ديرالزور: "قسد" و"داعش" يسمحان بحركة المدنيين

المدن - عرب وعالم

السبت 2018/08/04
في خطوة غريبة من نوعها، سمحت "قوات سوريا الديموقراطية" وتنظيم "الدولة الإسلامية" للمدنيين بالدخول والخروج من وإلى مناطق تنظيم "الدولة" المحاصرة من قبل "قسد" في ديرالزور، منذ شهور، بحسب مراسل "المدن" نورس العرفي.

وبعدما كانت "قسد" تمنع دخول الأهالي إلى هجين والشعفة والسوسة، والتنظيم يمنع خروجهم منها، سمح الطرفان للمدنيين بالتحرك بحرية. وسمحت "قسد" للأهالي بالدخول بدراجاتهم النارية وسياراتهم الصغيرة، وسمح التنظيم لمن يعيشون فيها بالخروج منها، بعدما كان يمنعهم ويعتبر الخارجين "كفاراً تركوا بلاد الإسلام وذهبوا لبلاد الكفر".

خروج الأهالي الذي بدأ مطلع آب/أغسطي، واستمر لثلاثة أيام متوالية، جاء بعد منشورات ألقاها طيران "التحالف الدولي" طالب فيها المدنيين بالخروج من مناطق سيطرة التنظيم. فبادرت "قسد" لفتح معبر اسمته: "منفذ المدنيين"، وهو عبر بئر نفط مهجور إلى منطقة الشارة "الرجم"، وبعدها إلى ساتر لـ"قسد"، ومن ثم الى منطقة العلوني ومنها الى الجرذي. قسم من العوائل الخارجة توجه إلى مخيم المبروكة، والبعض انتشر في مناطق سيطرة "قسد".

وأكد الخارجون وجود أعداد كبيرة من المدنيين؛ منهم من يريد الخروج ويستعد لذلك، ومنهم مَن يرفض الفكرة ويفضل البقاء بمنزله خوفاً من مصير مجهول ينتظرهم بمناطق "قسد"، خاصة أن تهمة "الدعشنة" مقولبة وجاهزة.

شهود عيان من الخارجين أكدوا تواجد ضباط أجانب وضباط تابعين لـ"قسد"، على أول حاجز بعد "منفذ المدنيين"، يسألون الخارجين عن الأعداد المتبقية من المدنيين ويطلبون منهم خروج من بقي بالسرعة القصوى. في حين يقوم عناصر "قسد" بتوثيق عملية الخروج بالصوت والصورة.

وانتشرت إشاعة تقول إن عناصر التنظيم طلبوا من المدنيين مغادرة مناطقهم، لكن مصادر "المدن" نفت ذلك، وأكدت أن التنظيم لم يطلب من أحد المغادرة، لكنه لم يمنع أحداً منها، ما يؤكد رضاه عنها، وموافقة التنظيم على تلك العملية يطرح تساؤلاً عن وقتها وسبب موافقة التنظيم عليها بعد معارضته الشديدة لها.

ولم تتعرض "قسد" للخارجين، وسمحت لهم بالحركة بحرية، لتشجيع من بقي على الخروج من دون أي مخاوف من اعتقالات قد تطالهم أو معاملة سيئة قد يتعرضون لها.

وانتشرت اشاعات عن وجود اتفاق بين "قسد" و"داعش"، لتسليم تلك المنطقة لـ"قسد" وانسحاب "داعش" منها مقابل تأمين طريق خروج أمن لعناصره إلى بادية البوكمال الجنوبية. الأمر الذي نفاه بشكل قطعي مقربون من التنظيم، مؤكدين أن الخطوة جاءت لتحييد المدنيين عن ذلك الاقتتال، وأن عناصر التنظيم لن يسلموا تلك المناطق وأنهم سيدافعون عنها حتى النهاية.

وتوقفت الغارات الجوية لطيران "التحالف الدولي" خلال الفترة الماضية، رغم الإبقاء على طيران الاستطلاع، وسط توقف الاشتباكات بين "قسد" و"داعش".
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024