفال.

قنديل غير راضية
في المقابل، اعتبرت مصادر كردية، أن الغرض من زيادة عمليات اختطاف الأطفال، إضعاف موقف التيار الذي يقوده مظلوم عبدي، محلياً ودولياً، باعتباره يتحمل مسؤولية أمن مناطق "قسد".

وترى المصادر أن هناك جهات تحاول إحراج عبدي وإظهاره، وتياره، كطرف غير قادر على الالتزام بتعهداته، في إشارة إلى توقيع "قسد" خطة عمل مع الأمم المتحدة، وإلى الحوار الكردي-الكردي الذي تدعمه الولايات المتحدة وفرنسا.

ووصف السياسي الكردي المستقل، الدكتور أدهم باشو، المرحلة الحالية ب"الحرجة"، لأنها تشهد بداية توافق بين "الاتحاد الديموقراطي" و"المجلس الوطني الكردي"، الأمر الذي لم يرق لجهات أخرى.

وقال ل"المدن"، إن قيادات "العمال" الكردستاني القابعة في جبال قنديل شمال العراق، غير راضية عن كل ذلك، وخصوصا لجهة التوجه الأميركي الهادف إلى الحد من تأثير الحزب في قرار المناطق السورية.

وأضاف أن "قيادات قنديل التي تقف خلف عمليات اختطاف الأطفال، كثّفت نشاطها للتشويش على كل ما يتم الترتيب له، لقلب الطاولة على التيار الذي تدعمه الولايات المتحدة".
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024