مليشيات النظام في عفرين:رسالة إيرانية إلى تركيا؟

عدنان الحسين

الأربعاء 2018/02/21
دخلت مجموعات من مليشيات موالية للنظام، ليل الثلاثاء/الأربعاء، مدينة عفرين شمال غربي حلب، نتيجة اتفاق بين "الإدارة الذاتية" التابعة لحزب "الاتحاد الديموقراطي" وذراعه العسكري "وحدات حماية الشعب"، وبين مليشيات شيعية ذات تبعية للنظام وإيران.

وتوجه الرتل المكون من نحو 240 عنصراً تقلّهم 20 سيارة دفع رباعي تحمل رشاشات ثقيلة ومتوسطة، بالإضافة الى دبابة ومدرعة ومدفع من عيار 57، ظهر الثلاثاء إلى عفرين، إلا أن الطيران التركي استهدف الرتل المتجمع قرب قرية الزيارة، المعبر بين مناطق النظام ومناطق سيطرة "الوحدات" الكردية. القصف أدى الى مقتل اثنين من عناصر المليشيات، ما تسبب بتوقف الرتل، وعودته إلى مناطق النظام قرب قرية نبل الشيعية، ليعاود عملية الدخول ليل الثلاثاء/الأربعاء.

وفور دخولها، توجهت المليشيات إلى مدخل مدينة عفرين، حيث تجمّع عشرات المقاتلين من "الوحدات" الكردية، مرحبين بالمليشيات. الاستعدادات لاستقبال المليشيات تضمّنت نصب خيام لعناصرها في كراج عفرين ومحيطه، لتكون مركز انطلاقهم نحو المعارك على القرى الحدودية ضد فصائل الجيش الحر والجيش التركي.

ومن المتوقع، بحسب الاتفاق مع "الوحدات"، أن تكون وجهة هذه المليشيات نواحي راجو وشران وجنديرس، لمنع سقوطها بيد فصائل عملية "غصن الزيتون" والجيش التركي.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان قد هدد باستهداف أي تعزيزات تصل لمدينة عفرين، وسط تحذير لمليشيات النظام من اتخاذ خطوات تصعيدية في حال دخولها.

وتضم المجموعات التي دخلت مدينة عفرين عشرات العناصر من مقاتلي "وحدات حماية الشعب" من حي الشيخ مقصود في مدينة حلب، ومقاتلون من مليشيات "درع الزهراء" و"لواء القدس الفلسطيني"، ومليشيات من قريتي تل عرن وتل حاصل في ريف مدينة السفيرة جنوبي حلب، بالإضافة لعناصر من مليشيا "الدفاع الوطني".

تدخل المليشيات قد يكون بشكل انفرادي، وعلى الأغلب بضغط إيراني بغرض خلط الأوراق في الشمال السوري، فمعظم المليشيات التي دخلت عفرين تأتمر من "الحرس الثوري" الإيراني مباشرة، وتتلقى منه الدعم والتمويل.

وبحسب الاتفاق الروسي-التركي فلن تدخل أي قوات للنظام إلى عفرين، وأن الجيش التركي والجيش الحر سيواصلان التقدم للسيطرة على محيط عفرين، بغرض حصارها بشكل كامل. وواصلت "غصن الزيتون" عملياتها في محيط عفرين، وسيطرت، صباح الأربعاء، على قرية تل سلور في ناحية جنديرس بعد معارك مع "الوحدات"، وقصفت المدفعية التركية مواقع "الوحدات" في محيط مدينة عفرين، واستهدفت نقاطاً لـ"الوحدات" والمليشيات الشيعية.


(المصدر: LM)

الجيش التركي بدأ إنشاء أول قاعدة عسكرية لها في جبل Darmık المطل على ناحية بلبل، ومن المنتظر نصب أنظمة صواريخ وانذار مبكر. وتعتبر هذه القاعدة أول قاعدة للجيش التركي في محيط مدينة عفرين، بعدما استفادت القوات التركية من التجهيزات السابقة لـ"الوحدات" الكردية وشبكات انفاقها وتحصيناتها، لتقيم قاعدة عسكرية. وستحوي القاعدة على دفاعات جوية وأجهزة تشويش عن بعد.

الإصرار التركي على تسريع المعركة، دفعها لإرسال نحو 1000 مقاتل من "القوات الخاصة"، للمشاركة في "غصن الزيتون". ووصلت تلك القوات إلى الحدود السورية التركية، الإثنين.

وكانت غرفة عمليات "غصن الزيتون" قد سيطرت الثلاثاء على نحو 14 قرية في محوري ناحية بلبل وجبل برصايا/إعزاز، ما مكنها من ربط المحورين ببعضهما البعض. كما دفعت الفصائل بتعزيزات إضافية على كافة محاور القتال، ومن المتوقع ان تشن عمليات واسعة جديدة في الأيام المقبلة لإطباق الحصار على المدينة، ووقف التعزيزات التي تصل تباعاً لـ"الوحدات" الكردية.

ومن المتوقع أن تفتتح الفصائل محور معارك جديد في ريف حلب الشمالي، بهدف استعادة السيطرة على القرى التي احتلتها سابقا "الوحدات" بدعم روسي، وسط تصاعد وتيرة المطالبات الشعبية والمظاهرات من أهالي تلك القرى المُهجّرة، لتحرير قراهم والعودة إليها.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024